موسوعة اللغة العربية

المَبحَثُ التَّاسِعُ: مَسائِلُ نَحَّاها عِلمُ اللُّغةِ الحَديثُ مِن مَجالِ بَحْثِه


أبعَدَ المُحدَثون مِن مَجالِ بَحْثِهم -مؤقَّتًا- مَسائِلَ رأَوا أنَّها لا تتَّفِقُ معَ طَبيعةِ العِلمِ الَّتي اتَّصفتْ بها الدِّراساتُ اللُّغويَّةُ، ومِن ذلك التَّصنيفاتُ العامَّةُ للُّغاتِ، فإنَّ ثَمَّةَ عيوبًا في النَّتائِجِ الَّتي وصَل إليها القُدَماءُ في هذا الصَّددِ، والمُلاحَظُ أنَّ المُحدَثينَ أخَذوا يَنفِرون مِنَ التَّعميماتِ، ويُنفِقون جُهدَهم في استِقصاءِ مَسائِلَ جُزئيَّةٍ، وكاد التَّعميمُ عندَهم يُصبِحُ شرًّا مِنَ الشُّرورِ، كما قال جِسْبِرسِن، وعندَه أنَّه لا يَجوزُ التَّسليمُ بهذا. فمِن طَبيعةِ العِلمِ أن يَستهدِفَ تَعميماتٍ أعرَضَ وأعرَضَ، ومُعدَّلاتٍ أشمَلَ وأشمَلَ حتَّى يَصِلَ آخِرَ الأمرِ إلى تَوحيدِ المَعرِفةِ الذي تَحدَّثَ عنه هِرْبِرْت سِبِنْسِر: Herbert Spencer، وقد أهمَل اللُّغويُّون كذلك المُشكلاتِ المُتعلِّقةَ بتَقويمِ اللُّغةِ: Valuation، إنَّهم يَرفُضون البَحثَ في تَفضيلِ صِيغةٍ على صِيغةٍ، أو كَلِمةٍ على كَلِمةٍ، أوِ البَحثَ في صِحَّةِ الكَلامِ [73] يُنظَر: ((علم اللغة مقدمة للقارئ العَربي)) لمحمود السعران (ص: 281)، نقلًا عن كتاب ((اللغة)) لجسبرسن. .

انظر أيضا: