المَطلَبُ السَّادسُ: نَموذَجٌ مِنَ الكِتابِ
حرفُ التَّاءِ المُثنَّاةِ فَوْقَهات: التَّاءُ مِنَ الحُروفِ المَهْموسةِ، وهي مِنَ الحُروفِ النِّطْعيَّةِ، والطَّاءُ والدَّالُ والثَّاءُ، ثَلاثةٌ في حيِّزٍ واحِدٍ.
فَصْلُ الهَمْزةِ
أبت: أبَتَ اليومُ يَأبَتُ ويَأبُتُ أبْتًا وأُبوتًا، وأبِتَ، بالكَسْرِ، فهو أَبِتٌ وآبِتُ وأَبْتٌ: كلُّه بمَعْنى اشْتدَّ حَرُّه وغَمُّه، وسكَنتْ رِيحُه؛ قال رُؤبةُ:
مِن سافِعاتٍ وهَجيرٍ أبْتِ
وهو يومٌ أبْتٌ، ولَيلةٌ أَبْتةٌ، وكذلك حَمْتٌ وحَمْتةٌ، ومَحْتٌ ومَحْتةٌ: كلُّ هذا في شِدَّةِ الحرِّ، وأنشَد بيتَ رُؤبةَ أيضًا. وأبْتَةُ الغَضَبِ: شِدَّتُه وسَوْرتُه. وتَأبَّتَ الجَمْرُ: احْتَدمَ.
أتت: أتَّه يَؤتُّه أتًّا: غتَّه بالكَلامِ، أو كَبَتَه بالحُجَّةِ وغلَبه. ومَئِتَّةً: مَفْعِلةً.
أرت:
أبو عَمْرٍو: الأُرْتَةُ: الشَّعرُ الَّذي على رَأسِ الحِرباءِ.
أست: تَرجَمَها الجَوهَريُّ، قال أبو زيدٍ: ما زال على اسْتِ الدَّهرِ مَجْنونًا، أي: لم يَزلْ يُعرَفُ بالجُنونِ، وهو مِثلُ أُسِّ الدَّهْرِ، وهو القِدَمُ، فأبْدَلوا مِن إحْدى السِّينَينِ تاءً، كما قالوا للطَّسِّ طَسْتٌ، وأنشَد لأبي نُخَيلةَ:
ما زال مذْ كان على اسْتِ الدَّهرِ
ذا حُمُقٍ يَنْمي وعَقْلٍ يَحْري
قال ابنُ بَرِّيٍّ: مَعْنى يَحْري يَنْقُصُ. وقولُه: على اسْتِ الدَّهرِ، يُريدُ: ما قَدُمَ مِنَ الدَّهْرِ؛ قال: وقد وهِم الجَوهَريُّ في هذا الفَصْلِ بأن جعَل اسْتًا في فَصْلِ أسَتَ، وإنَّما حقُّه أنْ يَذكُرَه في فَصْلِ سَتَهَ، وقد ذكَره أيضًا هناك. قال: وهو الصَّحيحُ؛ لأنَّ هَمْزةَ اسْتٍ مَوصولةٌ بإجْماعٍ، وإذا كانت مَوصولةً فهي زائِدةٌ؛ قال: وقولُه: إنَّهم أبْدَلوا مِنَ السِّينِ في أُسٍّ التَّاءَ، كما أبْدَلوا مِنَ السِّينِ تاءً في قولهم: طَسٌّ، فقالوا: طَسْتٌ- غَلَطٌ؛ لأنَّه كان يَجبُ أنْ يُقالَ فيه: إسْتٌ، بقَطْعِ الهَمْزةِ. قال: ونسَب هذا القولَ إلى أبي زيدٍ، ولم يَقُلْه، وإنَّما ذكَر اسْتَ الدَّهرِ معَ أُسِّ الدَّهرِ؛ لاتِّفاقِهما في المَعْنى لا غيرُ، واللهُ أعْلَمُ.
أفت: أفَتَه عن كذا كأَفَكَه، أي: صَرَفه. والإفْتُ: الكَريمُ مِنَ الإبِلِ، وكذلك الأنْثَى. وقال
أبو عَمْرٍو: الإفْتُ: الكَريمُ. وقال ثَعْلَبٌ: الأَفْتُ، بالفَتْحِ: النَّاقةُ السَّريعةُ، وهي الَّتي تَغلِبُ الإبِلَ على السَّيرِ، وأنشَد لابنِ أحْمَرَ:
كأنِّي لم أقُلْ: عاجِ لأَفْتٍ
تُراوِحُ بعدَ هِزَّتِها الرَّسيما
وفي نُسْخةٍ: الإفْتُ، بالكَسْرِ. التَّهْذيبُ. وقولُ العَجَّاجِ:
إذا بَناتُ الأَرْحبيِّ الأَفْتِ
قال ابنُ الأعْرابيِّ: الأَفْتُ يَعْني النَّاقةَ الَّتي عندَها مِنَ الصَّبرِ والبَقاءِ ما ليس عند غيرِها، كما قال ابنُ أحْمَرَ. وقال
أبو عَمْرٍو: الإفْتُ الكَريمُ؛ قال: كذا في نَسْخةٍ قُرِئتْ على شَمِرٍ:
إذا بَناتُ الأرْحبيِّ الإفْتِ
قال ابنُ الأعْرابيِّ: فلا أدري، أهِيَ لُغةٌ أو خَطَأٌ
[182] ((لِسان العَرب)) لابن منظور (2/3). .