تم اعتماد المنهجية من الجمعية الفقهية السعودية
برئاسة الشيخ الدكتور سعد بن تركي الخثلان
أستاذ الفقه بجامعة الإمام محمد بن سعود
عضو هيئة كبار العلماء (سابقاً)
- الفَرقُ بَينَ الاسمِ والكُنيةِ واللَّقَبِ (هذه الثَّلاثةُ وإن اشترَكَت في تعريفِ المدعوِّ بها فإنَّها تفترِقُ في أمرٍ آخَرَ، وهو أنَّ الاسمَ إمَّا أن يُفهِمَ مدحًا أو ذمًّا، أو لا يُفهِمُ واحدًا منهما؛ فإن أفهم ذلك فهو اللَّقَبُ وغالِبُ استعمالِه في الذَّمِّ، فإن صُدِّر بأبٍ وأمٍّ فهو الكُنيةُ، كأبي فُلانٍ وأمِّ فُلانٍ، وإنْ لم يُصَدَّرْ بذلك فهو الاسمُ، كزَيدٍ وعَمرٍو، وهذا هو الذي كانت تَعرِفُه العَرَبُ، وعليه مَدارُ مُخاطباتِهم) [1980] ((تحفة المودود)) لابن القيم (ص: 135-136). . - الفَرقُ بَينَ التَّنابُزِ والغِيبةِ: الغِيبةُ: أن تَذكُرَ أخاك بما يَكرَهُ من العُيوبِ، وهي فيه، والتَّنابُزُ أخَصُّ منها؛ لأنَّه لا يكونُ إلَّا في اللَّقَبِ، أمَّا الغِيبةُ فتكونُ به وبغَيرِه [1981] يُنظر: ((الموسوعة الفقهية الكويتية)) (14/37)، ((معجم المصطلحات والألفاظ الفقهية)) لمحمود عبد الرحمن (3/25). . فالتَّنابُزُ من أفرادِ الغِيبةِ، وهو من أفحَشِ أنواعِها [1982] ((الزواجر)) لابن حجر الهيتمي (2/33). . وقيل: (الغِيبةُ ظاهِرةٌ اجتماعيَّةٌ يُؤذي النَّاسُ بها بَعضُهم بعضًا في غِيبتِهم، فهي كالتَّنابُزِ، ولكِنَّها حرَكةٌ جماعيَّةٌ مُختَلِطةٌ لا مُواجَهةَ فيها؛ فافتَرَقَت عن التَّنابُزِ بالألقابِ) [1983] ((الأخلاق الإسلامية وأسسها)) لعبد الرحمن حسن (2/233). . - الفَرقُ بَينَ التَّنابُزِ والتَّعريضِ: التَّعريضُ: هو ما يَفهَمُ به السَّامعُ مُرادَ المتكَلِّمِ من غيرِ تَصريحٍ، أمَّا التَّنابُزُ فلا يكونُ إلَّا صريحًا [1984] يُنظر: ((الموسوعة الفقهية الكويتية)) (14/37). . - الفَرقُ بَينَ التَّنابُزِ والهَمزِ واللَّمزِ: أمَّا الفَرقُ بَينَ الهَمزِ واللَّمزِ فقد (اختُلِف في الفَرقِ بَينَ الكَلِمتينِ؛ فقيل: الهَمزُ في الحُضورِ، واللَّمزُ في الغَيبةِ، وقيل: بالعَكسِ. وقيل: الهَمزُ باليَدِ والعَينِ، واللَّمزُ باللِّسانِ، وقيل: هما سواءٌ) [1985] ((التسهيل لعلوم التنزيل)) لابن جزي (2/512). . قال الرَّازيُّ: (قال تعالى: وَلَا تَنَابَزُوا ولم يقُلْ: لا تَنبِزوا؛ وذلك لأنَّ اللَّمَّازَ إذا لَمَز فالملموزُ قد لا يجِدُ فيه في الحالِ عَيبًا يلمِزُه به، وإنَّما يَبحَثُ ويَتبَعُه ليَطَّلِعَ منه على عيبٍ، فيُوجَدُ اللَّمزُ من جانبٍ، وأمَّا النَّبزُ فلا يَعجِزُ كُلُّ واحدٍ عن الإتيانِ به؛ فإنَّ من نبَز غيرَه بالحِمارِ وهو يَنبِزُه بالثَّورِ وغيرِه، فالظَّاهِرُ أنَّ النَّبزَ يُفضي في الحالِ إلى التَّنابُزِ، ولا كذلك اللَّمزُ) [1986] ((مفاتيح الغيب)) (2/512). . فاللَّمزُ أو الهَمزُ يَغلِبُ فيهما الطَّابَعُ الفَرديُّ الخَفيُّ الذي يدرِكُه أهلُ النَّباهةِ، أمَّا النَّبزُ باللَّقَبِ فتَغلِبُ فيه المُشارَكةُ، فمن نُبِزَ نَبَزَ [1987] يُنظر: ((الأخلاق الإسلامية وأسسها)) لعبد الرحمن حسن (2/233). . فيَظهَرُ من جملةِ الكلامِ أنَّ الألفاظَ الثَّلاثةَ تَشتَرِكُ في التَّحقيرِ من الآخَرينَ وعَيبِهم، وإن اختَصَّ التَّنابُزُ بالعَيبِ بالألقابِ أو الأسماءِ، وحُصولِ المُشارَكةِ، بخلافِ اللَّمزِ والهَمزِ؛ فيَغلِبُ فيهما الطَّابَعُ الفَرديُّ. - الفَرقُ بَينَ التَّنابُزِ والسُّخريَّةِ: السُّخريَّةُ: الاستِهانةُ والتَّحقيرُ والتَّنبيهُ على العُيوبِ والنَّقائصِ على وَجهٍ يُضحَكُ منه، وقد يكونُ ذلك بالمحاكاةِ في الفِعلِ والقَولِ، وقد يكونُ بالإشارةِ والإيماءِ، وبهذا يَظهَرُ أنَّ التَّنابُزَ بالألقابِ داخِلٌ في مفهومِ السُّخريَّةِ، ويكونُ ذِكرُ التَّنابُزِ في آيةِ الحُجُراتِ بَعدَ ذِكرِ السُّخريَّةِ مِن قَبيلِ ذِكرِ الخاصِّ بَعدَ العامِّ؛ اهتمامًا به [1988] يُنظر: ((إحياء علوم الدين)) للغزالي (3/131)، ((نضرة النعيم)) لعدد من المختصين (10/ 4604- 4605). . - الفَرقُ بَينَ التَّنابُزِ والقَذفِ والسَّبِّ: لَمَّا كان التَّنابُزُ التَّناديَ بما يكرَهُه الإنسانُ أو ما فيه عَيبُه أو تحقيرُه، كان القَذفُ -وهو الرَّميُ بالزِّنا- والسَّبُّ -وهو شَتمُ البريءِ في غيرِ حَقٍّ شَرعيٍّ- من أفرادِ التَّنابُزِ [1989] يُنظر: ((معجم المصطلحات والألفاظ الفقهية)) لمحمود عبد الرحمن (3/74)، ((التعريفات الفقهية)) لمحمد عميم (ص: 172). .