ج- نماذِجُ من المُزاحِ عِندَ السَّلَفِ
- قال عَطاءُ بنُ السَّائِبِ: (كان سعيدُ بنُ جُبَيرٍ لا يَقُصُّ علينا إلَّا أبكانا بوَعْظِه، ولا يقومُ من مجلِسِنا حتَّى يُضحِكَنا بمَزْحِه)
[8630] ((اللطائف والظرائف)) للثعالبي (ص: 151). .
- قال غالِبُ القَطَّانِ: أتيتُ
ابنَ سِيرينَ يومًا، فسألتُ عن هشامٍ، فقال: توفِّيَ البارحةَ، أما شعَرْتَ؟! فقُلتُ: إنَّا للهِ وإنَّا إليه راجِعون! فضَحِك
[8631] ((الطبقات الكبير)) لابن سعد (9/201). . قال
البغَويُّ: (فقُلتُ: لعَلَّه أراد النَّومَ!)
[8632] ((شرح السنة)) (13/184). .
- وعن يونُسَ، قال: (كان
محمَّدُ بنُ سِيرينَ صاحِبَ ضَحِكٍ ومُزاحٍ)
[8633] ((مداراة الناس)) لابن أبي الدنيا (ص: 67). .
- ذكروا أنَّ
ابنَ سِيرينَ كان يُداعِبُ ويَضحَكُ حتَّى يَسيلَ لُعابُه، فإذا أرَدْتَه على شيءٍ من دينِه كانت الثُّرَيَّا أقرَبَ إليك من ذلك
[8634] يُنظَر: ((بهجة المجالس)) لابن عبد البر (1/568)، ((شرح السنة)) للبغوي (13/ 184). .
- وقيل ل
ابنِ سِيرينَ: مَن أكَل سَبعَ رُطَباتٍ على الرِّيقِ سبَّحَتْ في بطنِه! فقال
ابنُ سِيرينَ: لَئِنْ كان هذا هكذا فيَنبغي لِلَّوْزِينَجِ
[8635] اللَّوْزِينَجُ: مِن الحَلواءِ أشبَهُ بالقَطائفِ تُؤدَمُ بدُهنِ اللَّوزِ. يُنظَر: ((تهذيب اللغة)) للأزهري (13/ 172). إذا أُكِلَ أن يُصَلِّيَ الوِترَ والتَّراويحَ
[8636] ((بهجة المجالس وأنس المجالس)) لابن عبد البر (1/101). !
- وعن أبي عبدِ الرَّحمنِ الأعرَجِ: (كان
إبراهيمُ بنُ أدهَمَ يُحَدِّثُنا ويُضاحِكُنا)
[8637] ((روضة العقلاء)) لابن حبان (ص: 81). .
- (ودعا أبو العَيناءِ -وكان ضريرًا- سائلًا ليُعَشِّيَه، فلم يدَعْ شيئًا إلَّا أكَلَه، فقال له: يا هذا دعَوتُك رحمةً، فاترُكْني رحمةً! ووقف عليه رجُلٌ من العامَّةِ، فلمَّا أحَسَّ به قال: مَن هذا؟ قال: رجُلٌ من بني آدَمَ، فقال أبو العَيناءِ: مَرحبًا بك، أطال اللهُ بقاءك! كُنتُ أظُنُّ أنَّ هذا النَّسلَ قد انقَطَع!)
[8638] ((إرشاد الأريب إلى معرفة الأديب)) لياقوت الحموي (6/ 2608، 2609). .
- وعن عَمرِو بنِ دينارٍ، عن ابنِ أبي عَتيقٍ (أنَّه مرَّ به رجُلٌ ومعه كَلبٌ، فقال للرَّجُلِ: ما اسمُك؟ قال: وثَّابٌ، قال: فما اسمُ كَلبِك؟ قال: عَمرٌو. فقال: واخِلافاه!)
[8639] ((المراح في المزاح)) لبدر الدين الغزي (ص: 83). .
- ومزَح الشَّعبيُّ يومًا، فقيل له: (يا أبا عَمرٍو، أفتمزَحُ؟ قال: إنْ لم يكُنْ هذا مُتْنا من الغَمِّ، فداءٌ داخِلٌ، وهواءٌ خارِجٌ)
[8640] ((بهجة المجالس)) لابن عبد البر (1/568). .
- عن الأعمَشِ قال: (أتى الشَّعبيَّ رجُلٌ فقال: ما اسمُ امرأةِ إبليسَ؟ فقال: إنَّ ذاك لعُرسٌ ما شَهِدتُه!)
[8641] ((المعرفة والتاريخ)) ليعقوب بن سفيان (2/ 603). .
- (وسأل رجُلٌ الشَّعبيَّ عن المسْحِ على اللِّحيةِ في الوُضوءِ، فقال: خَلِّلْها بأصابعِك. فقال: أخافُ ألَّا تَبُلَّها، قال: فانقَعْها من أوَّلِ اللَّيلِ!)
[8642] ((أخبار الظراف والمتماجنين)) لابن الجوزي (ص: 62). .
- وقال ابنُ عيَّاشٍ: (رأيتُ على الأعمَشِ فَروةً مَقلوبةً صُوفُها إلى خارِجٍ، فأصابَنا مَطَرٌ، فمرَرْنا على كَلبٍ، فتنحَّى الأعمَشُ، وقال: لا يحسَبُنا شاةً!)
[8643] ((نثر الدر)) للآبي (2/ 107)، ((المراح في المزاح)) لبدر الدين الغزي (ص: 87). .
- وجاء رجُلٌ إلى
أبي حنيفةَ، فقال له: إذا نزَعْتُ ثيابي ودخَلتُ النَّهرَ لأغتَسِلَ، فإلى القبلةِ أفضَلُ أن أتوجَّهَ أم إلى غيرِها؟ فقال له: الأفضَلُ أن يكونَ وَجهُك إلى ثيابِك التي تنزِعُها؛ لئلَّا تُسرَقَ
[8644] ((نثر الدر)) للآبي (2/ 106)، ((التذكرة)) لابن حمدون (9/ 368). !