ج- مِن أقوالِ السَّلفِ والعُلماءِ
- قال
الفُضَيلُ بنُ عِياضٍ: (الحُبُّ أفضَلُ مِن الخَوفِ، ألا ترى إذا كان لك عَبدانِ أحدُهما يُحبُّك، والآخَرُ يخافُك، فالذي يُحبُّك منهما ينصَحُك شاهِدًا كنْتَ أو غائِبًا؛ لحُبِّه إيَّاك، والذي يخافُك عسى أن ينصَحَك إذا شهِدْتَ لِما يخافُ، ويغشُّك إذا غِبتَ، ولا ينصَحُك)
[9167] ((جامع العلوم والحكم)) لابن رجب (1/219). .
- وقال
الحَسنُ: (إنَّك لن تبلُغَ حقَّ نصيحتِك لأخيك حتَّى تأمُرَه بما تعجِزُ عنه)
[9168] ((جامع العلوم والحكم)) لابن رجب (1/224). .
وقال
الحَسنُ أيضًا: (المُؤمِنُ شُعبةٌ مِن المُؤمِنِ، وهو مِرآةُ أخيه، إن رأى منه ما لا يُعجِبُه سدَّده وقوَّمه، ونصَحه في السِّرِّ والعَلانيَةِ)
[9169] ((روضة العقلاء)) لابن حبان (ص: 195). .
- وسُئِل
ابنُ المُبارَكِ: أيُّ الأعمالِ أفضَلُ؟ قال: (النُّصحُ للهِ، قيل: فالأمرُ بالمعروفِ، والنَّهيُ عن المُنكَرِ؟ قال: جَهدُه إذا نصَح ألَّا يأمُرَ ولا يَنهى)
[9170] ((الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر)) لابن أبي الدنيا (ص: 107). .
- وقال
عُمرُ بنُ عبدِ العزيزِ: (لو أنَّ المرءَ لا يعِظُ أخاه حتَّى يُحكِمَ أمرَ نَفسِه، ويُكمِلَ الذي خُلِق له مِن عِبادةِ ربِّه، إذن لتواكَل النَّاسُ الخيرَ، وإذن يُرفَعُ الأمرُ بالمعروفِ والنَّهيُ عن المُنكَرِ، وقلَّ الواعِظونَ والسَّاعونَ للهِ عزَّ وجلَّ بالنَّصيحةِ في الأرضِ)
[9171] ((الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر)) لابن أبي الدنيا (ص: 139). .
- وقال
الفُضَيلُ بنُ عِياضٍ: (ما أدرَك عندَنا مَن أدرَك بكثرةِ الصَّلاةِ والصِّيامِ، وإنما أدرَك عندنا بسخاءِ الأنفُسِ، وسلامةِ الصُّدورِ، والنُّصحِ للأمَّةِ)
[9172] ((جامع العلوم والحكم)) لابن رجب (1/224). .
- وقال
الفضيلُ بنُ عياضٍ أيضًا: (الغبطةُ مِن الإيمانِ, والحسدُ مِن النِّفاقِ, والمؤمنُ يغبِطُ ولا يحسدُ, والمنافقُ يحسُدُ ولا يغبِطُ, والمؤمنُ يسترُ ويعِظُ وينصَحُ، والفاجِرُ يهتِكُ ويُعيِّرُ ويُفشي)
[9173] ((حلية الأولياء)) لأبي نعيم (8/ 95). ويُنظر: ((جامع العلوم والحكم)) لابن رجب (1/224). .
- وقال
سفيانُ الثوريُّ فيما أوصَى به عليَّ بنَ الحسنِ السُّلميَّ: (انصَحْ لكلِّ مؤمنٍ إذا سألك في أمرِ دينِه, ولا تكتُمَنَّ أحدًا مِن النَّصيحةِ شيئًا إذا شاورك فيما كان لله فيه رضا, وإيَّاك أنْ تخونَ مؤمنًا، فمَنْ خان مؤمنًا فقد خان الله ورسولَه, وإذا أحببْتَ أخاك في الله فابذُلْ له نفسَك ومالَك)
[9174] ((حلية الأولياء)) لأبي نعيم (7/ 83). .
- وقال مَعمَرٌ: (كان يُقالُ: أنصَحُ النَّاسِ لك مَن خاف اللهَ فيك، وكان السَّلفُ إذا أرادوا نصيحةَ أحدٍ وعَظوه سِرًّا حتَّى قال بعضُهم: مَن وعَظ أخاه فيما بَينَه وبَينَه فهي نصيحةٌ، ومَن وعَظه على رُؤوسِ النَّاسِ فإنَّما وبَّخه)
[9175] ((جامع العلوم والحكم)) لابن رجب (1/224). .
- وقال يحيى: (ما رأَيتُ على رجُلٍ خطأً إلَّا ستَرْتُه، وأحببْتُ أن أُزيِّنَ أمرَه، وما استقبَلْتُ رجُلًا في وَجهِه بأمرٍ يكرَهُه، ولكن أُبيِّنُ له خطأَه فيما بَيني وبَينَه، فإن قبِل ذلك، وإلَّا ترَكْتُه)
[9176] ((سير أعلام النبلاء)) للذهبي (11/ 83). .
- وقال عبدُ العزيزِ بنُ أبي روادٍ: (كان مَن كان قَبلَكم إذا رأى الرَّجلُ مِن أخيه شيئًا يأمُرُه في رِفقٍ، فيُؤجَرُ في أمرِه ونَهيِه، وإنَّ أحدَ هؤلاء يَخرَقُ بصاحِبِه، فيستغضِبُ أخاه، ويهتِكُ سِترَه)
[9177] ((جامع العلوم والحكم)) لابن رجب (1/224). .
- وقال الحارِثُ المُحاسِبيُّ: (اعلَمْ أنَّ مَن نصَحك فقد أحَبَّك، ومَن داهَنك فقد غشَّك، ومَن لم يقبَلْ نصيحتَك فليس بأخٍ لك، قال عُمرُ بنُ الخطَّابِ رضِي اللهُ عنه: لا خَيرَ في قومٍ ليسوا بناصِحينَ، ولا خيرَ في قومٍ لا يُحبُّونَ النَّاصِحينَ)
[9178] ((رسالة المسترشدين)) (ص: 71). .
- و(قال
ابنُ عقيلٍ في "الفنونِ": مِن أعظمِ منافعِ الإسلامِ، وآكدِ قواعدِ الأديانِ: الأمرُ بالمعروفِ والنهيُ عن المنكرِ والتناصحُ. فهذا أشقُّ ما تحمَّله المكلَّفُ؛ لأنَّه مقامُ الرُّسلِ، حيثُ يثقلُ صاحبُه على الطباعِ، وتنفِرُ منه نفوسُ أهلِ اللذَّاتِ، ويمقُتُه أهلُ الخلاعةِ، وهو إحياءٌ للسُّننِ، وإماتةٌ للبدعِ)
[9179] ((الفروع)) لابن مفلح (3/ 180، 181). .
- وقال
ابنُ تيميَّةَ: (أعظَمُ ما عُبِد اللهُ به نصيحةُ خَلقِه)
[9180] ((مجموع الفتاوى)) (28/ 615). .
- وقال
الذهبي: (... مَن لم يَنصَحْ لله وللأئمةِ وللعامَّةِ، كان ناقصَ الدِّينِ. وأنتَ لو دُعِيتَ: يا ناقصَ الدِّينِ، لغضِبْتَ، فقلْ لي: متى نصَحْتَ لهؤلاء؟ كلَّا واللهِ، بلْ ليتَك تسكُتُ، ولا تنطِقُ، أوْ لا تُحسِّنُ لإمامِك الباطلَ، وتجرِّئُه على الظُّلمِ وتغُشُّه، فمِن أجلِ ذلك سقطْتَ مِن عينِه، ومِن أعينِ المؤمنينَ)
[9181] ((سير أعلام النبلاء)) (11/ 500). .