المَطْلَبُ الثَّامِنُ: إبْدالُ المِيمِ
أُبدِلتِ المِيمُ مِن أرْبَعةِ أحْرُفٍ، هي: الواوُ والياءُ، والنُّونُ واللَّامُ.
فأمَّا إبْدالُها مِنَ الواوِ فإبْدالٌ لازِمٌ في كَلِمةٍ واحِدةٍ، وهي: فَمٌ، وأصْلُها: فَوْهٌ
[1520] يُنظر: ((شرح التصريح)) للأزهري (2/ 742). .
إبْدالُ المِيمِ مِنَ النُّونِ:أُبدِلتِ المِيمُ مِنَ النُّونِ في كَلِمةِ البَنانِ: قالوا: البَنامُ، كقَولِ رُؤْبةَ بنِ العجَّاجِ مِنَ الرَّجَز:
يا هالَ ذاتَ المَنْطِقِ التِّمتامِ
وكفِّك المُخَضَّبِ البَنامِ
[1521] يُنظر: ((سر صناعة الإعراب)) لابن جني (2/ 96). أُبدِلتِ المِيمُ مِنَ النُّونِ في قَولِ العَربِ: طامه اللهُ على الخَيرِ، والأصْلُ: طانَهُ اللهُ على الخَيرِ، أيُ: جَبَلَهُ، كقَولِه:
لقد كان حُرًّا يَستحِي أنْ تَضُمَّه
ألَا تلك نفْسٌ طِيْنَ فيها حَياؤُها
[1522] يُنظر: ((الإبْدال)) لأبي الطيب اللغوي (2/ 428)، ((الممتع الكبير)) لابن عصفور (ص: 260، 261). وعندَ أبي حيَّانَ أنَّهما أصْلَان
[1523] يُنظر: ((الارتشاف)) لأبي حيان (ص: 324). .
أُبدِلتِ المِيمُ مِنَ النُّونِ في حَنْظَل، وأنْغَرَتِ الشَّاةُ؛ يَقولون: حَمْظَل، وأمْغَرَتِ الشَّاةُ، أيْ: إذا خرَج معَ لبنِها دَمٌ بِسببِ داءٍ أصابها
[1524] يُنظر: ((الارتشاف)) لأبي حيان (1/ 323، 324)، ((المساعد)) لابن عقيل (4/ 226). .
إبْدالُ المِيمِ مِنَ الباءِ:أُبدِلتِ المِيمُ مِنَ الباءِ في قولِهم لِلسَّحابِ الأبْيضِ الَّذي يَمُرُّ أَواخِرَ الرَّبيعِ: بَناتُ مَخْرٍ، والأصْلُ: بَنات بَخْرٍ
[1525] سحائِبُ يأتين قُبُلَ الصَّيفِ بِيضٌ مُنتَصِباتٌ في السَّماءِ. يُنظر: ((المحكم والمحيط الأعظم)) لابن سيده (10/ 241)، ((شمس العلوم ودواء كلام العرب من الكلوم)) لنشوان الحميري (1/ 441). ، وإنَّما كان الأصْلُ بالباءِ؛ لأنَّ البَخْرَ مُشتَقٌّ مِنَ البُخارِ؛ لأنَّ السَّحابَ يَنشأ في الأصْلِ عن بُخارِ البَحرِ؛ قال طَرَفةُ مِنَ الرَّمَل:
كبَناتِ المَخْرِ يَمأدْنَ كما
أنْبتَ الصَّيفُ عساليجَ الخَضِرْ
[1526] يمأَدْنَ: يتمايَلْنَ، العساليجُ: الغُصُونُ الخُضْرُ اللَّيِّنةُ. ينظر: ((لسان العرب)) لابن منظور (3/ 411)، و(2/ 324) أُبدِلتِ المِيمُ مِنَ الباءِ في قولِ العَربِ: ما زال راتمًا على كذا، أيْ: ما زال راتِبًا، أيْ: مُقِيمًا.
أُبدِلتِ المِيمُ مِنَ الباءِ في قولِهم: رأيتُه مِن كَثَمٍ، أيْ: رأيتُه مِن كَثَبٍ، أيْ: مِن قُرْبٍ، والدَّليلُ على أنَّ الأصْلَ بِالباءِ أنَّهم قالوا: قد أكْثبَ هذا الأمْرُ، ولم يقولوا: قد أكْثمَ.
أُبدِلتِ المِيمُ مِنَ الباءِ في قولِهم: نُغَم، والأصْلُ: نُغَب جَمْعُ نُغْبة، وهِيَ الجُرعةُ، كقولِه مِنَ البَسيط:
فبادَرَتْ شِرْبَها عَجْلى مُثابِرَةً
حتَّى اسْتَقتْ دُونَ مَحْنى جِيدِها نُغَما
[1527] يُنظر: ((الممتع الكبير)) لابن عصفور (ص: 260). إبْدالُ المِيمِ مِنَ اللَّامِ:أُبدِلتِ المِيمُ مِن لامِ التَّعريفِ وهِيَ طائِيَّةٌ، ومنه قولُه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: (ليس مِن امْبرِّ امْصيامُ في امْسفرِ
)
[1528] أخرجه أحمد (23679)، والطبراني (19/172) (387) من حديث كعب بن عاصم الأشعرى رضي الله عنه والحديث بلفظ: ((ليس من البر الصيام في السفر)) أخرجه النسائي (2255)، وابن ماجه (1664) ويُنظر: ((الممتع الكبير)) لابن عصفور (ص: 261). .