موسوعة الأخلاق والسلوك

حادِيَ عَشَرَ: حُكمُ الصَّبرِ


قال ابنُ تيميَّةَ: (ولهذا كان الصَّبرُ واجِبًا باتِّفاقِ المُسلمينَ على أداءِ الواجِباتِ وتَركِ المَحظوراتِ. ويدخُلُ في ذلك الصَّبرُ على المَصائِبِ عن أن يجزَعَ فيها، والصَّبرُ عن اتِّباعِ أهواءِ النُّفوسِ فيما نَهى اللهُ عنه) [5667] ((مجموع الفتاوى)) (10/ 39). .
وقال أيضًا: (والصَّبرُ واجِبٌ باتِّفاقِ العُلماءِ) [5668] ((الفرقان بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان)) (ص: 136). .
قال ابنُ القَيِّمِ عنِ الصَّبرِ: (وهو واجِبٌ بإجماعِ الأُمَّةِ، وهو نِصفُ الإيمانِ؛ فإنَّ الإيمانَ نِصفانِ: نِصفٌ صَبرٌ، ونِصفٌ شُكرٌ) [5669] ((مدارج السالكين)) (2/ 151). .
وذَكرَ الغَزاليُّ أنَّ الصَّبرَ مِنه ما هو فَرضٌ، ونَفلٌ، ومَكروهٌ، ومُحَرَّمٌ؛ فالصَّبرُ عنِ المَحظوراتِ فَرضٌ، وعلى المَكارِهِ نَفلٌ، والصَّبرُ على الأذى المَحظورِ مَحظورٌ، كمَن تُقطَعُ يدُه أو يَدُ ولَدِه وهو يصبرُ عليه ساكِتًا، وكمَن يُقصَدُ حَريمُه بشَهوةٍ مَحظورةٍ فتهيجُ غَيرَتُه، فيَصبرُ عن إظهارِه الغَيرةَ ويسكُتُ على ما يجري على أهلِه، فهذا الصَّبرُ مُحَرَّمٌ، والصَّبرُ المَكروهُ هو الصَّبرُ على أذًى ينالُه بجِهةٍ مَكروهةٍ في الشَّرعِ [5670] ((إحياء علوم الدين)) (4/ 69). .
وقال ابنُ القَيِّمِ: (وبالجُملةِ فالصَّبرُ على الواجِبِ واجِبٌ، وعنِ الواجِبِ حَرامٌ، والصَّبرُ عنِ الحَرامِ واجِبٌ، وعليه حَرامٌ. والصَّبرُ على المُستَحَبِّ مُستَحَبٌّ، وعنه مَكروهٌ، والصَّبرُ عنِ المَكروهِ مُستَحَبٌّ، وعليه مَكروهٌ، والصَّبرُ عنِ المُباحِ مُباحٌ) [5671] ((عدة الصابرين)) لابن قيم الجوزية (ص: 57) بتصرف. .

انظر أيضا: