موسوعة الآداب الشرعية

اثنانِ وعشرونَ: الدُّعاءُ بعدَ التَّشَهُّدِ وقبْلَ التَّسليمِ


يُستحَبُّ الدُّعاءُ بعدَ التشهُّدِ والصَّلاةِ على النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وقبْلَ السَّلامِ [670] عن أبي هُرَيرةَ رضيَ اللهُ عنه، قال: قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ((إذا فرَغَ أحَدُكم مِن التشهُّدِ الآخِرِ، فلْيتعوَّذْ باللهِ مِن أربعٍ: مِن عذابِ جَهنَّمَ، ومِن عذابِ القبرِ، ومِن فتنةِ المَحيا والمماتِ، ومِن شرِّ المسيحِ الدَّجَّالِ)). رواه مسلم (588). قال ابنُ تَيميَّةَ: (فهذا دُعاءٌ أمَرَهمُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أن يَدعوا به في آخِرِ صَلاتِهم، قدِ اتَّفقَتِ الأُمَّةُ على أنَّه مَشروعٌ يُحِبُّه اللهُ ورَسولُه ويَرضاه) ((مجموع الفتاوى)) (10/713). .
الدَّليلُ على ذلك مِنَ السُّنَّةِ:
عن عبدِ اللهِ بنِ مسعودٍ رَضِيَ اللهُ عنه، قال: قال النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ((... قُولوا: التَّحِيَّاتُ لِلَّهِ والصَّلَواتُ والطَّيِّباتُ ... ثُمَّ يَتَخَيَّرُ مِنَ الدُّعاءِ أعْجَبَه إليه، فيَدْعُو)) [671] أخرجه البخاري (835) واللفظ له، ومسلم (402). ومِن الأدعيةِ الصَّحيحةِ المأثورةِ بعدَ التَّشهُّدِ وقبْلَ التَّسليمِ: 1- ((اللَّهمَّ إنِّي ظلمتُ نفْسي ظلمًا كثيرًا، ولا يَغفِرُ الذُّنوبَ إلَّا أنت؛ فاغفِرْ لي مغفرةً مِن عندِكَ وارحَمْني؛ إنَّك أنت الغفورُ الرَّحيمُ)). عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه أنَّهُ قالَ لِرَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: ((عَلِّمْنِي دُعَاءً أدْعُو به في صَلَاتِي، قالَ: قُلْ: اللَّهُمَّ إنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي ظُلْمًا كَثِيرًا، ولَا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إلَّا أنْتَ، فَاغْفِرْ لي مَغْفِرَةً مِن عِندِكَ، وارْحَمْنِي إنَّكَ أنْتَ الغَفُورُ الرَّحِيمُ)) . أخرجه البخاري (834) واللفظ له، ومسلم (2705). 2- ((اللَّهمَّ اغفِرْ لي ما قدَّمتُ وما أخَّرْتُ، وما أسررْتُ وما أعلنْتُ، وما أسرَفْتُ، وما أنت أعلمُ به مِنِّي، أنتَ المقدِّمُ وأنت المؤخِّرُ، لا إلهَ إلَّا أنت)). عن علي رضي الله عنه: ((ثُمَّ يَكونُ مِن آخِرِ ما يقولُ [أي النبي صلى الله عليه وسلم] بيْنَ التَّشَهُّدِ وَالتَّسْلِيمِ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لي ما قَدَّمْتُ وَما أَخَّرْتُ، وَما أَسْرَرْتُ وَما أَعْلَنْتُ، وَما أَسْرَفْتُ، وَما أَنْتَ أَعْلَمُ به مِنِّي، أَنْتَ المُقَدِّمُ وَأَنْتَ المُؤَخِّرُ، لا إلَهَ إلَّا أَنْتَ)). أخرجه مسلم (771). .
(يَتَخَيَّرُ)، أي: يَختارُ. (أعجَبَه)، أي: أحسَنَه، وهذا شامِلٌ لِما شابَهَ لفظَ القُرآنِ وغَيرَه، وللمَأثورِ وغَيرِه [672] يُنظر: ((اللامع الصبيح بشرح الجامع الصحيح)) للبرماوي (4/ 208). .

انظر أيضا: