سابعًا: أسبابُ الوقوعِ في الغِيبةِ
توجَدُ بعضُ الأسبابِ التي تجعَلُ الإنسانَ يَقَعُ في براثِنِ الغِيبةِ ومساوِئِها، ومن تلك الأسبابِ:
1- (كراهيتُه الباطِنةُ لِمن يغتابُ، مع عَدَمِ رَغبتِه بإظهارِ كراهيتِه؛ لئلَّا تتحَوَّلَ إلى عداوةٍ ظاهرةٍ.
2- المنافَسةُ التي ولَّدَت حَسَدًا، والحَسودُ لا يُحِبُّ أن يُعرَفَ عنه الحَسَدُ.
3- الرَّغبةُ بأن يُبَرِّرَ المغتابُ في نظَرِ النَّاسِ ما عرَفوه عنه من معايبَ وقبائِحَ، فإذا ذَكَر أمامَهم من يحترمونه بأنَّ له من العُيوبِ والقبائِحِ مِثلَ عُيوبِه وقبائِحِه، خَفَّ إنكارُهم عليه)
[5639] ((الأخلاق الإسلامية وأسسها)) لعبد الرحمن حبنكة الميداني (2/231). .
4- تَشَفِّي الغيظِ، بأن يجريَ من إنسانٍ في حَقِّ آخَرَ سَبَبٌ يُهَيِّجُ غَيظَه، فكلَّما هاج غَضَبُه تشفَّى بغِيبةِ صاحِبِه.
5- مُوافَقةُ الأقرانِ ومجامَلةُ الرُّفَقاءِ، ومُساعدتُهم على الغِيبةِ؛ فإنَّه يُخشى إن أنكَرَ عليهم أن يستَثقِلوه.
6- إرادةُ رَفعِ نَفسِه بتنقيصِ غَيرِه، فيقولُ: فلانٌ جاهِلٌ وفَهمُه رَكيكٌ.
7- اللَّعِبُ والهَزْلُ، فيَذكُرُ غيرَه بما يُضحَكُ له على سبيلِ المحاكاةِ.
8- كثرةُ الفراغِ، والشُّعورُ بالمَلَلِ والسَّأمِ، فيَشتَغِلُ بالنَّاسِ وأعراضِهم وعيوبِهم.
9- التَّقرُّبُ لدى أصحابِ الأعمالِ والمسؤولينَ عن طريقِ ذَمِّ العامِلينَ معه؛ ليرتقيَ لمنصِبٍ أفضَلَ، أو ليُقالَ عنه: مواظِبٌ
[5640] ((حصائد الألسن)) لحسين العوايشة (85-87) بتصرُّفٍ. .
10- الظُّهورُ بمَظهَرِ الغَضَبِ للهِ على من يرتَكِبُ المُنكَرَ، فيُظهِرُ غَضَبَه ويذكُرُ اسمَه، مِثلُ أن يقولَ: فلانٌ لا يستحيي من اللهِ؛ يفعَلُ كذا وكذا. ويقَعُ في عِرضِه بالغِيبةِ.
11- إظهارُ الرَّحمةِ، والتَّصنُّعُ بمواساةِ الآخَرين، كأن يقولَ لغَيرِه من النَّاسِ: مِسكينٌ فُلانٌ، قد غمَّني أمرُه وما هو فيه من المعاصي
[5641] ((آفات اللسان في ضوء الكتاب والسنة)) لسعيد بن علي القحطاني (ص: 20). ويُنظَر: ((إحياء علوم الدين)) للغزالي (3/146). .
12- ضَعفُ التَّربيةِ الإيمانيَّةِ، وعَدَمُ التَّنبُّهِ لعَظَمةِ مَن تعصي.
13- جَهلُ المغتابِ بحُكمِ الغِيبةِ، وعواقِبِها الوخيمةِ والسَّيِّئةِ، التي تورِثُ غَضَبَ اللهِ وسَخَطَه.
14- تَنشئةُ الفَردِ تَنشِئةً سَيِّئةً بعيدةً عن الأخلاقِ والتَّعاليمِ الإسلاميَّةِ.
15- صُحبةُ الأشرارِ الذين هم بعيدون عن الآدابِ الإسلاميَّةِ السَّليمةِ؛ فــ
((المرءُ على دينِ خليلِه)) [5642] رواه مطوَّلًا أبو داود (4833)، والترمذي (2378)، وأحمد (8417) واللفظ له من حديثِ أبي هُرَيرةَ رَضِيَ اللهُ عنه. صحَّحه ابنُ باز في ((مجموع الفتاوى)) (6/306)، وحسَّنه ابنُ حجر في ((الأمالي المطلقة)) (151)، والألباني في ((صحيح سنن أبي داود)) (4833)، والوادعي في ((الصحيح المسند)) (1288)، وقال الترمذي: حسنٌ غريبٌ. .
16- حُضورُ المجالِسِ والتَّجمُّعاتِ التي تخلو من ذِكرِ اللهِ، ويَكثُرُ فيها الغِيبةُ والنَّميمةُ.
17- الطَّمَعُ وحُبُّ الدُّنيا والحِرصُ عليها.