ب- مِن الأمثالِ والحِكَمِ
- شَمَّرَ ثَروانُ وصاوٍ هُكَعةٌ.
يُقالُ: رَجُلٌ ثَروانُ: إذا كان كثيرَ المالِ، والصَّاوي: اليابِسُ، يُقالُ: صَوى يَصوي صَوِيًّا: إذا يَبِسَ، والهُكَعةُ: الأحمَقُ الكَسلانُ.
يُضرَبُ للغَنيِّ المُشمِّرِ الجادِّ في أمرِه، يُباهيه ويُباريه كَسْلانُ رَثُّ الحالِ، فمِن أينَ يلتَقيانِ
[6313] يُنظَر: ((مجمع الأمثال)) للميداني (1/ 371). ؟
- إنَّ السِّلاءَ لِمَن أقامَ ووَلَّدَ.
يُقالُ: سَلأتُ السَّمنَ سَلأً: إذا أذبتَه، والسِّلاءُ بالمَدِّ: المَسلوءُ، يعني أنَّ النِّتاجَ ومَنافِعَه لمَن أقامَ وأعانَ على الوِلادةِ، لا لِمَن غَفل وأهمَل. يُضرَبُ في ذَمِّ الكَسَلِ
[6314] يُنظَر: ((مجمع الأمثال)) للميداني (1/ 77). .
- زَوَّجَ العَجزُ بِنْتَه للتَّواني
فغَدا مِن نِتاجِها الحِرمانُ
أي: تَزَوَّجَ الكَسَلُ بِنتَ العَجزِ، فكان الحِرمانُ ولدَهما
[6315] يُنظَر: ((السحر الحلال في الحكم والأمثال)) للهاشمي (ص: 109) ((نظم اللآل في الحكم والأمثال)) لعبد اللهِ فكري (ص: 18). .
- ورِداءُ الفقرِ مِن نَسجِ الكَسَلِ.
أي: عاقِبةُ الكَسَلِ الفَقرُ
[6316] يُنظَر: ((أدب الدنيا والدين)) للماوردي (ص: 216)، ((مجمع الحكم والأمثال)) أحمد قيش (5/ 479)، ((نظم اللآل في الحكم والأمثال) لعبد اللهِ فكري (ص: 47). .
- أعجَزُ مِن هِلْباجةٍ
وهو النَّؤومُ الكَسلانُ، وقيل: الثَّقيلُ الجافي
[6317] ((جمهرة الأمثال)) (2/ 76). .
- قَولُهم: كَلبٌ عَسَّ خَيرٌ مِن أسَدٍ رَبَض
يقولُ: الرَّجُلُ الضَّعيفُ المُضطَرِبُ المُحتَرِفُ خَيرٌ لنَفسِه ولأهلِه مِن القَويِّ الكَسلانِ.
وعَسَّ واعتَسَّ: إذا طوَّف والتَمَسَ، ومنه سُمِّي الطَّوافُ باللَّيلِ عَسَسًا، واحِدُهم عاسٌّ، مِثلُ: خادِمٍ وخَدَمٍ
[6318] ((جمهرة الأمثال)) (2/ 146). .
- رَوِّ تَحزَمْ، فإذا استَوضَحتَ فاعزِمْ!
يُقالُ: رَوَّيتُ في الأمرِ -بالتَّضعيفِ-: نَظَرتُ فيه وتَفَكَّرتُ، والحَزمُ والحَزامةُ: ضَبطُ الأمرِ والأخذُ فيه بالقوَّةِ والجِدِّ.
ومَعنى المَثَلِ: تَحذيرٌ مِن الفُتورِ بَعدَ الحَزمِ والجِدِّ؛ لأنَّ مِن حَزمِ الإنسانِ أن يتَرَوَّى في الأمرِ ويتَفكَّرَ في مَجاريه وعَواقِبِه إذا أرادَ أن يأتيَه، حتَّى إذا تَبَيَّنَ له أنَّه مَحمودٌ فليُقدِمْ عليه بعَزمٍ، ولا يتَوانَ فيه حتَّى يُدرِكَه فُتورٌ فيتَعَطَّلَ
[6319] يُنظر: ((زهر الأكم في الأمثال والحكم)) لنور الدين اليوسي (3/ 71). .
- و(قال بَعضُ الحُكَماءِ في وصيَّتِه: إيَّاك والكَسَلَ والضَّجَرَ؛ فإنَّ الكَسَلَ لا ينهَضُ لمَكرُمةٍ، والضَّجِرُ إذا نَهَضَ إليها لا يَصبرُ عليها، والضَّجَرُ مُتَولِّدٌ عن الكَسَلِ والعَجزِ)
[6320] ((مفتاح دار السعادة)) (1/113). .
- وقد قيل في مَنثورِ الحِكَمِ: (مَن دامَ كَسَلُه خابَ أمَلُه)
[6321] ((أدب الدنيا والدين)) للماوردي (ص: 320). .
وقال بَعضُ الحُكماءِ: (نَكَح العَجزُ التَّواني فخَرَجَ منهما النَّدامةُ، ونَكحَ الشُّؤمُ الكَسَلَ فخَرَجَ منهما الحِرمانُ)
[6322] ((أدب الدنيا والدين)) للماوردي (ص: 320). .
- وقيل: (مَن طَلَب المَعالي استَقبَل العَوالي، مَن لازَمَ الرُّقاد فاتَه المُراد)
[6323] ((التبصرة)) لابن الجوزي (2/ 24). .
- (وقد قيل: الكَسَلُ مَزلَقةُ الرِّبحِ، وآفةُ الصَّنائِعِ، وأرَضةٌ في البَضائِعِ، وإذا رَقدَتِ النَّفسُ في فِراشِ الكَسَلِ استَغرَقَها نَومُ الغَفلةِ عن صالحِ العَمَلِ. ومَن أضاعَ الفُرصةَ تَجَرَّع الغُصَّةَ. والتَّسويفُ سُمُّ الأعمالِ، وعَدُوُّ الكَمالِ)
[6324] يُنظَر: ((نفح الطيب)) للمقري التلمساني (6/ 332)، ((موارد الظمآن)) لعبد العزيز السلمان (3/35). .