سابعًا: موانِعُ اكتِسابِ الوَقارِ والرَّزانةِ
1- المجاهَرةُ بالمعاصي؛ قال الحكيمُ: (إذا استَخَفَّ بالمحَقَّراتِ دخل التَّخلُّطُ في إيمانِه، وذهَب الوَقارُ، وانتَقَص من كُلِّ شَيءٍ، بمنزلةِ الشَّمسِ ينكَسِفُ طَرَفٌ منها، فبقَدْرِ ما انكسَف -ولو كرأسِ إبرةٍ- يَنقُصُ من شُعاعِها وإشراقِها على أهلِ الدُّنيا، وخَلَص النُّقصانُ إلى كُلِّ شيءٍ في الأرضِ)
[9768] ((فيض القدير)) للمناوي (3/128). .
2- الحُمقُ، وحقيقتُه، كما قال
ابنُ الأثيرِ: (وَضعُ الشَّيءِ في غيرِ مَوضِعِه، مع العِلمِ بقُبحِه)
[9769] ((النهاية في غريب الحديث والأثر)) (1/442). .
3- الغَضَبُ؛ فإنَّه يؤثِّرُ على البَدَنِ حتَّى يُعمِيَ البَصَرَ، ويُصِمَّ الآذانَ، ويُخرِسَ اللِّسانَ، ويُعجِزَ الإنسانَ؛ فيُفقِدَه الوَقارُ، ويُعميَه عن تدبُّرِ كلامِه وأفعالِه.
4- التَّعجُّلُ والتَّسرُّعُ في الأمورِ، واستِعجالُ النَّتائجِ وتَرْكُ التَّدبُّرِ فيها. قال
ابنُ القَيِّمِ: (العَجَلةُ من الشَّيطانِ؛ فإنَّها خِفَّةٌ وطَيشٌ وحِدَّةٌ في العَبدِ تمنَعُه من التَّثبُّتِ والوَقارِ والحِلمِ، وتوجِبُ له وَضْعَ الأشياءِ في غيرِ مَواضِعِها، وتجلِبُ عليه أنواعًا من الشُّرورِ، وتمنَعُ عنه أنواعًا من الخَيرِ)
[9770] ((الروح)) (ص: 258). . ويقالُ: (العَجَلةُ تَسلُبُ الوَقارَ)
[9771] ((الجليس الصالح الكافي)) لابن طرار (ص: 582). .
5- كثرةُ المُزاحِ؛ فالإكثارُ من المُزاحِ يؤدِّي إلى سُقوطِ الوَقارِ.
6- الطَّيشُ وضِدُّه الوَقارُ، وهو الحِلمُ والرَّزانةُ؛ فلازِمُ كَونِ الطَّيشِ ضِدَّ الوَقارِ أنَّه يمنَعُه؛ إذ لا يجتَمِعُ ضِدَّانِ.
7- سَماعُ الغِناءِ والميلُ إليه، فبينما ترى الرَّجُلَ وعليه سِمةُ الوَقارِ، وبهاءُ العَقلِ، وبهجةُ الإيمانِ، ووَقارُ الإسلامِ، وحلاوةُ القُرآنِ، فإذا سمِعَ الغِناءَ ومال إليه نَقَص عقلُه، وقَلَّ حياؤه، وذهَبَت مروءتُه، وفارَقه بهاؤُه، وتخلَّى عنه وقارُه
[9772] ((موارد الظمآن لدروس الزمان)) لعبد العزيز السلمان (5/169). .
8- كَثرةُ الكلامِ دونَ داعٍ أو ضرورةٍ. قال محمَّدُ بنُ النَّضرِ الحارِثيُّ: (كان يقالُ: كَثرةُ الكلامِ تذهَبُ بالوَقارِ)
[9773] ((الصمت)) لابن أبي الدنيا (52). .
9- تركُ التَّثبُّتِ في نَقلِ الأخبارِ، أو تصديقُها والحُكمُ على النَّاسِ دونَ تَرَيُّثٍ.
10- التَّعصُّبُ للأشخاصِ أو الآراءِ أو البُلدانِ؛ فإنَّه يُعمي الإنسانَ عن التَّمهُّلِ والتَّبصُّرِ، ويُفقِدُه رزانتَه.
11- الرَّغبةُ في الانتِصارِ للنَّفسِ دونَ النَّظَرِ للعَواقِبِ.
12- التَّعامُلُ بالمِثْلِ، وتَركُ استِعمالِ الحِلمِ والمسامحةِ أو التَّغاضي.
13- عَدَمُ القُدرةِ على ضَبطِ النَّفسِ وكَبْحِ جِماحِها.
14- الحِرصُ، ويقالُ: (لا تُخلِقْ نَفسَك بالِحرصِ؛ فتَذهَبَ عنك بَهجةُ الوَقارِ)
[9774] ((التذكرة الحمدونية)) لابن حمدون (3/117). .