تم اعتماد المنهجية من الجمعية الفقهية السعودية
برئاسة الشيخ الدكتور سعد بن تركي الخثلان
أستاذ الفقه بجامعة الإمام محمد بن سعود
عضو هيئة كبار العلماء (سابقاً)
ممَّا ورد عن أهلِ العِلمِ في التَّحذيرِ من التَّخاذُلِ، والحَضِّ على التَّعاوُنِ والتَّناصُرِ: 1- قال أبو طَلحةَ زَيدُ بنُ سَهلٍ رَضِيَ اللهُ عنه: (المُنافِقون ليس لهم هَمٌّ إلَّا أنفُسُهم، أجبَنُ قومٍ وأرعَبُه، وأخذَلُه للحَقِّ) [1443] ((السنن)) للترمذي (3008). . 2- وعن يَزيدَ بنِ الأسوَدِ قال: (لقد أدركْتُ أقوامًا من سَلَفِ هذه الأمَّةِ، قد كان الرَّجُلُ إذا وقع في هُوِيٍّ أو وَحلةٍ نادى: يا آلَ عِبادِ اللهِ، فيتواثَبون إليه فيَستخرِجونَه ودابَّتَه ممَّا هو فيه، ولقد وقع رجُلٌ ذاتَ يومٍ في وَحلةٍ، فنادى: يا آلَ عِبادِ اللهِ، فتواثَبَ النَّاسُ إليه، فما أدركْتُ منه إلَّا مَقاصَّه [1444] جمعُ مِقَصٍّ: وهو المِقْراضُ. يُنظر: ((تاج العروس)) للزبيدي (18/ 100). في الطِّينِ، فلأن أكونَ أدركْتُ من متاعِه شيئًا فأُخرِجَه من تلك الوَحلةِ أحَبُّ إليَّ من دنياكم التي تَرغَبون فيها) [1445] ((شعب الإيمان)) للبيهقي (10/ 94). . 3- قال عليُّ بنُ المَدينيِّ في قولِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ((لا يزالُ من أمَّتي أمَّةٌ قائمةٌ بأمرِ اللهِ، لا يضرُّهم من خذَلَهم)) [1446] أخرجه البخاري (3641) واللَّفظُ له، ومسلمٌ (1037) من حديثِ معاويةَ بنِ أبي سفيانَ رَضِيَ اللهُ عنهما. : هم أصحابُ الحديثِ [1447] ((سنن الترمذي)) (ص: 672). ، فقاموا بما عليهم من ضَبطِ السُّنَنِ ونَشْرِها ولم يتخاذَلوا، فلولاهم لدَرَس الدِّينُ [1448] ((شرف أصحاب الحديث)) للخطيب البغدادي (ص: 68). . 4- قال البُخاريُّ: (... وكذلك كُلُّ مُكرَهٍ يَخافُ، فإنَّه يَذُبُّ عنه المظالِمَ، ويقاتِلُ دُونَه ولا يَخذُلُه) [1449] ((صحيح البخاري)) (9/ 22). . 5- وقيل: (المخذولُ من كانت له إلى اللِّئامِ حاجةٌ) [1450] ((المجتنى)) لابن دريد (ص: 32). . 6- وفي وَصِيَّةِ عَلقَمةَ بنِ لَبيدٍ العُطارِديِّ لابنِه: (يا بُنيَّ، إذا نزعَتْك إلى صُحبةِ الرِّجالِ حاجةٌ، فاصحَبْ منهم من إنْ تُحِبَّه زانك، وإن خَدَمْتَه صانك، وإن أصابَتْك خَصاصةٌ مانَك [1451] مانَهُ يَمونُه مَوْنًا: إذا احتمل مَؤُونَتَه وقام بكفايتِه. يُنظر: ((الصحاح)) للجوهري (6/ 2209). ، وإنْ قُلتَ صَدَّق قولَك، وإنْ صُلْتَ شَدَّ صَولَك، وإن مدَدْتَ يَدَك بفَضلٍ مَدَّها، وإن رأى منك حَسَنةً عَدَّها، وإن سألْتَه أعطاك، وإن سكَتَّ عنه ابتداك، وإنْ نزَلَتْ بك إحدى المُلِمَّاتِ [1452] المُلِمَّاتُ: جمعُ مُلِمَّةٍ، وهي النَّازِلةُ الشَّديدةُ من نَوازِلِ الدَّهْرِ. يُنظر: ((تاج العروس)) للزبيدي (33/ 443). آساك، من لا يأتيك منه البَوائِقُ [1453] أي: شُرورُه وظُلمُه. يُنظر: ((تاج العروس)) للزبيدي (25/ 106). ، ولا تختَلِفُ عليك منه الطَّرائِقُ، ولا يخذُلُك عِندَ الحقائِقِ، وإن حاول حويلًا آمَرَك، وإن تنازَعْتُما مُنفِسًا [1454] المُنفِسُ: الشَّيءُ النَّفيسُ الكريمُ الذي تنافَسَ فيه النَّاسُ، وكلُّ شَيءٍ له خَطَرٌ وقَدْرٌ قيل له: نَفيسٌ ومُنْفِسٌ. يُنظر: ((تصحيح الفصيح وشرحه)) لابن المرزبان (ص: 479)، ((تهذيب اللغة)) للأزهري (13/ 10). آثَرك) [1455] ((عيون الأخبار)) لابن قتيبة (3/ 6، 7). . 7- وقيل: (شَرُّ النَّاسِ من يَنصُرُ الظَّلومَ، ويَخذُلُ المظلومَ) [1456] ((المستطرف)) للأبشيهي (ص: 33). . 8- وقال أبو هِلالٍ العَسكَريُّ: (تخاذُلُ القومِ فيما بينهم من أماراتِ شُؤمِهم، ودلائلِ شَقائِهم) [1457] ((جمهرة الأمثال)) (1/ 70). . 9- قال الأصمعيُّ: (مَرَّ قَيسُ بنُ زُهَيرٍ ببلادِ غَطَفانَ، فرأى ثروةً وجماعةً وعَدَدًا، فكَرِه ذلك، فقال له الرَّبيعُ بنُ زيادٍ: إنَّه يَسوءُك ما يَسُرُّ النَّاسَ! فقال له: يا أخي، إنَّك لا تدري أنَّ مع الثَّروةِ والنِّعمةِ التَّحاسُدَ والتَّخاذُلَ، وأنَّ مع القِلَّةِ التَّحاشُدَ والتَّناصُرَ) [1458] ((المجالسة)) للدينوري (5/ 332). .