موسوعة الآداب الشرعية

سابعًا: المضمضةُ والاسْتِنْشاقُ مِن كفٍّ واحدةٍ


السُّنَّةُ في المضمضةِ والاستنشاقِ: أن يَجمَعَهما في غَرفةٍ واحدةٍ [50] قال ابن القيِّم: (كان يتمضمضُ ويستنشقُ تارةً بغَرفةٍ، وتارةً بغَرفتين، وتارةً بثلاثٍ، وكان يصِلُ بيْن المضمضةِ والاستنشاقِ، فيأخُذُ نِصفَ الغَرفة لِفَمِه، ونِصفَها لأنفِه، ولا يمكنُ في الغَرفةِ إلَّا هذا، وأمَّا الغَرفتانِ والثَّلاثِ فيمكنُ فيهما الفصلُ والوصلُ، إلَّا أنَّ هَدْيَه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم كان الوصلُ بيْنَهما). ((زاد المعاد)) (1/185). ؛ فيأخُذ غرفةً يتمضمضُ منها، ثمَّ يَستنشِق، ثمَّ يأخُذ غَرفةً ثانيةً يفعلُ بها كذلك، ثمَّ ثالثةً كذلك [51] وهذا مَذهَبُ الشَّافعيَّةِ، والحنابلةِ، وهو قولٌ للمالكيَّةِ، اختاره ابنُ رُشْدٍ الجَدُّ، وابنُ دقيقِ العيدِ، وابنُ تيميَّةَ، وابنُ القيِّم، وابنُ باز، وابنُ عثيمين. يُنظر: ((المجموع)) للنووي (1/358، 359)، ((المبدع)) لبرهان الدين ابن مفلح (1/87)، ((مواهب الجليل)) للحطاب (1/355)، ((البيان والتحصيل)) لابن رشد الجد (1/110)، ((إحكام الأحكام)) لابن دقيق العيد (ص: 33)، ((الفتاوى الكبرى)) لابن تيمية (5/303)، ((زاد المعاد)) (1/185)، ((فتاوى نور على الدرب لابن باز بعناية الشويعر)) (5/51)، ((الشرح الممتع)) لابن عثيمين (1/171). .
الدَّليلُ على ذلك مِنَ السُّنَّةِ:
عن عبدِ الله بنِ زَيدٍ رَضِيَ اللهُ عنه في وَصفِ وُضوءِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، وفيه: ((فمضمضَ واستنشَقَ واستنثر ثلاثًا بثَلاثِ غَرَفاتٍ مِن ماءٍ)) [52] أخرجه البخاري (192)، واللفظ له، ومسلم (235) ، وفي روايةٍ: ((مضمض واستنشق من كفٍّ واحدةٍ، ففعَلَ ذلك ثلاثًا)) [53] أخرجها مسلم (235) .

انظر أيضا: