رابعًا: آثارُ التَّعالُمِ
1- التَّعالُمُ هو أساسُ كُلِّ فتنةٍ ورأسُ كُلِّ بَليَّةٍ.
2- قد يؤدِّي إلى التَّشكيكِ في ثوابِتِ الأمَّةِ، وإثارةِ الشُّبُهاتِ والفِتَنِ.
ومن ذلك ردُّ السُّنَّةِ والاكتفاءُ بالقرآنِ، وفي الحديثِ عن أبي رافِعٍ رَضِيَ اللَّهُ عنه، قال: قال رسولُ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم:
((لا أُلفِيَنَّ أحدُكم متَّكِئًا على أريكتِه يأتيه أمرٌ ممَّا أَمَرْتُ به أو نهيتُ عنه، فيقولُ: لا أدري، ما وجَدْنا في كتابِ اللَّهِ اتَّبَعْناه)) [1645] أخرجه أبو داود (4605)، والترمذي (2663) واللفظ له، وابن ماجه (13). صحَّحه الترمذي، وابن حبان في ((صحيحه)) (13)، والحاكم على شرط الشيخين في ((المستدرك)) (368)، وابن حزم في ((الإحكام في أصول الأحكام)) (1/216). .
قوله:
((لا أدري))، أي: لا أعلَمُ غيرَ القرآنِ، ولا أتَّبِعُ غيرَه، أو لا أدري قولَ الرَّسولِ
[1646] ((مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح)) للقاري (1/ 246). .
3- تتبُّعُ زلاتِ العُلَماءِ وهَفَواتِهم.
4- حملُ الشَّواذِّ وغثاثةُ الرُّخَصِ.
5- الغَلَطُ على الأئمَّةِ في أقوالِهم ومذاهِبِهم.
6- ضَعفُ الدَّعوةِ إلى اللَّهِ، ونفورُ المدعوِّين منها.
7- ظهورُ الجَهلِ.
8- عدمُ احترامِ العُلَماءِ.
9- التَّعالُمُ من أسبابِ وُقوعِ الخلافِ، وقد قيل: (لو سكَت من لا يعلَمُ سَقَط الخلافُ)
[1647] ((جامع بيان العلم وفضله)) لابن عبد البر (1/ 584). .
10- التَّعالُمُ مُفسِدٌ للدِّينِ والدُّنيا.
11- التَّعالُمُ يؤدِّي إلى القولِ على اللَّهِ بلا عِلمٍ.
فـ(التَّعالُمُ هو عتَبةُ الدُّخولِ على القولِ على اللَّهِ بلا علمٍ، بل إنَّ التَّعالُمَ والشُّذوذَ والتَّرخُّصَ والتَّعصُّبَ، كُلُّها منافِذُ تؤدِّي إلى القولِ على اللَّهِ بلا عِلمٍ)
[1648] ((التعالم وأثره على الفكر والكتاب)) لبكر أبو زيد (ص: 131). .
(وقد حرَّم اللَّهُ سُبحانَه القولَ عليه بغيرِ علمٍ في الفُتيا والقضاءِ، وجعَله من أعظَمِ المحَرَّماتِ، بل جعَله في المرتبةِ العُليا منها، فقال تعالى:
قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ [الأعراف: 33] ؛ فرتَّب المحرَّماتِ أربعَ مراتِبَ، وبدأ بأسهَلِها وهو الفواحِشُ، ثمَّ ثنَّى بما هو أشدُّ تحريمًا منه وهو الإثمُ والظُّلمُ، ثمَّ ثلَّث بما هو أعظَمُ تحريمًا منهما وهو الشِّركُ به سُبحانَه، ثمَّ ربَّع بما هو أشدُّ تحريمًا من ذلك كُلِّه وهو القولُ عليه بلا علمٍ، وهذا يعُمُّ القولَ عليه سُبحانَه بلا عِلمٍ في أسمائِه وصفاتِه وأفعالِه، وفي دينِه وشَرعِه)
[1649] ((أعلام الموقعين عن رب العالمين)) لابن القيم (1/ 31). .
وقال تعالى:
يَا أَيُّهَا النَّاسُ كُلُوا مِمَّا فِي الْأَرْضِ حَلَالًا طَيِّبًا وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ * إِنَّمَا يَأْمُرُكُمْ بِالسُّوءِ وَالْفَحْشَاءِ وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ [البقرة: 168 - 169] .
(أي: إنَّما يأمُرُكم عَدُوُّكم الشَّيطانُ بالأفعالِ السَّيئةِ، وأغلَظُ منها الفاحِشةُ، كالزِّنا ونحوِه، وأغلَظُ من ذلك وهو القولُ على اللَّهِ بلا علمٍ)
[1650] ((تفسير ابن كثير)) (1/ 479). .