ج- من أقوالِ السَّلَفِ والعُلَماءِ
- عن
عائشةَ رَضِيَ اللَّهُ عنها، قالت: (إنَّكم لتُغفِلون أفضَلَ العبادةِ: التَّواضُعَ)
[2208] رواه ابنُ المبارك في ((الزهد)) (393)، وابن أبي الدنيا في ((التواضع والخمول)) (80) وأبو داود في ((الزهد)) (286) قال ابنُ الجوزي في ((العلل المتناهية)) (2/812): رواه الحفَّاظُ عن عائشةَ رَضِيَ اللهُ عنها موقوفًا. ويُنظَر: ((الأمالي المطلقة)) لابن حجر العسقلاني (96). .
- وقال مُعاذُ بنُ جَبَلٍ رَضِيَ اللَّهُ عنه: (لا يَبلُغُ عبدٌ ذُرى
[2209] ذُرى الشَّيءِ: أعاليه. يُنظَر: ((الصحاح)) للجوهري (6/ 2345). الإيمانِ حتَّى يكونَ التَّواضُعُ أحَبَّ إليه من الشَّرَفِ، وما قَلَّ من الدُّنيا أحَبَّ إليه ممَّا كثُرَ، ويكونَ من أحَبَّ وأبغضَ في الحَقِّ سواءً، يحكُمُ للنَّاسِ كما يحكُمُ لنفسِه وأهلِ بيتِه)
[2210] رواه ابنُ المبارك في ((الزهد)) (2/52). .
- وعن
ابنِ مسعودٍ رَضِيَ اللَّهُ عنه، قال: (مَن يُرائي يُرائي اللَّهُ به، ومَن يُسَمِّعْ يُسَمِّعِ اللَّهُ به، ومن تطاوَل تعظمُّا خَفَضه اللَّهُ، ومن تواضَع تخشُّعًا رفَعَه اللَّهُ)
[2211]رواه ابنُ المبارك في ((الزهد)) (2/ 18). .
- وقال قَتادةُ: (مَن أُعطِيَ مالًا أو جَمالًا وثيابًا وعِلمًا، ثمَّ لم يتواضَعْ، كان عليه وَبالًا يومَ القيامةِ)
[2212]رواه ابنُ أبي الدنيا في ((التواضع والخمول)) (90). .
- وقال يحيى بنُ الحكَمِ بنِ أبي العاصِ لعبدِ المَلِكِ: (أيُّ الرِّجالِ أفضَلُ؟ قال: من تواضَعَ عن رفعةٍ، وزَهِدَ على قُدرةٍ، وتَرَك النُّصرةَ على قَومِه)
[2213]رواه ابنُ أبي الدنيا في ((التواضع والخمول)) (94). .
- وقال إبراهيمُ بنُ شَيبانَ: (الشَّرَفُ في التَّواضُعِ، والعِزُّ في التَّقوى، والحريَّةُ في القناعةِ)
[2214] ((الرسالة القشيرية)) للقشيري (1/ 279). .
- وقال يحيى بنُ أبي كثيرٍ: (أفضَلُ الأعمالِ الوَرَعُ، وأفضلُ العبادةِ التَّواضُعُ)
[2215] ((حلية الأولياء)) لأبي نعيم (3/ 68). .
- وقال
عُروةُ بنُ الزُّبَيرِ: (التَّواضُعُ أحدُ مَصايدِ الشَّرَفِ. وكُلُّ ذي نعمةٍ محسودٌ عليها إلَّا التَّواضُعَ)
[2216] يُنظَر: ((تنبيه الغافلين)) للسمرقندي (ص: 185). .
- وقال عبدُ اللَّهِ بنُ المعتَزِّ: (التَّواضُعُ سُلَّمُ الشَّرَفِ)
[2217] ((الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع)) للخطيب البغدادي (1/ 351). .
- وقال
الفُضَيلُ بنُ عِياضٍ: (إنَّ اللَّهَ تعالى يحبُّ العالِمَ المتواضِعَ، ويُبغِضُ العالمَ الجبَّارَ، ومن تواضَع للهِ ورَّثه اللَّهُ الحِكمةَ)
[2218] ((الفقيه والمتفقه)) للخطيب البغدادي (2/ 230)، ((تاريخ دمشق)) لابن عساكر (48/ 417). .
- وعن عَونِ بنِ عبدِ اللَّهِ، قال: (مَن كان في صورةٍ حَسَنةٍ، أو في موضِعٍ لا يَشينُه، ووُسِّع عليه من الرِّزقِ، ثمَّ تواضَعَ للهِ؛ كان من خاصَّةِ اللَّهِ)
[2219] ((حلية الأولياء)) لأبي نعيم (4/ 249، 250). .
- وقال ذو النُّونِ المصريُّ: (علامةُ السَّعادةِ ثلاثٌ: متى ما زيدَ في عُمُرِه نَقَص مِن حِرصِه، ومتى زيدَ في مالِه زيدَ في سخائِه، ومتى زيدَ في قَدرِه زيدَ في تواضُعِه. وعلامةُ الشَّقاءِ ثلاثٌ: متى ما زيدَ في عُمُرِه زيدَ في حرصِه، ومتى ما زيدَ في مالِه زيدَ في بخلِه، ومتى ما زيدَ في قَدرِه زيدَ في تجبُّرِه وقَهرِه وتكَبُّرِه)
[2220] ((لباب الآداب)) لأسامة بن منقذ (1/ 255). .
- وقال ابنُ الحاجِّ: (من أراد الرِّفعةَ فليتواضَعْ للهِ تعالى؛ فإنَّ العزَّةَ لا تقعُ إلَّا بقَدرِ النُّزولِ؛ ألا ترى أنَّ الماءَ لمَّا نزَل إلى أصلِ الشَّجَرةِ صَعِد إلى أعلاها، فكأنَّ سائلًا سأله: ما صَعِد بك هاهنا -أعني في رأسِ الشَّجَرةِ- وأنت قد نزَلْتَ تحتَ أصلِها؟ فكأنَّ لسانِ حالِه يقولُ: من تواضَع للهِ رفَعَه اللَّهُ)
[2221] ((المدخل)) (2/ 120). .
- وقال
ابنُ القَيِّمِ: (من علاماتِ السَّعادةِ والفلاحِ أنَّ العبدَ كُلَّما زيدَ في عِلمِه زيدَ في تواضُعِه ورحمتِه، وكلَّما زيدَ في عَمَلِه زيدَ في خوفِه وحَذَرِه، وكلَّما زيدَ في عُمُرِه نَقَص من حرصِه، وكلَّما زيدَ في مالِه زيدَ في سخائِه وبَذلِه، وكلَّما زيدَ في قَدْرِه وجاهِه زيدَ في قُربِه من النَّاسِ وقضاءِ حوائِجِهم والتَّواضُعِ لهم.
وعلاماتُ الشَّقاوةِ أنَّه كلَّما زيدَ في عِلمِه زيدَ في كِبرِه وتِيهِه، وكلَّما زيدَ في عَمَلِه زيدَ في فَخرِه واحتقارِه للنَّاسِ وحُسنِ ظَنِّه بنفسِه، وكلَّما زيدَ في عُمُرِه زيدَ في حِرصِه، وكلَّما زيدَ في مالِه زيدَ في بخلِه وإمساكِه، وكلَّما زيدَ في قَدرِه وجاهِه زيدَ في كِبرِه وتِيهِه. وهذه الأمورُ ابتلاءٌ من اللَّهِ وامتحانٌ يبتلي بها عبادَه فيَسعَدُ بها أقوامٌ ويشقى بها أقوامٌ)
[2222] ((الفوائد)) (ص: 155). .