logo
logo
En

موسوعة الأخلاق والسلوك

المراجع المعتمدة منهج العمل في الموسوعة
المراجع المعتمدة منهج العمل في الموسوعة

سادسًا: دَرَجاتُ الفَصاحةِ

انظر أيضا

الأُولى: فصاحةٌ في الكَلِمةِ المُفرَدةِ، وتكونُ بسلامتِها من تنافُرِ الحروفِ ومن الغرابةِ، ومن مخالفةِ القياسِ، ومن الابتِذالِ والضَّعفِ، فإذا لَصِق بالكَلِمةِ عَيبٌ من هذه العُيوبِ السَّابقةِ وجَب نَبذُها واطِّراحُها.
الثَّانيةُ: فصاحةٌ في الكلامِ، وتكونُ بخُلُوِّه من تنافُرِ كَلِماتِه، ومِن ضَعفِ تأليفِه، وتعقيدِ معناه، ومن وَضعِ ألفاظِه في غيرِ المواضِعِ اللَّائقةِ بها.
الثَّالِثةُ: فصاحةٌ في المُتكَلِّمِ، وهي عبارةٌ عن الملَكةِ التي يقتَدِرُ بها صاحِبُها على التَّعبيرِ عن المقصودِ بكلامٍ فصيحٍ في أيِّ غرَضٍ كان، فيكونُ قادِرًا بصفةِ الفَصاحةِ الثَّابتةِ في نفسِه على صياغةِ الكلامِ، متمَكِّنًا من التَّصرُّفِ في ضُروبِه، بصيرًا بالخَوضِ في جهاتِه ومناحيه [7361] يُنظَر: ((التعريفات)) للجرجاني (ص: 167)، ((عمدة الحفاظ)) للسمين الحلبي (1/230)، ((جواهر البلاغة)) للهاشمي (1/20، 39). .
وقسَّم الخطَّابيُّ الكلامَ الفاضِلَ المحمودَ إلى ثلاثةِ أقسامٍ:
القِسمُ الأوَّلُ: البليغُ الرَّصينُ الجَزلُ، وهو أعلى طبَقاتِ الكلامِ وأرفَعُه.
القِسمُ الثَّاني: الفصيحُ القريبُ السَّهلُ، وهو أوسَطُه وأقصَدُه.
القِسمُ الثَّالثُ: الجائِزُ الطَّلقُ الرَّسْلُ، وهو أدناه وأقرَبُه [7362] يُنظَر: ((بيان إعجاز القرآن)) (ص: 26). .
وقال أبو عيسى الرُّمَّانيُّ: (فأمَّا البلاغةُ فهي على ثلاثِ طَبَقاتٍ: منها ما هو في أعلى طبَقةٍ، ومنها ما هو في أدنى طَبَقةٍ، ومنها ما هو في الوسائِطِ بَيْنَ أعلى طبَقةٍ وأدنى طبَقةٍ؛ فما كان في أعلاها طبَقةً فهو مُعجِزٌ، وهو بلاغةُ القرآنِ، وما كان منها دونَ ذلك فهو ممكِنٌ كبلاغةِ البُلَغاءِ من النَّاسِ، وليست البلاغةُ إفهامَ المعنى؛ لأنَّه قد يَفهَمُ المعنى مُتكَلِّمان أحَدُهما بليغٌ والآخَرُ عَيِيٌّ، ولا البلاغةُ أيضًا بتحقيقِ اللَّفظِ على المعنى؛ لأنَّه قد يحقَّقُ اللَّفظَ على المعنى وهو غَثٌّ مُستكرَهٌ ونافِرٌ مُتكَلَّفٌ، وإنَّما البلاغةُ إيصالُ المعنى إلى القَلبِ في أحسَنِ صورةٍ من اللَّفظِ؛ فأعلاها طبَقةً في الحُسنِ بلاغةُ القرآنِ، وأعلى طبَقاتِ البلاغةِ للقُرآنِ خاصَّةً، وأعلى طبَقاتِ البلاغةِ مُعجِزٌ للعَرَبِ والعَجَمِ، كإعجازِ الشِّعرِ المُفحِمِ، فهذا مُعجِزٌ للمُفحِمِ خاصَّةً، كما أنَّ ذلك مُعجِزٌ للكافَّةِ) [7363] ((النكت في إعجاز القرآن)) (ص: 75-76). .

انظر أيضا:
السابق
التالي