موسوعة الآداب الشرعية

واحدٌ وعشرون: عَدَمُ الدُّعاءِ بإثمٍ أو قَطيعةِ رَحِمٍ


مِن آدابِ الدُّعاءِ: ألَّا يدعوَ بإثمٍ أو قَطيعةِ رَحِمٍ.
الدَّليلُ على ذلك مِنَ السُّنَّةِ:
1- عن أبي هُرَيرةَ رَضيَ اللهُ عنه، عنِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أنَّه قال: ((لا يَزالُ يُستَجابُ للعَبدِ ما لَم يَدعُ بإثمٍ أو قَطيعةِ رَحِمٍ، ما لَم يَستَعجِلْ. قيلَ: يا رَسولَ اللهِ، ما الاستِعجالُ؟ قال: يَقولُ: قد دَعَوتُ وقد دَعَوتُ، فلَم أرَ يَستَجيبُ لي، فيَستَحسِرُ [2212] الاستِحسارُ: الاستِنكافُ عنِ السُّؤالِ، وأصلُه مِن حَسَر الطَّرْفُ: إذا كَلَّ وضَعُف نَظَرُه. يَعني: أنَّ الدَّاعيَ إذا تَأخَّرَت إجابَتُه تَضَجَّرَ ومَلَّ، فتَرَكَ الدُّعاءَ واستَنكَف. يُنظر: ((جامع الأصول)) لابن الأثير (4/ 165). عِندَ ذلك ويَدَعُ الدُّعاءَ)) [2213] أخرجه البخاري (6340) مختصرًا، مسلم (2735) واللفظ له. .
2- عن جابرٍ رَضيَ اللهُ عنه، قال: سَمِعتُ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يَقولُ: ((ما مِن أحَدٍ يَدعو بدُعاءٍ إلَّا آتاه اللهُ ما سَألَ، أو كَفَّ عنه مِنَ السُّوءِ مِثلَه، ما لَم يَدعُ بإثمٍ أو قَطيعةِ رَحِمٍ)) [2214] أخرجه الترمذي (3381) واللفظ له، وأحمد (14879). حَسَّنه لغيره شعيب الأرناؤوط في تخريج ((مسند أحمد)) (14879). وذهب إلى تحسينه الألباني في ((صحيح سنن الترمذي)) (3381). .
3- عن جُبَيرِ بنِ نُفَيرٍ، أنَّ عُبادةَ بنَ الصَّامِتِ رَضيَ اللهُ عنه حَدَّثَهم، أنَّ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: ((ما على الأرضِ مُسلِمٌ يَدعو اللهَ بدَعوةٍ إلَّا آتاه اللهُ إيَّاها، أو صَرَف عنه مِنَ السُّوءِ مِثلَها، ما لَم يَدعُ بإثمٍ أو قَطيعةِ رَحِمٍ، فقال رَجُلٌ مِنَ القَومِ: إذًا نُكثِرُ! قال: اللهُ أكثَرُ)) [2215] أخرجه الترمذي (3573) واللفظ له، وعبد الله بن أحمد في ((زوائد المسند)) (22785). وصحَّحه لغيره شعيب الأرناؤوط في تخريج ((مسند أحمد)) (22785)، وحسنه الألباني في ((صحيح الجامع)) (5637). وذهب إلى تصحيحه ابنُ حجر في ((فتح الباري)) (11/98). .
4- عن أبي سَعيدٍ رَضيَ اللهُ عنه، أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: ((ما مِن مُسلمٍ يَدعو اللهَ بدَعوةٍ ليس فيها مَأثَمٌ ولا قَطيعةُ رَحِمٍ إلَّا أعطاه إحدى ثَلاثٍ: إمَّا أن يَستَجيبَ له دَعوتَه، أو يَصرِفَ عنه مِنَ السُّوءِ مِثلَها، أو يَدَّخِرَ له مِنَ الأجرِ مِثلَها. قالوا: يا رَسولَ اللهِ، إذًا نُكثِرُ! قال: اللهُ أكثَرُ)) [2216] أخرجه مِن طُرُقٍ: أحمد (11133)، والطبراني في ((المعجم الأوسط)) (4368)، والحاكم (1840) واللفظ له. صحَّحه الألباني في ((شرح الطحاوية)) (462)، والوادعي في ((الصحيح المسند مما ليس في الصحيحين)) (412)، وصحَّح إسنادَه الحاكم، وجوَّده شعيب الأرناؤوط في تخريج ((مسند أحمد)) (11133). .

انظر أيضا: