سابعًا: مظاهِرُ التَّودُّدِ وصُوَرُه
1- إحسانُ العِشرةِ؛ قال تعالى:
إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ [المائدة: 13] ، وقال عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ:
((وَكُونُوا عِبَادَ اللَّهِ إِخْوَانًا)) [2445] أخرجه البخاري (6076)، ومسلم (2559) مطوَّلًا من حديثِ أنسِ بنِ مالكٍ رَضِيَ اللهُ عنه. ، أي: كونوا كإخوانِ النَّسبِ المُتحابِّينَ في التَّوادُدِ والشَّفقةِ والرَّحمةِ والمُواساةِ والمُعاوَنةِ والنَّصيحةِ
[2446] ((شرح مسلم)) للنووي (16/ 116)، ((شرح سنن أبي داود)) لابن رسلان (18/ 666). ، قال بكرُ بنُ عبدِ اللهِ: (ما عليك أن تُنزِلَ النَّاسَ منزِلةَ أهلِ البيتِ؛ فتُنزِلَ مَن كان أكبَرَ منك منزِلةَ أبيك، وتُنزِلَ مَن كان منهم قَرينَك منزِلةَ أخيك، وتُنزِلَ مَن كان أصغَرَ منك منزِلةَ ولَدِك)
[2447] ((مداراة الناس)) لابن أبي الدنيا (ص: 54) رقم (53). .
2- حُسنُ التَّعامُلِ بطيِّبِ الكلامِ، وبَسطِ الوَجهِ؛ قال
عُروةُ بنُ الزُّبَيرِ: (مكتوبٌ في الحكمةِ: لتكنْ كلِمتُك طيِّبةً، وليكنْ وَجهُك بَسطًا؛ تكنْ أحَبَّ إلى النَّاسِ ممَّن يُعطيهم العَطاءَ)
[2448] ((الخطب والمواعظ)) للقاسم بن سلام (ص: 179). ، وأنشَد عليُّ بنُ مُحمَّدٍ البسَّاميُّ:
أعاشِرُ مَعشَري في كُلِّ أمرٍ
بأحسَنِ ما أُريتُ وما رأَيتُ
وأجتنِبُ المقابِحَ حيثُ كانت
وأترُكُ ما هَوِيتُ وما فَريتُ
[2449] ((روضة العقلاء)) لابن حبان (ص: 66). .
3- صِلةُ النَّاسِ بما في يدَيه مِن الدُّنيا، وبذلُ الصَّدقاتِ والهدايا.
4- التَّجاوُزُ عمَّا يكونُ مِن المُتودَّدِ إليه؛ قال
عُمرُ بنُ عبدِ العزيزِ: (يا بُنيَّ، إذا سمِعْتَ كلمةً مِن مُسلِمٍ فاحمِلْها على أحسَنِ ما تجِدُ حتَّى لا تجِدَ مَحمَلًا)
[2450] ((مداراة الناس)) لابن أبي الدنيا (ص: 48) رقم (39). .
5- حُسنُ الاستماعِ، والإقبالُ على المُتكلِّمِ.
6- المُثابَرةُ على قضاءِ حوائِجِ النَّاسِ، والصَّبرُ على جفائِهم.
7- التَّغافُلُ عمَّا يكونُ مِن الإخوانِ؛ قال الحَسنُ بنُ وَهبٍ: (مِن حُقوقِ المودَّةِ: أخذُ عَفوِ الإخوانِ، والإغضاءُ عن تقصيرٍ إن كان)
[2451] يُنظَر: ((أدب الدنيا والدين)) للماوردي (ص: 174)، ((شرح مقامات الحريري)) للشريشي (1/ 465). .
8- المُشارَكةُ في الأفراحِ والأحزانِ والزِّيارةِ، وعيادةُ المرضى، وتسليةُ المُصابِ، وتعزيتُه.