الفرعُ الرابِعُ: الهمزةُ في وسَطِ الكَلِمةِ (المتوسِّطة)
رسمُ الهمزةِ في وسَطِ الكَلِمةِ مُرتَبِطٌ بشيئينِ: حركةِ الحَرفِ الذي قبلها، وحَركةِ الهَمزةِ.
والحركاتُ ليست كُلُّها في نفسِ القُوَّةِ، بل الكَسرةُ أقوى الحركاتِ، وتناسِبُها الياءُ، ثم الضَّمَّةُ، وتناسِبُها الواوُ، ثم الفتحةُ، وتُناسِبُها الألِفُ.
أحوالُ الهمزةِ المتوسِّطةِ:1- تُرسَم على ياءٍ في حالتينِ:أ- إذا كانت مكسورةً؛ لأنَّ الكسرةَ أقوى الحركاتِ
سواءٌ كان ما قبلها مكسورًا، مِثلُ: مِئِين
[24] جمْعُ مِئَةٍ. ، مُخْطِئِين، تُبَرِّئين، أبْطِئِي.
أو مضمومًا، مِثلُ: سُئِلَ، رُئِيَ، تَوْضُئِينَ
[25] هذا الفعلُ للمخاطَبةِ المؤنَّثةِ مِن: وَضُأَ يَوْضُؤ وَضاءةً، وهي: الحُسْن والنَّظافة. مِن باب كَرُمَ يَكْرُمُ. يُنظَر: ((تاج العروس)) للزَّبيدي (1/ 489). .
أو مفتوحًا، مِثلُ: مُطْمَئِن، يَتَّئِد، رَئِيس، بَئِيس، يَكْتَئِب.
أو ساكنًا (صحيحًا أو حَرْفَ عِلَّة)، مِثلُ: جُزْئِي، يُلَائِم، مَوئِل.
ب- إذا كان ما قبلها مكسورًا.سواءٌ كانت مضمومةً، مثل: قارِئُون، تُهَدِّئون.
أو مفتوحةً، مِثلُ: لِئام، فِئَة.
أو ساكنةً، مِثلُ: بِئْر، ذِئْب، مِئْزَر، اطمِئْنان، استِئْثار، ائْتَمَن
[26] كلُّ صيغة (افْتَعَل) إذا كان الفعل مبنيًّا للمعلوم، وكانت فاءُ الفعل همزةً؛ فتُكتَب هكذا (ائـ)، مثل: ائْتَمَّ، ائْتَمَنَ، ائْتَزَرَ، وإذا كان الفعل مبنيًّا للمجهول كُتِبت همزتها على الواو، مثل: اؤْتُمِن. يُنظَر: ((المطالع النصرية)) للهوريني (ص: 100، 101) ، شِئْت، جِئْت، شِئْنا جِئْنا.
2- تُرسَم على واوٍ في حالتينِ:أ- إذا كانت مضمومةً وليس ما قبلها مكسورًا [27] يَشمَلُ ذلك ما إذا كان الحرفُ قبلها مضمومًا، أو مفتوحًا، أو ساكنًا، كما في الأمثلة. ، مِثلُ: فُؤوسٌ، تَباطُؤه، رَؤُوف، رَؤُوم، سَؤُول، قَرَؤوا
[28] هناك مذهبٌ آخَرُ في كتابة كلمات (فُؤوسٌ، رَؤُوف، رَؤُوم، سَؤُول، قَرَؤوا) وما يُشْبِهُها، فتُكتَب هكذا: (فُئوسٌ، رَءُوفٌ، رَءُوم، سَئُول، قَرَءُوا)؛ كراهةَ توالي الأمثالِ، أي: حتى لا يأتيَ حَرَفانِ مُتتاليانِ مُتماثلانِ في كلمةٍ واحدةٍ. يُنظَر: ((الإملاء والترقيم في الكتابة العربية)) لعبد العليم إبراهيم (ص: 50)، ((قواعد الإملاء والترقيم)) لعبد السلام هارون (ص: 13). ، مَنْشَؤُه، يَؤُمُّ، يَقْرَؤه، هَؤُلاءِ، تَثَاؤُب، تَفاؤُل، شَاؤُه
[29] بمعنى: أغنامِه، جمعُ شاةٍ، تقولُ العَرَبُ: يَوْمٌ تَوَافَى شَاؤُهُ وَنَعَمُهُ، وهذا مَثَلٌ يُضرَبُ عند اجتماعِ الشَّمْلِ. ، عِبْؤُه.
ب- إذا كان ما قبلها مضمومًا وليست الهمزةُ مكسورةً [30] يشمَلُ ذلك إذا كانت مضمومةً، أو مفتوحةً، أو ساكنةً، كما في الأمثلةِ. ، مِثلُ: شُؤُون، تَجْرُؤون
[31] وفي المذهَبِ الذي يأخُذُ بكراهةِ توالي الأمثالِ تُرسَمُ الهمزةُ في هاتينِ الكلمتينِ وما يُشْبِهُهما هكذا: شُئُون، تَجْرُءُونَ. فإذا كان الحرفُ يتَّصِلُ بما بعده كُتِبَت على نبرةٍ، وإذا كان لا يتَّصِلُ كُتِبت على السَّطرِ. ، سُؤَال، يُؤَجِّل، يُؤَرِّق، مُؤَرِّخ، مُؤْمِن، رُؤْية، لُؤْم، سُؤْر.
3- تُرسَم على الألِف في حالتَين:أ- إذا كانت مفتوحةً وما قبلها مفتوحٌ أو ساكِنٌ، مِثلُ: سَأَلَ، يَسْأَل، فَجْأَة، جُزْأَين، تَوْأَم، سَمَوْأَل
[32] ثَمَّةَ مذهَبٌ آخَرُ في رسمِ الهمزةِ المفتوحةِ وقبْلها واوٌ ساكنة (وْ)، وهو كتابتُها على السَّطرِ، مثل: تَوْءَم، سَمَوْءَل. يُنظَر: ((الإملاء والترقيم في الكتابة العربية)) لعبد العليم إبراهيم (ص: 49)، ((قواعد الإملاء والترقيم)) لعبد السلام هارون (ص: 15). .
ب- إذا كانت ساكنةً وما قبلها مفتوحٌ، مِثلُ: مَأْدُبة، فَأْس، قَرَأْنا، يَأْمُل.
ملحوظةٌ:إذا جاء بعْدَ الهمزةِ ألِفٌ (ا) رُسِمَتا ألِفًا ممدودةً (آ)، مِثلُ: قُرْآن، مَآل، إلا إذا كانت الألِفُ ضميرًا، فتُكتَب كلُّ واحدة على حِدَةٍ، مِثلُ: قَرَأَا، يَقْرَأانِ.
يُسْتثنى من ذلك:1- إذا جاء قبْلَ الهمزةِ المفتوحةِ ألِفٌ، فتُكتَبُ على السَّطرِ، مِثلُ: تساءَل، يَتَثَاءَب، بَرَاءَة، مُساءَلة، قِراءة، غطاءانِ، غطاءينِ.
2- إذا جاء قبْل الهمزة -سواءٌ كانت مضمومةً أو مفتوحةً- ياءٌ ساكنةٌ أو ممدودةٌ، فتُكتَب على نَبْرةٍ، مِثلُ: فَيْئُه شَيْئُه، شَيْئَهُم، يُسِيئُون، يَجِيئُون، فَيْئَة، هَيْئَة، حُطَيْئة، شَيْئَانِ، يَيْئَس.
3- إذا جاء قبْل الهمزةِ المفتوحةِ أو المضمومةِ واوٌ ساكنةٌ، أو واوٌ مُشَدَّدةٌ مضمومةٌ، فتُكتَبُ على السَّطرِ، مِثلُ: مُرُوءَة نُبُوءَة، لنْ يَسُوءَهُ، ضَوْءُه، إنَّ تبوُّءَه، تبوُّءُه.