ج- من أقوالِ السَّلَفِ والعُلَماءِ
- قال
أبو بكرٍ الصِّدِّيقُ رَضِيَ الله عنه حينما بويعَ للخلافةِ: (أيُّها النَّاسُ، إني قد وُلِّيت عليكم، ولستُ بخَيرِكم، فإن أحسَنْتُ فأعينوني، وإن أسأتُ فقَوِّموني، الصِّدقُ أمانةٌ، والكَذِبُ خيانةٌ)
[5764] أخرجه الطبري في ((التاريخ)) (2/237) من حديثِ أنسٍ رَضِيَ اللهُ عنه. صحَّح إسنادَه ابن كثير في ((البداية والنهاية)) (5/218)، وشعيب الأرناؤوط في تخريج ((مسند أبي بكر)) (1/159). .
- وقال عُمَرُ بنُ الخطَّابِ رَضِيَ الله عنه: (لأَنْ يَضَعَني الصِّدقُ -وقلَّما يَضَعُ- أحَبُّ إليَّ من أن يرفَعَني الكَذِبُ، وقلَّما يَفعَلُ)
[5765] ((أدب الدنيا والدين)) للماوردي (1/263). .
- وقال عُمَرُ بنُ الخطَّابِ أيضًا: (عليكم بالصِّدقِ، فإنْ ظَنَّ أحَدُكم أنَّه مُهلِكُه فإنَّه أنجى له)
[5766] ((حلية الأولياء وطبقات الأصفياء)) لأبي نعيم (7/ 287). .
- وعن إسماعيلَ بنِ عُبَيدِ اللهِ قال: (كان
عبدُ المَلِكِ بنُ مَروانَ يأمُرُني أن أُجَنِّبَ بنيه السِّمَنَ، وكان يأمُرُني ألَّا أطعِمَهم طعامًا حتى يخرُجوا إلى البَرازِ
[5767] البَرازُ: المكانُ الفضاءُ من الأرضِ، البعيدُ الواسِعُ. يُنظَر: ((لسان العرب)) لابن منظور (5/309). ، وكان يقولُ: عَلِّم بَنِيَّ الصِّدقَ كما تُعَلِّمُهم القرآنَ، وجَنِّبْهم الكَذِبَ، وإن كان فيه كذا وكذا، يعني القَتلَ)
[5768] يُنظَر: ((مكارم الأخلاق)) لابن أبي الدنيا (ص: 47)، ((روضة العقلاء)) (ص: 51). .
- وعن وَهبٍ قال: (من عُرِف بالصِّدقِ ائتُمِنَ على حديثِه)
[5769] أخرجه أبو نعيم في ((حلية الأولياء)) (4/ 63). .
- وقال
الفُضَيلُ بنُ عِياضٍ: (ما مِن مُضغةٍ أحَبُّ إلى اللهِ من لسانٍ صَدوقٍ، وما من مُضغةٍ أبغَضُ إلى اللهِ من لسانٍ كَذوبٍ)
[5770] رواه ابنُ حبان في ((روضة العقلاء)) (ص: 52). .
- وقال
الفُضيلُ أيضًا: (ما تزيَّن النَّاسُ بشَيءٍ أفضَلَ من الصِّدقِ، واللهُ عزَّ وجَلَّ يسألُ الصَّادقين عن صِدقِهم، كيف بالكذَّابينَ؟! ثمَّ بكى)
[5771] ((حلية الأولياء وطبقات الأصفياء)) لأبي نعيم (8/ 108) بتصرُّفٍ. .
- وقال الأحنَفُ لابنِه: (يا بُنَيَّ، يكفيك من شَرَفِ الصِّدقِ أنَّ الصَّادِقَ يُقبَلُ قولُه في عَدُوِّه، ومن دناءةِ الكَذِبِ أنَّ الكاذِبَ لا يُقبَلُ قولُه في صديقِه ولا عَدُوِّه، لكُلِّ شيءٍ حِليةٌ، وحِليةُ المنطِقِ الصِّدقُ؛ يدُلُّ على اعتدالِ وزنِ العَقلِ)
[5772] يُنظَر: ((نهاية الأرب في فنون الأدب)) للنويري (3/224). .
- وقال إبراهيمُ الخوَّاصُ: (الصَّادِقُ لا تراه إلَّا في فَرضٍ يؤديه، أو فضلٍ يَعمَلُ فيه)
[5773] يُنظَر: ((مدارج السالكين)) لابن القيم (3/20). .
- وعن معروفٍ الكَرْخيِّ قال: (ما أكثَرَ الصَّالحينَ! وما أقَلَّ الصَّادِقين!)
[5774] ((سير أعلام النبلاء)) للذهبي (9/ 341). .
-وقال
الشَّافعيُّ: (غايةُ كُلِّ أمرٍ الصِّدقُ)
[5775] ((تاريخ دمشق)) لابن عساكر (51/ 408). .
- وقال
أبو حاتمِ بنُ حِبَّانَ: (الصِّدقُ يرفَعُ المرءَ في الدَّارينِ كما أنَّ الكَذِبَ يهوي به في الحالينِ، ولو لم يكُنِ للصِّدقِ خَصلةٌ تحمَدُ إلَّا أنَّ المرءَ إذا عُرِف به قُبِلَ كَذِبُه، وصار صِدقًا عِندَ من يَسمَعُه؛ لكان الواجبُ على العاقِلِ أن يبلُغَ مجهودَه في رياضةِ لِسانِه حتى يستقيمَ له على الصِّدقِ، ومجانبةِ الكَذِبِ، والعِيُّ في بعضِ الأوقاتِ خيرٌ من النُّطقِ؛ لأنَّ كُلَّ كلامٍ أخطأ صاحِبُه مَوضِعَه، فالعِيُّ خيرٌ منه)
[5776] يُنظَر: ((روضة العقلاء)) (ص: 54). .
- وقال
أبو حاتمٍ أيضًا: (إنَّ اللهَ جَلَّ وعلا فضَّل اللِّسانَ على سائِرِ الجوارحِ، ورَفَع درجتَه، وأبان فضيلتَه، بأن أنطَقَه من بَيْنِ سائرِ الجوارحِ بتوحيدِه، فلا يجِبُ للعاقلِ أن يُعَوِّدَ آلةً خَلَقها اللهُ للنُّطقِ بتوحيدِه، على الكَذِبِ، بل يجبُ عليه المداومةُ برعايتِه بلزومِ الصِّدقِ، وما يعودُ عليه نفعُه في دارَيه؛ لأنَّ اللِّسانَ يقتضي ما عُوِّد؛ إنْ صِدقًا فصِدقًا، وإنْ كَذِبًا فكَذِبًا)
[5777] يُنظَر: ((روضة العقلاء)) (ص: 51). .
- وقال الجُنَيدُ: (حقيقةُ الصِّدقِ: أن تصدُقَ في موطِنٍ لا يُنجيك منه إلَّا الكَذِبُ!)
[5778] يُنظَر: ((مدارج السالكين)) لابن القيم (3/20). .
- وقال القينيُّ: (أصدَقُ في صِغارِ ما يَضُرُّني، لأصدُقَ في كبارِ ما ينفَعُني)
[5779] يُنظَر: ((عيون الأخبار)) لابن قتيبة (2/28). .
- وقال إسماعيلُ بنُ عبيدِ بنِ أبي المهاجرِ: (لما حضرَتْ أبي الوفاةُ جمَع بنيه، وقال: يا بنيَّ عليكم بتقوى الله، وعليكم بالقرآنِ فتعاهدوه، وعليكم بالصِّدقِ حتَّى لو قتَل أحدُكم قتيلًا، ثمَّ سُئِل عنه أقرَّ به، واللهِ ما كذبْتُ كذبةً منذُ قرأتُ القرآنَ، يا بنيَّ وعليكم بسلامةِ الصدورِ لعامةِ المسلمينَ، فواللهِ لقد رأيتُني وأنا لا أخرجُ مِن بابي وما ألقَى مسلمًا إلَّا والذي في نفسي له كالذي في نفسي لنفسي، أفترونَ أنِّي لا أحبُّ لنفسي إلَّا خيرًا؟)
[5780] ((التاريخ)) لأبي زرعة الدمشقي (ص: 585)، ((حلية الأولياء)) لأبي نعيم (6/ 85، 86)، ((تاريخ دمشق)) لابن عساكر (37/ 407). .