المطلب الرابع: ألمانيا مصادر التعريف بالمستشرقين الألمان هي كتاب يوهان فوك (( تاريخ حركة الاستشراق))، ترجمة عمر لطفي العالم , دمشق: دار قتيبة 1417-1996 وكتاب ميشال جحا ((الدراسات العربية والإسلامية في أوروبا)) بيروت: معهد الإنماء العربي 1982 وكتاب عبد الرحمن بدوي ((موسوعة المستشرقين)) :
1- يوهان جاكوب رايسكه Johann Jakob Reiske (1716-1774) م:
يعدُّ رايسكه مؤسس الدراسات العربية في ألمانيا، حيث بدأ تعليم نفسه العربية، ثم درس في جامعة ليبزيج Leipzig، وانتقل إلى جامعة ليدن لدراسة المخطوطات العربية فيها، كما اهتمَّ بدراسة اللغة العربية والحضارة الإسلامية، وإن كان له فضل في هذا المجال فهو الابتعاد بالدراسات العربية الإسلامية عن الارتباط بالدراسات اللاهوتية التي كانت تميز هذه الدراسات في القرون الوسطى (الأوروبية).
2- جورج ولهلهم فرايتاج George Wilhelm Freytag (1788-1861) م:
بدأ دراسة اللغة العربية في ألمانيا ثم التحق بمدرسة الدراسات الشرقية الحية في باريس على يدي المستشرق الفرنسي المشهور سيلفستر دي ساسي. عيِّن أستاذاً للغات الشرقية بجامعة بون، ومن أهم إنتاجه القاموس العربي اللاتيني في أربعة أجزاء. كما اهتمَّ بالشعر العربي وبخاصة المعلقات، وحقَّق ونشر بعض الشعر الإسلامي. شارك في نشر كتاب معجم البلدان لياقوت الحموي.
3- غوستاف فلوجل Gustav Flugel (1802-1870) م:
تعلَّم اللغة العربية في جامعة ليبزيج وفي جامعة فيينا، ثم التحق بمدرسة اللغات الشرقية الحية في باريس على يدي دي ساسي. اهتمَّ بالتراث الإسلامي في مجال الفلسفة، والنحو العربي.
4- يوليوس فيلهاوزن Jullius Wellhausen (1844- 1918) م:
تخصَّص في دراسة التاريخ الإسلامي والفرق الإسلامية، من أبرز إنتاجه تحقيق تاريخ الطبري. وألَّف كتاباً بعنوان (الإمبراطورية العربية وسقوطها) ومن اهتماماته بالفرق الإسلامية تأليف كتابيه (الأحزاب المعارضة في الإسلام) وكتابه (الخوارج والشيعة) وكتب عن الرسول صلى الله عليه وسلم في كتابه (تنظيم محمد للجماعة في المدينة) وكتابه (محمد والسفارات التي وجهت إليه).
5- ثيودور نولدكه Theodor Noldeke (1836-1930) م:
ولد في هامبرج في (2مارس 1836) م، ودرس فيها اللغة العربية، ودرس في جامعة ليبزيج وفينا وليدن وبرلين. عيِّن أستاذاً للغات الإسلامية والتاريخ الإسلامي في جامعة توبنجن، وعمل أيضاً في جامعة ستراستبرج. اهتمَّ بالشعر الجاهلي وبقواعد اللغة العربية، وأصدر كتاباً بعنوان (مختارات من الشعر العربي) من أهمِّ مؤلفاته كتابه (تاريخ القرآن) نشره عام (1860) م، وهو رسالته للدكتوراة، وفيه تناول ترتيب سور القرآن الكريم، وحاول أن يجعل لها ترتيباً ابتدعه. ذكر عبد الرحمن بدوي أن نولدكه يعد شيخ المستشرقين الألمان.
6- كارل بروكلمانCarl Brockelmann (1868- 1956) م:ولد في ( 17سبتمبر 1868) م, في مدينة روستوك، بدأ دراسة اللغة العربية، وهو في المرحلة الثانوية، ودرس في الجامعة بالإضافة إلى اللغات الشرقية، اللغات الكلاسيكية (اليونانية واللاتينية) ودرس على يدي المستشرق نولدكه. اهتمَّ بدراسة التاريخ الإسلامي، وله في هذا المجال كتاب مشهور (تاريخ الشعوب الإسلامية)، ولكنه مليء بالمغالطات والافتراءات على الإسلام
انظر كتاب عبد الكريم علي باز: ((افتراءات فيليب حتّي وكار بروكلمان على التاريخ الإسلامي)), جدة:تهامة للنشر، 1403هـ - 1983م.
ومن أشهر مؤلفاته كتاب (تاريخ الأدب العربي) الذي تُرجم في ستة مجلدات، وفيه رصد لما كُتب في اللغة العربية في العلوم المختلفة من مخطوطات، ووصفها ومكان وجودها.
7- كارل هاينرتش بيكر Carl Heinrich Becker(1876-1933) م:
ولد في (2 أبريل 1876) م، ودرس في جامعة لوزان وفي جامعة هيدلبيرج وجامعة برلين. كان له اهتمام كبير بدراسة الأديان، وهي التي قادته إلى الاهتمام بدراسة الدين الإسلامي. ويعدُّ من أشهر المستشرقين الذين كتبوا في التاريخ الإسلامي وبخاصة في جوانب تأثير العوامل الاقتصادية وتأثير العناصر الإغريقية والمسيحية في الحضارة الإسلامية. واهتمَّ كذلك بدراسة التاريخ الاقتصادي والإداري في صدر الإسلام. قام برحلات علمية كثيرة في أنحاء أوروبا حيث عمل فترة في مكتبة الأسكوريال بمدريد (إسبانيا)، واطلع على المخطوطات العربية فيها. زار مصر وتعمَّق هناك بدراسة اللغة العربية. تولَّى منصب أستاذ في معهد هامبورج الاستعماري الذي أنشأته الحكومة الألمانية لمساعدتها في التعامل مع الشعوب العربية والأفريقية. أسهم في إنشاء مجلة (الإسلام) Der Islam عام (1910) م، وتولَّى منصب وزير الثقافة في بروسيا.(إحدى الولايات الألمانية).
8- جوزف شاخت Josef Schacht (1902-1969) م:
ولد في (15مارس 1902) م، درس اللغات الشرقية في جامعة برسلاو وليبتسك، انتدب للعمل في الجامعة المصرية عام (1934) م, لتدريس مادة فقه اللغة العربية واللغة السريانية. شارك في هيئة تحرير دائرة المعارف الإسلامية في طبعتها الثانية. عُرف شاخت باهتمامه بالفقه الإسلامي، ولكنه صاحب إنتاج في مجال المخطوطات وفي علم الكلام وفي تاريخ العلوم والفلسفة.
9- هيلموت ريتر Hellmut Ritter (1892-1971) م:
ولد في (27فبراير 1892) م، درس على المستشرق الألماني هينريتش بيكر، عمل في الجيش الألماني، عاش في إسطنبول بتركيا في الفترة من (1927- 1949) م, مما أتاح له الفرصة للاطلاع على ما في مكتبات تركيا من كنوز المخطوطات الإسلامية. وله تحقيقات مهمة من أبرزها ما يأتي:
مقالات الإسلاميين لأبي الحسن الأشعري.
الوافي بالوفيات.
فرق الشيعة للحسن بن موسى النوبختي.
أسرار البلاغة لعبد القاهر الجرجاني.
أسس المكتبة الإسلامية بألمانيا عام (1918) م, للعناية بحفظ ونشر المخطوطات الإسلامية، كما أسس مجلة أويانس عام (1948) م,(Oriens).
10- رودي بارت Rudi Paret:
ولد عام (1901) م، درس في جامعة توبنجن اللغات السامية والتركية والفارسية في الفترة من (1920حتى 1924) م, وتخرَّج على يد المستشرق الألماني ليتمان. أمضى سنتين في القاهرة (1925-1926) م، كان اهتمامه في البداية بالأدب الشعبي، ولكنه تحوَّل إلى الاهتمام باللغة العربية والدراسات الإسلامية، وبخاصة القرآن الكريم.
تولَّى العديد من المناصب العلمية منها مدرِّس في جامعة توبنجن وأستاذاً بجامعة هايدلبرج، ثم عاد إلى توبنجن أستاذاً للغة العربية والإسلاميات من عام ( 1951- 1968) م. و من أهمِّ مؤلفاته (محمد والقرآن) وترجم معاني القرآن الكريم إلى الألمانية، وله كتاب عن القرآن بعنوان (القرآن تعليق وفهرست).
11- آنا ماري شميل Annemarie Schimmel (1922- ) م:
من أشهر المستشرقين الألمان المعاصرين، بدأت دراسة اللغة العربية في سن الخامسة عشرة، وتتقن العديد من لغات المسلمين، وهي التركية والفارسية والأوردو. درَّست في العديد من الجامعات في ألمانيا وفي الولايات المتحدة الأمريكية وفي أنقرة. اهتمت بدراسة الإسلام، وحاولت تقديم هذه المعرفة بأسلوب علمي موضوعي لبني قومها، حتى نالت أسمى جائزة ينالها كاتب في ألمانيا تسمَّى جائزة السلام. ولكن بعض الجهات المعادية للإسلام لم يرقها أن تنال هذه الباحثة المدافعة عن الإسلام في وجه الهجمات الغربية عليه، حاولوا أن يمنعوا حصولها على الجائزة.....