ج- من أقوالِ السَّلَفِ والعُلَماءِ وغَيرِهم:
- قال
ابنُ المبارَكِ: (إنَّه ليُعجِبُني من القُرَّاءِ كُلُّ طَلقٍ مِضحاكٍ، فأمَّا مَن تلقاه بالبِشرِ ويلقاك بالعُبوسِ كأنَّه يمُنُّ عليك بعَمَلِه، فلا أكثَرَ اللَّهُ في القُرَّاءِ مِثلَه)
[4703] ((شعب الإيمان)) للبيهقي (10/ 408، 409) رقم (7710). .
- وقال الأحنَفُ: (الدَّاءُ الدَّويُّ: الخُلُقُ الرَّدِيُّ، واللِّباسُ البَذِيُّ، بئسَ الملبوسُ العُبوسُ)
[4704] ((محاضرات الأدباء)) للراغب (1/ 338). .
- وقال خالِدُ بنُ صَفوانَ: (لا بأسَ بالمفاكهةِ تُخرِجُ الرَّجُلَ من حالِ العُبوسِ)
[4705] ((محاضرات الأدباء)) للراغب (1/ 346). .
- وقال
عبدُ القادِرِ الجيلانيُّ: (ينبغي أن يُحسِنَ العِشرةَ مع إخوانِه، فيكونَ مُنبَسِطَ الوَجهِ غيرَ عَبوسٍ ولا مخالِفًا لهم فيما يريدون عنه، بشَرطِ ألَّا يكونَ فيه خَرقٌ للشَّرعِ ومجاوزةٌ للحَدِّ وارتكابٌ للإثمِ، بل يكونُ ممَّا أباحه الشَّرعُ وأذِنَ فيه الرَّبُّ، ولا يكونُ مماريًا ولا لجوجًا، ويكونُ أبدًا مساعِدًا للإخوانِ على الشَّرطِ الذي ذكَرْنا)
[4706] ((الغنية لطالبي طريق الحق)) (2/ 294). .
وقال
ابنُ عقيلٍ: (البِشرُ مُؤنِسٌ للعُقولِ، ومن دواعي القَبولِ، والعُبوسُ ضِدُّه. لو كان في العُبوسِ خَيرٌ ما عَتَب عليه النَّبيُّ عليه السَّلامُ)
[4707] ((الفنون)) (2/ 635). .
- وقال بعضُ الحُكَماءِ لابنِه: (يا بُنَيَّ، عليك بالتَّرحيبِ والبِشرِ، وإيَّاك والتَّقطيبَ والكِبرَ؛ فإنَّ الأحرارَ أحَبُّ إليهم أن يَلقَوا بما يُحِبُّون ويُحرَموا، من أن يُلقَوا بما يَكرَهون ويُعطَوا؛ فانظُرْ إلى خَصلةٍ غَطَّت على مِثلِ اللُّؤمِ فالزَمْها، وانظُرْ إلى خَصلةٍ عَفَّت على مِثلِ الكَرَمِ فاجتَنِبْها. ألم تسمَعْ إلى قولِ حاتمٍ الطَّائيِّ:
أُضاحِكُ ضيفي قبلَ إنزالِ رَحْلِه
ويُخصِبُ عندي والمحَلُّ جَديبُ
وما الخِصبُ للأضيافِ أن يَكثُرَ القِرى
ولكِنَّما وَجهُ الكريمِ خَصيبُ)
[4708] ((العقد الفريد)) لابن عبد ربه (2/ 199). .
- وقال
ابنُ عُثَيمين: (ينبغي أن يقابِلَ المرءُ غيرَه بالبِشرِ والسَّماحةِ وانطِلاقِ الوَجهِ؛ ولهذا كان من أوصافِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أنَّه كان دائِمَ البِشرِ، كثيرَ التَّبسُّمِ. وضِدُّه العُبوسُ والتَّقطيبُ وعدَمُ الانشراحِ؛ فإنَّ هذا يوجِبُ لغيرِك أن يَنفِرَ منك، وكذلك أيضًا يوجِبُ ألَّا يأنَسَ بك أحَدٌ)
[4709] يُنظَر: ((تفسير ابن عثيمين - سورة القصص)) (ص: 102). .
وقال حُسينٌ المهديُّ: (الابتهاجُ والسُّرورُ هما الصُّورةُ المُشرِقةُ المريحةُ الجميلةُ لكُلِّ وَجهٍ، وعَكسُهما العُبوسُ وتقطيبُ الحاجِبَينِ، وهما الصُّورةُ المُزعِجةُ لكُلِّ إنسانٍ)
[4710] ((صيد الأفكار في الأدب والأخلاق والحكم والأمثال)) (2/ 311). .
وقال أيضًا: (لن يحصُدَ العابسون وهم يَشمَخون بأنوفِهم على النَّاسِ غيرَ بُغضِ النَّاسِ وازدِرائِهم لهم؛ فالعُبوسُ والغِلظةُ والفَظاضةُ كُلُّها مترادفاتٌ لا تجلِبُ لصاحِبِها إلَّا الفُرْقةَ والنُّفورَ)
[4711] ((صيد الأفكار في الأدب والأخلاق والحكم والأمثال)) (1/ 220). .
وقال أحمد أمين: (ليس المبتَسِمون للحياةِ أسعَدَ حالًا لأنفُسِهم فقط، بل هم كذلك أقدَرُ على العَمَلِ، وأكثَرُ احتِمالًا للمسؤوليَّةِ، وأصلَحُ لمواجهةِ الشَّدائدِ ومعالجةِ الصِّعابِ، والإتيانِ بعظائِمِ الأمورِ التي تنفعُهم وتنفَعُ النَّاسَ.
لو خُيِّرتُ بَيْنَ مالٍ كثيرٍ أو منصِبٍ خطيرٍ، وبينَ نَفسٍ راضيةٍ باسمةٍ، لاختَرْتُ الثَّانيةَ، فما المالُ مع العُبوسِ؟! وما المنصِبُ مع انقباضِ النَّفسِ؟! وما كُلُّ ما في الحياةِ إذا كان صاحِبُه ضَيِّقًا حَرِجًا كأنَّه عائدٌ من جنازةِ حَبيبٍ؟! وما جمالُ الزَّوجةِ إذا عبَسَت وقَلَبَت بيتَها جحيمًا؟! لَخيرٌ منها ألفَ مَرَّةٍ زوجةٌ لم تبلُغْ مَبلَغَها في الجمالِ، وجعَلَت بيتَها جَنَّةً)
[4712] ((فيض الخاطر)) (6/ 148). .