رابعًا: تَشميتُ العاطِسِ إذا حَمِدَ اللَّهَ
مِن أدَبِ العُطاسِ: تَشميتُ العاطِسِ
[1812] قال الخَليلُ: (شَمَّتَّ العاطِسَ تَشميتًا: قُلتَ له: يَرحَمُك اللهُ. والتَّشميتُ: الدُّعاءُ، وكُلُّ داعٍ لأحَدٍ بخَيرٍ فهو مُشَمِّتٌ له). ((العَين)) (6/ 247). ويُنظر: ((شَرح الإلمام)) لابن دقيق العيد (2/ 19). إذا حَمِدَ اللَّهَ، فيَقولُ له مَن سَمِعَه: يَرحَمُك اللهُ
[1813] قال البَغويُّ: (في تَشميتِ العاطِسِ لا يَبدَأُ بنَفسِه، بَل يَخُصُّ العاطِسَ؛ لأنَّه مِن حَقِّ المسلمِ على المسلمِ، كَما يَخُصُّه بالسَّلامِ إذا لقيَه، فإن دَعا لأخيه بدَعوةٍ مواجَهةً، أو في كِتابٍ كتبَ إليه، أو في غَيبَتِه، فيُستَحَبُّ أن يَبدَأ بنَفسِه...). ((شرح السنة)) (12/ 310). . فإذا لم يَحمَدِ العاطِسُ لا يُشَمَّتُ
[1814] قال ابنُ عبدِ البَرّ: (أجمَع العُلَماءُ على أنَّ مَن عَطَس فلم يَحمَدِ اللَّهَ، لم يَجِبْ على جَليسِه تَشميتُه). ((الاستذكار)) (8/ 482). وقال النووي: (وإذا لم يَحمِدِ العاطِسُ لا يُشَمَّتُ. وأقَلُّ الحَمدِ والتَّشميتِ وجَوابِه أن يَرفعَ صَوتَه بحَيثُ يُسمِعُ صاحِبَه. وإذا قال العاطِسُ لفظًا آخَرَ غَيرَ "الحَمدُ للَّهِ" لم يَستَحِقَّ التَّشميتَ). ((الأذكار)) (ص: 271). وقال النَّوويُّ أيضًا في حُكمِ التشميتِ: (قال أصحابُنا: التَّشميتُ -وهو قَولُه: يَرحَمُك اللهُ- سُنَّةٌ على الكِفايةِ، لو قاله بَعضُ الحاضِرينَ أجزأ عنهم، ولكِنَّ الأفضَلَ أن يَقولَه كُلُّ واحِدٍ مِنهم؛ لظاهِرِ قَولِه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: «كان حَقًّا على كُلِّ مسلِمٍ سَمِعه أن يَقولَ له: يَرحَمُك اللهُ». وهذا الذي ذَكَرناه مِنِ استِحبابِ التَّشميتِ هو مَذهَبُنا. واختَلف أصحابُ مالِكٍ في وُجوبِه؛ فقال القاضي عَبدُ الوهَّابِ: هو سُنَّةٌ، ويُجزِئُ تَشميتُ واحِدٍ مِنَ الجَماعةِ، كمَذهَبِنا، وقال ابنُ مزين: يَلزَمُ كُلَّ واحِدٍ مِنهم، واختارَه ابنُ العَرَبيِّ المالِكيُّ). ((الأذكار)) (ص: 271). وقال ابنُ حَجَرٍ: (قد ثَبَتَ الأمرُ بذلك [أي: التَّشميتِ]... قال ابنُ دَقيقِ العيدِ: ظاهرُ الأمرِ الوُجوبُ، ويُؤَيِّدُه قَولُه في حَديثِ أبي هرَيرةَ الذي في البابِ الذي يَليه: "فحَقٌّ على كُلِّ مُسلمٍ سَمِعَه أن يُشَمِّتَه"، وفي حَديثِ أبي هرَيرةَ عِند مُسلمٍ: "حَقُّ المُسلمِ على المُسلمِ سِتٌّ"، فذَكَرَ فيها: "وإذا عَطَسَ فحَمِدَ اللَّهَ فشَمِّتْه"، وللبُخاريِّ مِن وجهٍ آخَرَ عن أبي هرَيرةَ: "خَمسٌ تَجِبُ للمُسلمِ على المُسلمِ"، فذَكَر مِنها التَّشميتَ، وهو عِندَ مُسلمٍ أيضًا، وفي حَديثِ عائِشةَ عِندَ أحمَدَ وأبي يَعلى: "إذا عَطَسَ أحَدُكُم فليَقُلْ: الحَمدُ للهِ، وليَقُلْ مَن عِندَه: يَرحَمُك اللهُ"، ونَحوُه عِندَ الطَّبَرانيِّ من حديثِ أبي مالكٍ. وقد أخَذَ بظاهرِها ابنُ مزينٍ مِنَ المالكيَّةِ، وقال به جُمهورُ أهلِ الظَّاهِرِ، وقال ابنُ أبي جَمرةَ: قال جَماعةٌ مِن عُلمائِنا: إنَّه فَرضُ عَينٍ، وقوَّاه ابنُ القَيِّمِ في حَواشي السُّنَنِ، فقال: جاءَ بلفظِ الوُجوبِ الصَّريحِ، وبلفظِ الحَقِّ الدَّالِّ عليه، وبلفظِ على الظَّاهرةِ فيه، وبصيغةِ الأمرِ التي هيَ حَقيقةٌ فيه، وبقَولِ الصَّحابيِّ: أمَرَنا رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، قال: ولا رَيبَ أنَّ الفُقَهاءَ أثبَتوا وُجوبَ أشياءَ كَثيرةٍ بدونِ مَجموعِ هذه الأشياءِ، وذَهَب آخَرونَ إلى أنَّه فَرضُ كِفايةٍ إذا قامَ به البَعضُ سَقَطَ عنِ الباقينَ، ورَجَّحَه أبو الوليدِ بنُ رُشدٍ، وأبو بَكرِ بنُ العَرَبيِّ، وقال به الحَنَفيَّةُ، وجُمهورُ الحَنابلةِ، وذَهَبَ عَبدُ الوهَّابِ وجَماعةٌ مِنَ المالكيَّةِ إلى أنَّه مُستَحَبٌّ، ويُجزِئُ الواحِدُ عنِ الجَماعةِ، وهو قَولُ الشَّافِعيَّةِ، والرَّاجِحُ مِن حَيثُ الدَّليلُ القَولُ الثَّاني، والأحاديثُ الصَّحيحةُ الدَّالَّةُ على الوُجوبِ لا تُنافي كَونَه على الكِفايةِ؛ فإنَّ الأمرَ بتَشميتِ العاطِسِ وإن وَرَد في عُمومِ المُكَلَّفينَ ففَرضُ الكِفايةِ يُخاطَبُ به الجَميعُ على الأصَحِّ، ويَسقُطُ بفِعلِ البَعضِ، وأمَّا مَن قال: إنَّه فَرضٌ على مُبهَمٍ، فإنَّه يُنافي كَونَه فَرضَ عَينٍ).((فتح الباري)) (10/ 603). ويُنظر: ((إكمال المعلم)) لعياض (8/ 541)، ((شرح الإلمام)) لابن دقيق العيد (2/ 50-53)، ((تهذيب سنن أبي داود)) لابن القيم (13/ 258). .
الدَّليلُ على ذلك مِنَ السُّنَّةِ:1- عَنِ البَراءِ بنِ عازِبٍ رَضِيَ اللهُ عنهما، قال:
((أمَرَنا النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بسَبعٍ، ونَهانا عن سَبعٍ، فذَكرَ: عيادةَ المَريضِ، واتِّباعَ الجَنائِزِ، وتَشميتَ العاطِسِ، ورَدَّ السَّلامِ، ونَصرَ المَظلومِ، وإجابةَ الدَّاعي، وإبرارَ المُقسِمِ)) [1815] أخرجه البخاري (2445) واللَّفظُ له، ومسلم (2066). .
2- عن أبي هرَيرةَ رَضِيَ اللهُ عنه، قال: سَمِعتُ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يَقولُ:
((حَقُّ المُسلِمِ على المُسلِمِ خَمسٌ: رَدُّ السَّلامِ، وعيادةُ المَريضِ، واتِّباعُ الجَنائِزِ، وإجابةُ الدَّعوةِ، وتَشميتُ العاطِسِ)) [1816] أخرجه البخاري (1240). .
وفي رِوايةٍ:
((خَمسٌ تَجِبُ للمُسلِمِ على أخيه: رَدُّ السَّلامِ، وتَشميتُ العاطِسِ، وإجابةُ الدَّعوةِ، وعيادةُ المَريضِ، واتِّباعُ الجَنائِزِ)) [1817] أخرجها مسلم (2162). .
وفي رِوايةٍ أُخرى:
((حَقُّ المُسلمِ على المُسلِمِ سِتٌّ. قيل: ما هنَّ يا رَسولَ اللهِ؟ قال: إذا لَقيتَه فسَلِّمْ عليه، وإذا دَعاك فأجِبْه، وإذا استَنصَحَك فانصَحْ له، وإذا عَطَسَ فحَمِدَ اللَّهَ فسَمِّتْه [1818] قال الخَطَّابيُّ: (يُقالُ: شَمَّت وسَمَّت، بمَعنًى واحِدٍ، وهو أن يَدعوَ للعاطِسِ بالرَّحمةِ). ((معالم السنن)) (4/ 141). وقال ابنُ أبي جَمرةَ: (أمَّا التَّشميتُ فهو بمَعنى: أبعَدَ اللَّهُ عنك الشَّماتةَ، وجَنَّبك ما يُشمَتُ به عليك. وأمَّا التَّسميتُ فهو بمَعنى: جَعَلك اللهُ على سَمتٍ حَسَنٍ. هذا قَولُ أئِمَّتِنا). ((بهجة النفوس)) (4/ 187). ويُنظر: ((شرح الإلمام)) لابن دقيق العيد (2/ 19-23). ، وإذا مَرِضَ فعُدْه، وإذا ماتَ فاتَّبِعْه)) [1819] أخرجها مسلم (2162). .
3- عن أبي هرَيرةَ رَضِيَ اللهُ عنه، عنِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، قال:
((إنَّ اللَّهَ يُحِبُّ العُطاسَ ويَكرَهُ التَّثاؤُبَ [1820] قال البَغَويُّ: (قال أبو سُليمانَ الخَطَّابيُّ: مَعنى حُبِّ العُطاسِ وحَمدِه وكَراهيةِ التَّثاؤُبِ وذَمِّه، أنَّ العُطاسَ إنَّما يَكونُ مَعَ انفِتاحِ المَسامِّ، وخِفَّةِ البَدَنِ، وتَيَسُّرِ الحَرَكاتِ، وسَبَبُ هذه الأُمورِ تَخفيفُ الغِذاءِ، والإقلالُ مِنَ المَطعَمِ، والتَّثاؤُبُ إنَّما يَكونُ مَعَ ثِقَلِ البَدَنِ وامتِلائِه، وعِندَ استِرخائِه للنَّومِ، ومَيلِه إلى الكَسَلِ؛ فصارَ العُطاسُ مَحمودًا؛ لأنَّه يُعينُ على الطَّاعاتِ، والتَّثاؤُبُ مَذمومًا؛ لأنَّه يَثنيه عنِ الخَيراتِ؛ فالمَحَبَّةُ والكَراهيةُ تَنصَرِفُ إلى الأسبابِ الجالبةِ لهما، وإنَّما أُضيف إلى الشَّيطانِ؛ لأنَّه هو الذي يُزَيِّنُ للنَّفسِ شَهوتَها، فإذا قال: ها، يَعني: إذا بالغَ في التَّثاؤُبِ، ضَحِكَ الشَّيطانُ فَرَحًا بذلك. وقيل: ما تَثاءَبَ نَبيٌّ قَطُّ). ((شرح السنة)) (12/ 307). ويُنظر: ((معالم السنن)) للخطابي (4/ 141)، ((أعلام الحديث)) للخطابي (3/ 2225). وقال النَّوويُّ: (قال العُلماءُ: مَعناه: أنَّ العُطاسَ سَبَبُه مَحمودٌ، وهو خِفَّةُ الجِسمِ التي تَكونُ لقِلَّة الأخلاطِ وتَخفيفِ الغِذاءِ، وهو أمرٌ مَندوبٌ إليه؛ لأنَّه يُضعِفُ الشَّهوةَ ويُسَهِّلُ الطَّاعةَ، والتَّثاؤُبُ بضِدِّ ذلك). ((الأذكار)) (ص: 269). ، فإذا عَطَسَ أحَدُكُم وحَمِد اللَّهَ، كان حَقًّا على كُلِّ مُسلِمٍ سَمِعَه أن يَقولَ له: يَرحَمُك اللهُ، وأمَّا التَّثاؤُبُ فإنَّما هو مِنَ الشَّيطانِ [1821] قال النَّوويُّ: (قَولُه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: «التَّثاوُبُ مِنَ الشَّيطانِ» أي: مِن كَسَلِه وتَسَبُّبِه، وقيل: أُضيفُ إليه؛ لأنَّه يُرضيه. وفي البُخاريِّ: أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: «إنَّ اللَّهَ تعالى يُحِبُّ العُطاسَ، ويَكرَهُ التَّثاوُبَ»؛ قالوا: لأنَّ العُطاسَ يَدُلُّ على النَّشاطِ وخِفَّةِ البَدَنِ، والتَّثاوُبُ بخِلافِه؛ لأنَّه يَكونُ غالبًا مَعَ ثِقَلِ البَدَنِ وامتِلائِه واستِرخائِه ومَيلِه إلى الكَسَلِ، وإضافتُه إلى الشَّيطانِ؛ لأنَّه الذي يَدعو إلى الشَّهَواتِ، والمُرادُ التَّحذيرُ مِنَ السَّبَبِ الذي يَتَولَّدُ مِنه ذلك، وهو التَّوسُّعُ في المَأكَلِ، وإكثارُ الأكلِ). ((شرح مسلم)) (18/ 122). ، فإذا تَثاءَبَ أحَدُكُم فليَرُدَّه ما استَطاعَ؛ فإنَّ أحَدَكُم إذا تَثاءَبَ ضَحِكَ مِنه الشَّيطانُ)) [1822] أخرجه البخاري (6226) واللَّفظُ له، ومسلم (2994) مُختَصَرًا باختلافٍ يسيرٍ. .
4- عن أبي هرَيرةَ رَضِيَ اللهُ عنه، عنِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، قال:
((إذا عَطَسَ أحَدُكُم فليَقُلِ: الحَمدُ للهِ، وليَقُلْ له أخوه أو صاحِبُه: يَرحَمُك اللهُ، فإذا قال له: يَرحَمُك اللهُ، فليَقُلْ: يَهديكُمُ اللهُ ويُصلِحُ بالَكُم)) [1823] أخرجه البخاري (6224). .
5- عن أنَسِ بنِ مالكٍ رَضِيَ اللهُ عنه، قال:
((عَطَسَ عِندَ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم رَجُلانِ، فشَمَّت أحَدَهما ولم يُشَمِّتِ الآخَرَ، فقال الذي لم يُشَمِّتْه: عَطَسَ فلانٌ فشَمَّتَّه، وعَطَستُ أنا فلم تُشَمِّتْني! قال: إنَّ هذا حَمِد اللهَ، وإنَّك لم تَحمَدِ اللَّهَ)) [1824] أخرجه البخاري (6225)، ومسلم (2991) واللَّفظُ له. .
6- عن أبي بُردةَ، قال: دَخَلتُ على أبي موسى وهو في بَيتِ بنتِ الفَضلِ بنِ عبَّاسٍ، فعَطَستُ فلم يُشَمِّتْني، وعَطَستْ فشَمَّتها، فرَجَعتُ إلى أُمِّي فأخبَرتُها، فلمَّا جاءَها قالت: عَطَسَ عِندَك ابني فلم تُشَمِّتْه، وعَطَسَت فشَمَّتَّها! فقال: إنَّ ابنَك عَطَسَ فلم يَحمَدِ اللَّهَ فلم أُشَمِّتْه، وعَطَسَت فحَمِدَتِ اللَّهَ فشَمَّتُّها؛ سَمِعتُ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يَقولُ:
((إذا عَطَسَ أحَدُكُم فحَمِدَ اللَّهَ فشَمِّتوه، فإن لم يَحمَدِ اللَّهَ فلا تُشَمِّتوه)) [1825] أخرجه مسلم (2992). .
فوائِدُ ومَسائِلُ:مناسبةُ الدُّعاءِ بالرَّحمةِ للعاطسِ والحِكمةُ منه1- قال ابنُ دَقيقِ العيدِ: (مُناسَبةُ الدُّعاءِ بالرَّحمةِ للعاطِسِ مِن حَيثُ إنَّه دَفَعَ المُؤذيَ للجَسَدِ باحتِباسِه، فتَسهيلُه نِعمةٌ مِنَ اللهِ تعالى، ناسَبَ أن يُحمَدَ اللَّهُ سُبحانَه وتعالى عليها، والنِّعمةُ مِنَ اللهِ تعالى رَحمةٌ مِنه للعَبدِ، فيُدعى له بَعدَ الرَّحمةِ الخاصَّةِ بالرَّحمةِ العامَّةِ)
[1826] ((شَرح الإلمام)) (2/ 95). .
2- وقال ابنُ دَقيقِ العيدِ أيضًا: (هذا التَّشميتُ للعاطِسِ مِن حِكمَتِه حُصولُ المَودَّةِ والمُؤالَفةِ بَينَ المُسلِمينَ، وهيَ قاعِدةٌ لا يُحصى ما دَلَّ عليها مِنَ الشَّرعِ: «لا تَحاسَدوا، ولا تَباغَضوا»
[1827] عن أبي هرَيرةَ رَضِيَ اللهُ عنه، أنَّ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: ((إيَّاكُم والظَّنَّ؛ فإنَّ الظَّنَّ أكذَبُ الحديثِ، ولا تَحَسَّسوا ولا تَجَسَّسوا، ولا تَناجَشوا ولا تَحاسَدوا، ولا تَباغَضوا ولا تَدابَروا، وكونوا عِبادَ اللهِ إخوانًا)). أخرجه البخاري (6066) واللَّفظُ له، ومسلم (2563). ، «لا تَختَلِفوا فتَختَلفَ قُلوبُكُم»
[1828] عن أبي مَسعودٍ رَضِيَ اللهُ عنه، قال: ((كان رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يَمسَحُ مَناكِبَنا في الصَّلاةِ، ويَقولُ: استَووا، ولا تَختَلفوا فتَختَلِفَ قُلوبُكُم، ليَلِني مِنكُم أولو الأحلامِ والنُّهى ثُمَّ الذينَ يَلونَهم، ثُمَّ الذينَ يَلونَهم، قال أبو مَسعودٍ: فأنتُمُ اليَومَ أشَدُّ اختِلافًا)). أخرجه مسلم (432). ، «لا يَحِلُّ لمُسلِمٍ أن يَهجُرَ أخاه»
[1829] عن أنَسِ بنِ مالكٍ رَضِيَ اللهُ عنه، أنَّ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: ((لا تَباغَضوا ولا تَحاسَدوا، ولا تَدابَروا، وكونوا عِبادَ اللهِ إخوانًا، ولا يَحِلُّ لمسلمٍ أن يَهجُرَ أخاه فوقَ ثَلاثةِ أيَّامٍ)). أخرجه البخاري (6065) واللَّفظُ له، ومسلم (2559). ، «عودوا المَريضَ وأجيبوا الدَّاعيَ»
[1830] عن أبي موسى رَضِيَ اللهُ عنه، عنِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، قال: ((فُكُّوا العانيَ، وأجيبوا الدَّاعيَ، وعودوا المَريضَ)). أخرجه البخاري (5174). ، وهذا المَوضِعُ على الخُصوصِ -وهو تَأديبٌ راجِعٌ إلى تَشميتِ العاطِسِ- أصلٌ في استِجلابِ المودَّاتِ بحُسنِ المواظَباتِ.
وفيه مَعَ ذلك التَّأديبُ للعاطِسِ بكَسرِ النَّفسِ عن طُغيانِ الكِبرِ، وحَملِها على التَّواضُعِ، وتَقريرِه عِندَها؛ وذلك لِما في الدُّعاءِ بالرَّحمةِ مِنَ الإشعارِ بالذَّنبِ الذي يَحتاجُ فيه إلى الدُّعاءِ بالرَّحمةِ؛ ولهذا يُرى بَعضُ المُتَخَلِّفينَ يُعرِضُ عنِ الدُّعاءِ بالرَّحمةِ إلى الدُّعاءِ بالعَيشِ، فيَقولُ: عِشتَ، أو غَيرَ ذلك! وزادَ المُلوكُ -أو مَن شاءَ اللهُ تعالى مِنهم- فتَرَفَّعوا عنِ التَّشميتِ بالكُلِّيَّةِ، وجَعَله حاضِروهم مِنَ الآدابِ مَعَ المُلوكِ! والأدَبُ أدَبُ اللهِ ورَسولِه، والكِبرياءُ رِداءُ الحَقِّ، فمَن نازَعَه قَصَمَه
[1831] لفظُه: عن أبي هرَيرةَ، عنِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فيما يَحكي عن رَبِّه عَزَّ وجَلَّ، قال: الكِبرياءُ رِدائي، فمَن نازَعني رِدائي قَصَمتُه. أخرجه الحاكم (203)، والبيهقي في ((الأسماء والصفات)) (122). صحَّحه على شرط مسلم الحاكِمُ، والألبانيُّ في ((سلسلة الأحاديث الصحيحة)) (204). وأخرجه مسلم (2620) بلفظِ، عن أبي سَعيدٍ الخُدريِّ وأبي هرَيرةَ، قالا: قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: العِزُّ إزارُه، والكِبرياءُ رِداؤُه، فمَن يُنازِعُني عَذَّبتُه. .
وقد أشارَ الإمامُ الحَليميُّ في دُعاءِ التَّشميتِ إلى مَعنًى حَسَنٍ يَتَعَلَّقُ بأمرِ الذُّنوبِ، ومُناسَبةِ دُعاءِ التَّشميتِ لها، وهو أنَّ أنواعَ البَلاءِ والآفاتِ كُلُّها مُؤاخَذاتٌ يُؤاخِذُ اللهُ بها عِبادَه، وإنَّما تَكونُ المُؤاخَذةُ بالذُّنوبِ، فإذا حَصَلت مَغفِرةٌ وأدرَكت العَبدَ رَحمةٌ مِنَ اللهِ تعالى، لم تَقَعِ المُؤاخَذةُ، فإذا قيل للعاطِسِ: يَرحَمُك اللهُ، أو يَغفِرُ اللهُ لك، أي: جَعَل اللهُ ذلك لك؛ لقُدومِ السَّلامةِ والصِّحَّةِ لك
[1832] يُنظر: ((المنهاج في شعب الإيمان)) للحليمي (3/ 340). .
وقد يَكونُ فيه أيضًا تنبيهٌ للعاطِسِ وتَعريضٌ لطَلَبِه الرَّحمةَ مِنَ اللهِ تعالى بالتَّوبةِ مِنَ الذُّنوبِ؛ فيَنبَغي أن يَستَحضِرَ ذلك، ويَجعَلَ التَّشميتَ سَبَبًا للتَّذكيرِ)
[1833] ((شرح الإلمام)) (2/ 114-116). .
نعمةُ الله على العاطسِقال ابنُ حَجَرٍ: (قال ابنُ أبي جَمرةَ: في الحَديثِ أي: حديثِ أبي هريرةَ في العُطاسِ دَليلٌ على عَظيمِ نِعمةِ اللهِ على العاطِسِ، يُؤخَذُ ذلك مِمَّا رُتِّبَ عليه مِنَ الخَيرِ، وفيه إشارةٌ إلى عَظيمِ فَضلِ اللهِ على عَبدِه؛ فإنَّه أذهَبَ عنه الضَّرَرَ بنِعمةِ العُطاسِ، ثُمَّ شَرَعَ له الحَمدَ الذي يُثابُ عليه، ثُمَّ الدُّعاءَ بالخَيرِ بَعدَ الدُّعاءِ بالخَيرِ، وشَرَعَ هذه النِّعَمَ المُتَوالياتِ في زَمَنٍ يَسيرٍ فضلًا مِنه وإحسانًا، وفي هذا لمَن رَآه بقَلبٍ له بَصيرةٌ زيادةُ قوَّةٍ في إيمانِه حتَّى يَحصُلَ له مِن ذلك ما لا يَحصُلُ بعِبادةِ أيَّامٍ عَديدةٍ، ويُداخِلُه مِن حُبِّ اللهِ الذي أنَعَم عليه بذلك ما لم يَكُنْ في بالِه، ومِن حُبِّ الرَّسولِ الذي جاءَت مَعرِفةُ هذا الخَيرِ على يَدِه، والعِلمُ الذي جاءَت به سُنَّتُه: ما لا يُقدَرُ قَدرُه، قال: وفي زيادةِ ذَرَّةٍ مِن هذا ما يَفوقُ الكَثيرَ مِمَّا عَداه مِنَ الأعمالِ، وللهِ الحَمدُ كَثيرًا)
[1834] ((فتح الباري)) (10/ 609، 610). ويُنظر: ((بهجة النفوس)) لابن أبي جمرة (4/ 188). .
استحقاقُ التَّشميتِ بالحَمدِ1- قال البَغَويُّ: (حُكيَ أنَّ رَجُلًا عَطَسَ عِندَ الأوزاعيِّ، فلم يَحمَدِ اللَّهَ، فقال الأوزاعيُّ: كَيف تَقولُ إذا عَطَستَ؟ فقال: أقولُ: الحَمدُ للَّهِ، فقال: يَرحَمُك اللهُ.
فأرادَ الأوزاعيُّ أن يَستَخرِجَ مِنه الحَمدَ؛ ليَستَحِقَّ التَّشميتَ.
وقال يَحيى بنُ أبي كَثيرٍ عن بَعضِهم: حَقٌّ على الرَّجُلِ إذا عَطَسَ أن يَحمَدَ اللَّهَ، وأن يَرفعَ بذلك صَوتَه، وأن يُسمِعَ مَن عِندَه، وحَقٌّ عليهم أن يُشَمِّتوه.
قال مَكحولٌ: كُنت إلى جَنبِ ابنِ عُمَرَ، فعَطَسَ رَجُلٌ مِن ناحيةِ المَسجِدِ، فقال: يَرحَمُك اللهُ إن كُنتَ حَمِدتَ اللَّهَ.
وقال الشَّعبيُّ: إذا سَمِعتَ الرَّجُلَ يَعطِسُ مِن وراءِ جِدارٍ، فحَمِدَ اللَّهَ، فشَمِّتْه)
[1835] ((شرح السنة)) (12/ 312، 313). ويُنظر: ((معالم السنن)) للخطابي (4/ 141). .
2- قال ابنُ حَجَرٍ: (إن عَطَسَ وحَمِدَ ولم يُشَمِّتْه أحَدٌ، فسَمِعَه مَن بَعُد عنه، استُحِبَّ له أن يُشَمِّتَه حينَ يَسمَعُه. وقد أخرج ابنُ عبدِ البَرّ بسَنَدٍ جَيِّدٍ عن أبي داودَ صاحِبِ السُّنَنِ أنَّه كان في سَفينةٍ فسَمِعَ عاطِسًا على الشَّطِّ حَمِد، فاكتَرى قارِبًا بدِرهَمٍ حتَّى جاءَ إلى العاطِسِ فشَمَّته ثُمَّ رَجَعَ، فسُئِلَ عن ذلك فقال: لعَلَّه يَكونُ مُجابَ الدَّعوةِ، فلمَّا رَقدوا سَمِعوا قائِلًا يَقولُ: يا أهلَ السَّفينةِ، إنَّ أبا داود اشتَرى الجَنَّةَ مِنَ اللهِ بدِرهَمٍ!)
[1836] ((فتح الباري)) (10/ 610، 611). ويُنظر: ((الأذكار)) للنووي (ص: 274). قال ابنُ مُفلحٍ في حُكمِ تَشميتِ الرَّجُلِ المَرأةَ والعَكسِ: (قال ابنُ تَميمٍ: لا يُشَمِّت الرَّجُلُ الشَّابَّةَ، وقال في الرِّعايةِ الكُبرى: للرَّجُلِ أن يُشَمِّتَ امرَأةً أجنَبيَّةً، وقيل: عَجوزًا وشابَّةً بَرزةً، ولا تُشَمِّتْه هيَ، وقيل: لا يُشَمِّتْها. وقال السَّامِريُّ: يُكرَهُ أن يُشَمِّتَ الرَّجُلُ المَرأةَ إذا عَطَسَت، ولا يُكرَهُ ذلك للعَجوزِ. وقال ابنُ الجَوزيِّ: وقد رُوِّينا عن أحمَدَ بنِ حَنبَلٍ أنَّه كان عِندَه رَجُلٌ مِنَ العُبَّادِ، فعَطَسَتِ امرَأةُ أحمَدَ، فقال لها العابدُ: يَرحَمُكِ اللهُ، فقال أحمَدُ -رَحِمَه اللهُ-: عابِدٌ جاهلٌ. انتَهى كَلامُه. وقال حَربٌ: قُلتُ لأحمَدَ: الرَّجُلُ يُشَمِّتُ المَرأةَ إذا عَطَسَت؟ فقال: إن أرادَ أن يَستَنطِقَها ويَسمَعَ كَلامَها فلا؛ لأنَّ الكَلامَ فِتنةٌ، وإن لم يُرِدْ ذلك فلا بَأسَ أن يُشَمِّتَهنَّ. قال الشَّيخُ تَقيُّ الدِّينِ: فيه عُمومٌ في الشَّابَّةِ، وقال أبو طالبٍ: إنَّه سَأل أبا عَبدِ اللهِ يُشَمِّتُ الرَّجُلُ المَرأةَ إذا عَطَسَت؟ قال: نَعَم، قد شَمَّت أبو موسى امرَأتَه، قُلتُ: فإن كانتِ امرَأةً تَمُرُّ أو جالسةً فعَطَسَت، أُشَمِّتُها؟ قال: نَعَم. وقال القاضي: ويُشَمِّتُ الرَّجُلُ المَرأةَ البَرْزةَ ويُكرَهُ للشَّابَّةِ. وقال ابنُ عَقيلٍ: يُشَمِّتُ المَرأةَ البَرزةَ وتُشَمِّتُه، ولا يُشَمِّتُ الشَّابَّةَ ولا تُشَمِّتُه، وقال الشَّيخُ عَبدُ القادِرِ: ويَجوزُ للرَّجُلِ تَشميتُ المَرأةِ البَرزةِ والعَجوزِ، ويُكرَهُ للشَّابَّةِ الخَفرةِ، فظَهَرَ مِمَّا سَبَقَ أنَّه هَل يُشَمِّتُ المَرأةَ إذا لم يُرِدْ أن يَسمَعَ كَلامَها أم لا يُشَمِّتُها؟ على رِوايَتَينِ، وأكثَرُ الأصحابِ على الفَرقِ بَينَ الشَّابَّةِ وغَيرِها، وسَبَقَت نُصوصُه في التَّسليمِ عليها مِثلَ هذا، ولا فَرقَ، وسَبَقَ أنَّ صاحِبَ النَّظمِ سَوَّى بَينَ التَّسليمِ والتَّشميتِ، وقيل: يُشمِّتُ عَجوزًا أو شابَّةً بَرزةً، ومَن قُلنا: يُشَمِّتُها، فإنَّها تُشَمِّتُه، وعلى ما في الرِّعايةِ: لا). ((الآداب الشرعية)) (2/ 341). .
إذا كانوا جَماعةً فسَمِعَ بَعضُهم حَمدَ العاطِسِ دونَ بَعضٍ:قال ابنُ القَيِّمِ: (... العاطِسُ إذا حَمِدَ اللَّهَ فسَمِعَه بَعضُ الحاضِرينَ دونَ بَعضٍ، هَل يُسَنُّ لمَن لم يَسمَعْه تَشميتُه؟
فيه قَولانِ، والأظهَرُ: أنَّه يُشَمِّتُه إذا تَحَقَّقَ أنَّه حَمِدَ اللَّهَ، وليسَ المَقصودُ سَماعَ المُشَمِّتِ للحَمدِ، وإنَّما المَقصودُ نَفسُ حَمدِه، فمَتى تَحَقَّقَ تَرَتَّبَ عليه التَّشميتُ، كَما لو كان المُشَمِّتُ أخرَسَ ورَأى حَرَكةَ شَفتَيه بالحَمدِ. والنَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: "فإن حَمِدَ اللهَ فشَمِّتوه" هذا هو الصَّوابُ)
[1837] ((زاد المعاد)) (2/ 403). وقال النَّوويُّ: (لو حَمِدَ اللَّهَ تعالى ولم يَسمَعْه الإنسانُ لا يُشَمِّتُه، فإن كانوا جَماعةً فسَمِعه بَعضُهم دونَ بَعضٍ فالمُختار أنَّه يُشَمِّتُه مَن سَمِعَه دونَ غَيرِه). (ص: 274). .
إذا تَرَكَ الحَمدَ بَعدَ العُطاسِ فهَل يُستَحَبُّ تَذكيرُه به؟قال ابنُ القَيِّمِ: (... إذا تَرَكَ الحَمدَ فهَل يُستَحَبُّ لمَن حَضَرَه أن يُذَكِّرَه الحَمدَ؟ قال ابنُ العَرَبيِّ: لا يُذكِّرُه، قال: وهذا جَهلٌ مِن فاعِلِه. وقال النَّوويُّ: أخطَأ مَن زَعَم ذلك، بَل يُذَكِّرُه، وهو مَرويٌّ عن إبراهيمَ النَّخَعيِّ. قال: وهو مِن بابِ النَّصيحةِ، والأمرِ بالمَعروفِ، والتَّعاوُنِ على البرِّ والتَّقوى، وظاهِرُ السُّنَّةِ يُقَوِّي قَولَ ابنِ العَرَبيِّ؛ لأنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم لم يُشَمِّتِ الذي عَطَسَ ولم يَحمَدِ اللَّهَ، ولم يُذَكِّره، وهذا تَعزيرٌ له وحِرمانٌ لبَرَكةِ الدُّعاءِ، لمَّا حَرَمَ نَفسَه بَرَكةَ الحَمدِ، فنَسيَ اللَّهَ، فصَرَف قُلوبَ المُؤمِنينَ وألسِنَتَهم عن تَشميتِه والدُّعاءِ له، ولو كان تَذكيرُه سُنَّةً لكان النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أَولى بفِعلِها وتَعليمِها، والإعانةِ عليها)
[1838] ((زاد المعاد)) (2/ 403). قال النَّوويُّ: (وحَكى ابنُ العَرَبيِّ خِلافًا في تَشميتِ الذينَ لم يَسمَعوا الحَمدَ إذا سَمِعوا تَشميتَ صاحِبِهم، فقيل: يُشَمِّتُه؛ لأنَّه عَرَف عُطاسَه وحَمْدَه بتَشميتِ غَيرِه، وقيل: لا؛ لأنَّه لم يَسمَعْه. واعلَمْ أنَّه إذا لم يَحمَدْ أصلًا يُستَحَبُّ لمَن عِندَه أن يُذَكِّرَه الحَمدَ، هذا هو المُختارُ. وقد رُوِّينا في "معالمِ السُّنَنِ" للخَطَّابيِّ نَحوَه عنِ الإمامِ الجَليلِ إبراهيمَ النَّخَعيِّ، وهو مِن بابِ النَّصيحةِ والأمرِ بالمَعروفِ، والتَّعاوُنِ على البرِّ والتَّقوى). ((الأذكار)) (ص: 274). ويُنظر: ((معالم السنن)) للخطابي (4/ 141، 142)، وقد وقَعَ فيه "الأوزاعيُّ" بَدَل "النَّخَعيِّ". ويُنظر أيضًا: ((الفتوحات الربانية)) لابن علان (6/ 26). .
ما يُقالُ لأهلِ الكِتابِ إذا عَطَسواعن أبي موسى الأشعَريِّ رَضِيَ اللهُ عنه، قال:
((كان اليَهودُ يَتَعاطَسونَ عِندَ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يَرجونَ أن يَقولَ لهم: يَرحَمُكُمُ اللهُ، فيَقولُ: يَهديكُمُ اللهُ ويُصلِحُ بالَكُم)) [1839] أخرجه أبو داود (5038)، والترمذي (2739) واللفظ له، وأحمد (19586). صحَّحه ابن العربي في ((عارضة الأحوذي)) (5/377)، وابن القيم في ((زاد المعاد)) (2/404)، والألباني في ((صحيح سنن الترمذي)) (2739)، وقال الترمذي: حسن صحيح. .