موسوعة الآداب الشرعية

ثانيًا: مُخاطَبةُ النَّاسِ على قَدرِ عُقولِهم


يَنبَغي أن يُخاطَبَ النَّاسُ على قَدرِ عُقولِهم.
الدَّليلُ على ذلك مِنَ السُّنَّةِ والآثارِ:
أ- مِنَ السُّنَّةِ
عن أبي التَّيَّاحِ، عن أنَسِ بنِ مالكٍ رَضِيَ اللهُ عنه، قال: ((كانَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أحسَنَ النَّاسِ خُلُقًا، وكان لي أخٌ يُقالُ له: أبو عُمَيرٍ -قال: أحسَبُه فَطِيمًا- وكانَ إذا جَاءَ قال: يا أبَا عُمَيرٍ، ما فَعَلَ النُّغَيرُ؟ نُغَرٌ كانَ يَلعَبُ به [1678] النُّغَرُ طائِرٌ صَغيرٌ. وقَولُه: "يَلعَبُ به" أي: يَتَلهَّى بحَبسِه وإمساكِه. يُنظر: ((معالم السنن)) للخطابي (4/ 129). ، فرُبَّما حَضَرَ الصَّلَاةَ وهو في بَيتِنا، فيَأمُرُ بالبِساطِ الذي تَحتَه فيُكنَسُ ويُنضَحُ، ثُمَّ يَقُومُ ونَقُومُ خَلفَه، فيُصَلِّي بنا)) [1679] أخرجه البخاري (6203) واللَّفظُ له، ومسلم (2150). .
قال ابنُ القاصِّ: (فيه دَليلٌ على أنَّ للعاقِلِ أن يُعاشِرَ النَّاسَ على قَدرِ عُقولِهم، ولا يَحمِلَ النَّاسَ كُلَّهم على عَقلِه) [1680] ((فوائد حديث أبي عمير)) (ص: 30). .
ب- مِنَ الآثارِ
1- عن عَبدِ اللهِ بنِ مَسعودٍ رَضِيَ اللهُ عنه، قال: (ما أنتَ بمُحَدِّثٍ قَومًا حَديثًا لا تَبلُغُه عُقولُهم إلَّا كان لبَعضِهم فِتنةً) [1681] أخرجه مسلم في ((مقدمة الصحيح)) (5)، والبيهقي في ((المدخل إلى السنن)) (611)، وابن عبد البر في ((جامع بيان العلم وفضله)) (888). صَحَّحَ إسنادَه ابن المُلقِّنِ في ((شرح البخاري)) (3/655). .
2- عن عليِّ بنِ أبي طالِبٍ رَضِيَ اللهُ عنه، قال: (حَدِّثوا النَّاسَ بما يَعرِفونَ، أتُحِبُّونَ أن يُكَذَّبَ اللَّهُ ورَسولُه؟!) [1682] أخرجه البخاري (127). .

انظر أيضا: