موسوعة الأديان

المطلب الثاني: عقائدهم:

وأثبتوا أصلين، إلا أن المجوس الأصلية زعموا أن الأصلين لا يجوز أن يكونا قديمين أزليين، بل النور أزلي، والظلمة محدثة، ثم لهم اختلاف في سبب حدوثها: أمن النور حدثت، والنور لا يحدث شرا جزئيا، فكيف يحدث أصل الشر ؟ أم من شيء آخر، ولا شيء يشرك النور في الإحداث والقدم، وبهذا يظهر خبط المجوس. وهؤلاء يقولون: المبدأ الأول من الأشخاص كيومرث، وربما يقولون: زروان الكبير، والنبي الثاني زردشت. والكيومرثية يقولون: كيومرث هو آدم عليه السلام. وتفسير كيومرث هو الحي الناطق. وقد ورد في تواريخ الهند والعجم أن كيومرث هو آدم عليه السلام، ويخالفهم سائر أصحاب التواريخ.

الملل والنحل للشهرستاني – 1/278

أعيادهم

عيد النَّيروز:

[وهو أعظم أعيادهم وعيدهم الأكبر، ويقع في أوَّل يومٍ من سنتهم.

ويقال أنَّ أوَّل من اتخذه جم شاد أحد ملوك الطَّبقة الثَّانية من الفرس، وأنَّ الدِّين كان قد فسد قبله، فلما ملك جدده وأظهره؛ فسمِّي اليوم الَّذي ملك فيه نوروز أي: اليوم الجديد.

ولهم في أسباب اتخاذه عيدًا حكايات طويلة جلُّها مبني على الخيال، فبعضهم يزعم أنَّ جم شاد ملك الأقاليم السبعة والجن والإنس، فاتخذ له عجلة وركبها، وكان يسير بها في الهواء، حيث شاء، فكان يوم ركوبها في أوَّل يوم من شهر أفردوين ماه، وكان مدة ملكة لا يريهم وجهه، فلما ركبها أبرز لهم وجهه وكان له حظ من الجمال؛ فجعلوا رؤيتهم له عيدًا، وسمُّوه نوروزًا.

ومن الفرس من يزعم أنَّه اليوم الَّذي خلق الله فيه النُّور، وأنَّه كان معظمًا قبل جم شاد. وقيل غير ذلك من الحكايات الَّتي يطول ذكرها.

عيد المهرجان:

وهو في اليوم السادس عشر من مهرماه من شهور الفرس، وبينه وبين النَّيروز مائة وسبعة وستون يومًا، ويكون في وسط الخريف، ومدته ستة أيام، ويسمَّى السادس من المهرجان الأكبر.

وقد اختلف في سبب تسميته بذلك:

فقيل: لأنَّ اسمه موافق لاسم الشهر، وتفسيره محبَّة الرُّوح.

وقيل: أنَّ مهر اسم الشَّمس؛ وأنَّها ظهرت للعالم في هذا اليوم فسمِّي بها.

ويدلُّ على ذلك أنَّ من عادات الأكاسرة في هذا اليوم، التتويج بالتَّاج الَّذي على صورة الشمس، وعجلتها الدائرة عليها.

وقيل: إنَّه ظهر في عهد أفريدون الملك، ومعنى هذا الاسم إدراك الثأر؛ وذلك أنَّ أفريدون أخذ بثأر جدِّه، جم شاد من الضَّحاك فقتله، وأعاد المجوسيَّة إلى ما كانت عليه، فاتخذ الفرس يوم قتله عيدًا، وسمُّوه مهرجان، والمهر الوفاء، وجان سلطان، وكان معناه سلطان الوفاء، وقيل غير ذلك.

عيد السذق:

ويسمَّى عندهم أبان روز، ويكون في ليلة الحادي عشر من شهر بهمن من شهور الفرس، وسنَّتهم فيه إيقاد النيران بسائر الأدهان، والولوع بها حتى إنَّهم يلقون فيها الحيوانات، وسائر الحبوب.

ويقال أنَّ سبب اتِّخاذهم لهذا العيد: أنَّ الأب الأوَّل عندهم كيومرت لما كمل له من الولد مائة، زوج الذكور بالإناث، وصنع لهم عرسًا أكثر فيه من النيران، ووافق ذلك اللَّيلة المذكورة فاستنت ذلك الفرس بعده.

وقيل في سبب اتخاذه غير ذلك.

عيد الشركان:

ويسمَّى أيضًا بعيد التيركان، ويكون في الثَّالث عشر من شهر تيرماه، من شهور الفرس، وهو المبني على الأسطورة الَّتي يزعمون فيها أنَّه لما وقعت المصالحة بين منوجهر، وقراسياب التركي من المملكة على رمية سهم، فأخذ السهم رجل يقال له: أيس، وكان مؤيدًا في الرمي، وجعله في قوسه فرمى به، فامتد السهم من جبال طبرستان إلى أعالي طخارستان.

ويقال: إنَّ من موضع الرمية إلى موقع السهم ألف فرسخ، فاصطلحا على تلك الرمية، وكانت في هذا اليوم فاتَّخذ النَّاس عيدًا.

أيام الفرودجان:

وهي خمسة أيام، أوَّلها السادس والعشرون من شهر أبان ماه من شهور الفرس.

ومعناه عندهم: تربية الرُّوح؛ لأنَّهم كانوا يصنعون في هذه الأيام أطعمةً وأشربةً لأرواح موتاهم، ويزعمون أنَّها تأتي وتتغذى بها.

كما يزعمون أنَّ أرواح الأبرار تلم بالأهل والأقارب، وتباشر أمورهم وإن كانوا لا يرونها. ومن سنَّتهم فيها تدخين بيوتهم بالراش. لتستلذ أرواح الموتى برائحته.

عيد النِّساء:

ويسمَّى بالفارسية (مزدكيران) ويكون في اليوم الخامس من شهر أستنفدارمذ، وهو عيد خاص بالنِّساء، يجود فيه الرجال عليهنَّ بالهدايا والاحترام.]<الأعياد وأثرها على المسلمين لسليمان السحيمي – ص 67>



انظر أيضا: