أ- مِنَ الشِّعْرِ
1- قال بِشرُ بنُ الحارِثِ:أفادَتْنا القناعةُ أيَّ عِزٍّ
ولا عِزَّ أعزُّ من القناعَهْ
فخُذْ منها لنَفْسِك رأسَ مالٍ
وصَيِّرْ بعدها التَّقوى بضاعَهْ
تحُزْ حالَينِ: تغنى عن بخيلٍ
وتسعَدُ في الجنانِ بصبرِ ساعَهْ
[7738] ((مختصر تاريخ دمشق)) لابن منظور (5/203)، ((غذاء الألباب)) للسفاريني (2/537). وينظر: ((تاريخ بغداد)) للخطيب البغدادي (7/ 556، 557). 2- وقال محمَّدُ بنُ حميدٍ الأكافُ:تقنَّعْ بالكَفافِ تَعِشْ رَخِيًّا
ولا تبْغِ الفُضولَ مِن الكَفافِ
ففي خُبزِ القَفارِ
[7739] القَفارُ: الخُبزُ بلا أُدْمٍ. يُنظَر: ((الصحاح تاج اللغة وصحاح العربية)) للجوهري (2/ 797). بغيرِ أُدمٍ
وفي ماءِ القَراحِ
[7740] هو الماءُ الذي لم يخالِطْه شَيءٌ يُطَيَّبُ به، كالعَسَلِ والتَّمرِ والزَّبيبِ. يُنظَر: ((تاج العروس)) للزبيدي (7/ 48). غِنًى وكافِ
وفي الثَّوبِ المرقَّعِ ما يُغَطَّى
به من كُلِّ عُرْيٍ وانكِشافِ
وكلُّ تزَيُّنٍ بالمرءِ زَينٌ
وأزيَنُه التَّزيُّنُ بالعَفافِ
[7741] ((روضة العقلاء)) لابن حبان (ص: 158). 3- وقال آخَرُ:هي القناعةُ لا ترضى بها بَدَلًا
فيها النَّعيمُ وفيها راحةُ البَدَنِ
انظُرْ لِمن ملَكَ الدُّنيا بأجمَعِها
هل راحَ منها بغيرِ القُطنِ والكَفَنِ
[7742] ((غذاء الألباب)) للسفاريني (2/537). 4- وقال عبدُ العزيزِ بنُ سُليمانَ الأبرَشُ:إذا المرءُ لم يقنَعْ بعَيشٍ فإنَّه
وإن كان ذا مالٍ من الفَقرِ مُوقَرُ
[7743] مُوقَر: من الوِقرِ؛ الحِملِ الثَّقيلِ. ((لسان العرب)) لابن منظور (5/ 289). إذا كان فَضلُ النَّاسِ يُغنيك بينَهم
فأنت بفَضلِ اللهِ أغنى وأيسَرُ
[7744] ((روضة العقلاء)) لابن حبان (ص: 159). 5- وقال آخَرُ:نَصِفُ القُنوعَ وأيُّنا يقنَعُ
أو أيُّنا يرضى بما يجمَعْ
للهِ دَرُّ ذوي القناعةِ ما
أصفى معاشَهم وما أوسَعْ
من كان يبغي أن يَلَذَّ وأن
تُهدى جوارِحُه فما يطمَعْ
فقْرُ النُّفوسِ بقَدرِ حاجتِها
وغِنى النُّفوسِ بقَدْرِ ما تقنَعْ
[7745] ((التبصرة)) لابن الجوزي (2/156). 6- وقال محمود الورَّاقُ:غِنى النَّفسِ يُغنيها إذا كنتَ قانعًا
وليس بمُغْنيك الكثيرُ مع الحِرصِ
وإنَّ اعتقادَ الهَمِّ للخَيرِ جامِعٌ
وقِلَّةُ همِّ المرءِ يدعو إلى النَّقصِ
[7746] ((العقد الفريد)) لابن عبد ربه (3/158). 7- وقال آخَرُ:رَضِيتُ من الدُّنيا بقوتٍ يُقيمني
فلا أبتغي مِن بَعدِه أبَدًا فَضلَا
ولستُ أرومُ القوتَ إلَّا لأنَّه
يُعينُ على عِلمٍ أردُّ به جَهلَا
فما هذه الدُّنيا بطِيبِ نَعيمِها
لأيسَرِ ما في العِلمِ من نُكتةٍ عَدْلَا
[7747] ((القناعة)) لابن السني (1/46). 8- وقال آخَرُ:عليك بتقوى اللهِ واقنَعْ برِزقِه
فخَيرُ عبادِ اللهِ مَن هو قانِعُ
ولا تُلْهِك الدُّنيا ولا تطمَعْ بها
فقد يَهلِكُ المغرورَ فيها المطامِعُ
[7748] ((التبصرة)) لابن الجوزي (2/156). 9- وقال ابنُ تيميَّةَ: وجَدْتُ القناعةَ ثوبَ الغِنى
فصِرْتُ بأذيالها أمتَسِكُ
فألبَسَني جاهُها حُلَّةً
يمُرُّ الزَّمانُ ولم تُنتَهَكْ
فصِرتُ غنيًّا بلا دِرهَمٍ
أمُرُّ عزيزًا كأنيِّ مَلِكْ
[7749] ((غذاء الألباب)) للسفاريني (2/538). 10- وما أحسَنَ قَولَ الشَّافعيِّ:خبَرْتُ
[7750] أي: جرَّبْتُهم. يُنظَر: ((تاج العروس)) للزبيدي (11/ 132). بني الدُّنيا فلم أرَ منهم
سِوى خادعٍ والخُبثُ حَشوُ إهابِهْ
فجرَّدْتُ عن غِمدِ القناعةِ صارِمًا
[7751] الصَّارِمُ: السَّيفُ القاطِعُ. ((لسان العرب)) لابن منظور (12/335). قطَعْتُ رجائي منهم بذُبابِهْ
[7752] ذُبابُ السَّيفِ: طَرَفُه الذي يُضرَبُ به. يُنظَر: ((الصحاح تاج اللغة وصحاح العربية)) للجوهري (1/ 126). فلا ذا يراني واقِفًا بطريقِهِ
ولا ذا يراني قاعِدًا عندَ بابِهْ
غَنيٌّ بلا مالٍ عن النَّاسِ كُلِّهِم
وليس الغِنى إلَّا عن الشَّيءِ لا بِهْ
[7753] ((غذاء الألباب)) للسفاريني (2/543). 11- وقال أبو الحَسَنِ النعيميُّ:إذا أظمَأَتْك أكُفُّ اللِّئامِ
كفَتْك القَناعةُ شِبَعًا وَرِيَّا
فكُنْ رَجُلًا رِجْلُه في الثَّرى
وهامةُ هِمَّتِه في الثُّرَيَّا
أبيًّا لنائِلِ ذي ثروةٍ
تراه بما في يَدَيه أبِيَّا
فإنَّ إراقةَ ماءِ الحياةِ
دونَ إراقةِ ماءِ المُحَيَّا
[7754] ((تاريخ بغداد)) للخطيب البغدادي (13/ 237)، ((الطيوريات)) لأبي طاهر السلفي (3/ 1131). والمحيا: الوجه. ((مختار الصحاح)) للرازي (86). 12- قال الشَّاعِرُ:العبدُ حُرٌّ إن قَنِع
والحُرُّ عبدٌ إن قَنَعْ
[7755] قَنِعَ في الموضِعِ الأوَّلِ بكسرِ النُّونِ من القناعةِ، وفي الثَّاني بفتحِ النُّونِ بمعنى: سألَ. ويُنظَر ما تقدَّم في معنى القناعةِ لغةً. فاقنَعْ ولا تَقنَعْ
[7756] في بعض المصادِرِ: تَطْمَع. فما
شيءٌ يَشينُ سِوى الطَّمَعْ
[7757] ((عناية القاضي وكفاية الراضي)) للخفاجي (6/ 298). والبيتُ الأوَّلُ منسوبٌ إلى أبي الحَسَنِ الزَّاهِدِ بيان بن محمد المعروف بالحمال، كما في ((تاريخ بغداد)) للخطيب (4/ 20). ونصُّه عندَه: الحُرُّ عَبدٌ ما طَمِعْ ... والعَبدُ حُرٌّ ما قَنْعْ. 13- وقال أبو العتاهيةِ: أطَعْتُ مطامعي فاستعبَدَتْني
ولو أنِّي قَنِعْتُ لكنتُ حُرَّا
[7758] ((ديوان أبي العتاهية)) (ص: 168). .