ج- مِن أقوالِ السَّلفِ والعُلَماءِ
1- قال حكيمُ بنُ حِزامٍ رضِي اللهُ عنه: (يا رسولَ اللهِ، والذي بعَثك بالحقِّ لا أرزَأُ أحدًا بَعدَك شيئًا حتَّى أفارِقَ الدُّنيا)
[4415] أخرجه البخاري (1472) مطوَّلًا. ، أي: لا أنقُصُ بَعدَك مالَ أحدٍ بالسُّؤالِ عنه والأخذِ مِنه
[4416] ((الكاشف)) للطيبي (5/ 1514). .
2- كتَب أبو الدَّرداءِ إلى بعضِ إخوانِه: (أمَّا بَعدُ، فإنِّي أوصيك بتقوى اللهِ، والزُّهدِ في الدُّنيا، والرَّغبةِ فيما عندَ اللهِ؛ فإنَّك إذا فعلْتَ ذلك أحبَّك اللهُ لرغبتِك فيما عندَه، وأحبَّك النَّاسُ لتَركِك لهم دُنياهم، والسَّلامُ)
[4417] ((شعب الإيمان)) للبيهقي (13/ 198). .
3- وحضَر رجُلًا مِن الأنصارِ الموتُ، فقال لابنِه: يا بُنيَّ إنِّي موصيك بوَصيَّةٍ فاحفَظْها؛ فإنَّك إلَّا تحفَظْها منِّي خليقٌ ألَّا تحفَظَها مِن غَيري: اتَّقِ اللهَ عزَّ وجلَّ، وإن استطعْتَ أن تكونَ خيرًا منك أمسِ، وغدًا خيرًا منك اليومَ؛ فافعَلْ، وإيَّاك والطَّمعَ؛ فإنَّه فقرٌ حاضِرٌ، وعليك بالإياسِ؛ فإنَّك لا تيأسُ مِن شيءٍ إلَّا أغناك اللهُ عنه عزَّ وجلَّ، وإيَّاك وكُلَّ شيءٍ يُعتذَرُ منه؛ فإنَّه لا يُعتذَرُ مِن خيرٍ، وإذا عثَر عاثِرٌ مِن بَني آدَمَ فاحمَدِ اللهَ ألَّا تكونَه، فإذا قُمْتَ إلى صلاتِك فصلِّ صلاةَ المُودِّعِ، وأنَّك ترى أنَّك لا تُصلِّي بَعدَها أبدًا
[4418] ((الزهد)) للإمام أحمد، رواية عبد الله (ص: 631). .
4- رُوِي عن
الحَسنِ البَصريِّ قولُه: (لا تزالُ كريمًا على النَّاسِ، ولا يزالُ النَّاسُ يُكرِمونَك ما لم تتَعاطَ ما في أيديهم، فإذا فعلْتَ ذلك استخَفُّوا بك، وكرِهوا حديثَك، وأبغَضوك)
[4419] ((الزهد لأحمد)) رواية عبد الله (ص: 216) رقم (1511). .
5- وقال سعيدُ بنُ جُبَيرٍ: (أظهِرِ اليأسَ ممَّا في أيدي النَّاسِ؛ فإنَّه الغِنى، وإيَّاك وما يُعتذَرُ منه؛ فإنَّه لا يُعتذَرُ مِن خيرٍ)
[4420] ((الطبقات الكبير)) لابن سعد (8/ 380). .
6- عن مُعاوِيةَ بنِ عمَّارٍ، عن أبي جَعفَرٍ قال: اليأسُ عمَّا في أيدي النَّاسِ عِزٌّ، ثُمَّ قال: أمَا سمعْتَ قولَ حاتِمٍ الطَّائِيِّ:
إذا ما عرَفْتَ اليأسَ ألفَيتَه الغِنى
إذا عرَفَتْه النَّفسُ والطَّمَعُ الفَقرُ
[4421] ((روضة العقلاء)) لابن حبان (ص: 144). .
7- وقيل لبعضِ أهلِ البَصرةِ: (مَن سيِّدُكم؟ قال:
الحَسنُ، قال: بمَ سادكم؟ قال: احتَجْنا لعِلمِه، واستَغنى عن دُنيانا)
[4422] ((فيض القدير)) للمناوي (1/ 481). .
8- قال الكَلاباذيُّ: (فمَن زَهِدَ فيما في أيديهم، وبذَل لهم ما عندَه...، وَدَّه النَّاسُ وأحبُّوه، وهذه أوصافُ العُقَلاءِ)
[4423] ((بحر الفوائد)) (ص: 61). .
9- قال أحمَدُ بنُ المُغلِّسِ: (سمعْتُ
أبا نَصرٍ؛
بِشرَ بنَ الحارِثِ يقولُ: وقد قال له رجُلٌ: يا
أبا نَصرٍ، ما أشَدَّ حُبَّ النَّاسِ لك! فغلُظ عليه ذلك، ثُمَّ قال: ولك، عافاك اللهُ! قال: وكيف؟ قال: دَعْ لهم ما في أيديهم)
[4424] ((تاريخ دمشق)) لابن عساكر (10/ 199). .
10- قال وَهبُ بنُ مُنبِّهٍ: (كان العُلَماءُ قَبلَنا قد استغنَوا بعِلمِهم عن دُنيا غَيرِهم، فكانوا لا يلتفِتونَ إلى دُنيا غَيرِهم، وكان أهلُ الدُّنيا يبذُلونَ لهم دُنياهم رَغبةً في عِلمِهم، فأصبَح أهلُ العِلمِ اليومَ فينا يبذُلونَ لأهلِ الدُّنيا عِلمَهم رغبةً في دُنياهم، وأصبَح أهلُ الدُّنيا قد زَهِدوا في عِلمِهم لِما رأَوا مِن سوءِ مَوضِعِهم عندَهم)
[4425] ((الحلية)) لأبي نعيم الأصبهاني (4/ 29). .
11- قال أيُّوبُ السَّختيانيُّ: (لا ينبُلُ الرَّجلُ حتَّى تكونَ فيه خَصلتانِ: العِفَّةُ عمَّا في أيدي النَّاسِ، والتَّجاوُزُ عمَّا يكونُ منهم)
[4426] ((روضة العقلاء)) لابن حبان (ص: 167)، ((التوبيخ والتنبيه)) لأبي الشيخ الأصبهاني (ص: 68) رقم (58). . وفي لفظٍ: (لا يستوي العبدُ -أو لا يسودُ العبدُ- حتَّى يكونَ فيه خَصلتانِ: اليأسُ ممَّا في أيدي النَّاسِ، والتَّغافُلُ عمَّا يكونُ منهم)
[4427] ((حلية الأولياء)) لأبي نعيم (3/ 5). .
12- قال الأصمَعيُّ: (سمعْتُ أعرابيًّا يقولُ: عجِبْتُ للحريصِ المُستقِلِّ لكثيرِ ما في يدِه، والمُستكثِرِ لقليلِ ما في يدِ غَيرِه، حتَّى طلب الفَضلَ بذَهابِ الأصلِ، فركِب مفاوِزَ البَراري ولُجَجَ البِحارِ مُعرِّضًا نَفسَه للمماتِ ومالَه للآفاتِ، ناظِرًا إلى مَن سَلِم، غَيرَ مُعتبِرٍ بمَن عَدِم)
[4428] ((التذكرة الحمدونية)) لابن حمدون (3/ 133). .
13- قال
ابنُ المُبارَكِ: (سخاءُ النَّفسِ عمَّا في أيدي النَّاسِ أفضَلُ مِن سخاءِ النَّفسِ بالبَذلِ)
[4429] ((المروءة)) لابن المرزبان (ص: 82) رقم (115). .
14- وقال بعضُ الحُكَماءِ: (صِلْ مَن شئْتَ فأنت أميرُه، وسلْ مَن شئْتَ فأنت حقيرُه، واستَغنِ عمَّن شئْتَ فأنت نَظيرُه)
[4430] ((سُنن الصالحين وسَنن العابدين)) لأبي الوليد الباجي (ص: 448). .
15- وقال رجُلٌ مِن الحُكَماءِ: (تقرُّبُك مِن اللهِ مسألتُه، وتقرُّبُك مِن النَّاسِ تَركُ مسألتِهم)
[4431] ((سُنن الصالحين وسَنن العابدين)) لأبي الوليد الباجي (ص: 450). .
16- كان يُقالُ: (أفضَلُ النَّاسِ مَن كان فيه خمسُ خِصالٍ:
أوَّلُها: أن يكونَ على عبادةِ ربِّه مُقبِلًا.
والثَّاني: أن يكونَ نَفعُه للخَلقِ ظاهِرًا.
والثَّالثُ: أن يكونَ النَّاسُ مِن شَرَهِه آمِنينَ.
والرَّابعُ: أن يكونَ عمَّا في أيدي النَّاسِ آيسًا.
والخامسُ: أن يكونَ للموتِ مُستعِدًّا)
[4432] ((تنبيه الغافلين)) للسمرقندي (ص: 44). .
17- قال
ابنُ عُثَيمينَ: (مَن لم يستَغنِ عمَّا في أيدي النَّاسِ لم يُغنِه اللهُ عنهم، يبقى دائِمًا مُتلهِّفًا إلى ما في أيدي النَّاسِ)
[4433] ((فتح ذي الجلال والإكرام)) (3/ 108). .