يُقَسِّمُ الثَّعالبيُّ كتابَه قِسمَينِ؛ هما:
1- القِسمُ الأوَّلُ من الكتابِ عُنوانُه "فقه اللُّغة" أقرَبُ إلى معاجِمِ الموضوعاتِ، عبارةٌ عن ثلاثينَ بابًا، تتضمَّنُ ما يناهِزُ سِتَّمائةِ فصلٍ، وتحديدًا خَمسَمائةٍ وخَمسةً وسبعينَ فصلًا، ذكَرها في مُقَدِّمتِه، وهي:
البابُ الأوَّلُ: في الكلِّياتِ، وفيه أربعةَ عَشَرَ فَصلًا.
البابُ الثَّاني: في التَّنزيلِ والتَّمثيلِ، وفيه خمسةُ فصولٍ.
البابُ الثَّالثُ: في الأشياءِ تختلِفُ أسماؤُها وأوصافُها باختلافِ أحوالِها، وفيه ثلاثةُ فصولٍ.
البابُ الرَّابعُ: في أوائِلِ الأشياءِ وأواخرِها، وفيه ثلاثةُ فصولٍ.
البابُ الخامسُ: في صغارِ الأشياءِ وكِبارِها وعظامِها وضخامِها، وفيه عشَرةُ فصولٍ.
البابُ السَّادسُ: في الطُّولِ والقِصَرِ، وفيه أربعةُ فصولٍ.
البابُ السَّابعُ: في اليُبسِ واللِّينِ والرُّطوبةِ، وفيه أربعةُ فصولٍ.
البابُ الثَّامنُ: في الشِّدَّة والشَّديدِ من الأشياءِ، وفيه خمسةُ فصولٍ.
البابُ التَّاسعُ: في الكثرةِ والقلَّةِ، وفيه ثمانيةُ فصولٍ.
البابُ العاشرُ: في سائرِ الأوصافِ والأحوالِ المتضادَّةِ، وفيه سبعةٌ وثلاثون فصلًا.
البابُ الحاديَ عَشَرَ: في المَلءِ والامتلاءِ والصَّفوةِ والخَلاءِ، وفيه عَشَرةُ فصولٍ.
البابُ الثَّاني عَشَرَ: في الشَّيءِ بَينَ الشَّيئينِ، وفيه سِتَّةُ فصولٍ.
البابُ الثَّالِثَ عَشَر: في ضروبِ الألوانِ والآثارِ، وفيه تسعةٌ وعشرونَ فصلًا.
البابُ الرَّابعَ عَشَرَ: في أسنانِ النَّاسِ والدَّوابِّ وتنقُّلِ الحالاتِ بها، وفيه سبعةَ عَشَرَ فصلًا.
البابُ الخامِسَ عَشَرَ: في الأصولِ والأعضاءِ والرُّؤوسِ والأطرافِ وأوصافِها، وما يتولَّدُ منها ويتَّصِلُ بها ويُذكَرُ منها، وفيه ستَّةٌ وستُّون فصلًا.
البابُ السَّادسَ عَشَرَ: في الأمراضِ والأدواءِ وما يتلوها وما يتعلَّقُ بها، وفيه أربعةٌ وعِشرون فصلًا.
البابُ السَّابعَ عَشَرَ: في ضروبِ الحيواناتِ وأوصافِها، وفيه تسعةٌ وثلاثون فصلًا.
البابُ الثَّامِنَ عَشَرَ: في الأحوالِ والأفعالِ الحيوانيَّةِ، وفيه سبعةٌ وعِشرون فصلًا.
البابُ التَّاسِعَ عَشَرَ: في الحركاتِ والأشكالِ والهيئاتِ وضُروبِ الضَّربِ والرَّميِ، وفيه أربعون فصلًا.
البابُ العِشرون: في الأصواتِ وحكاياتِها، وفيه ثلاثةٌ وعِشرون فصلًا.
البابُ الحادي والعِشرون: في الجماعاتِ، وفيه أربعةَ عَشَرَ فصلًا.
البابُ الثَّاني والعِشرون: في القَطعِ والانقِطاعِ والقِطَعِ وما يقارِبُها من الشَّقِّ والكَسرِ وما يتَّصِل بهما، وفيه سبعةٌ وعِشرون فصلًا.
البابُ الثَّالثُ والعِشرون: في اللِّباسِ وما يتَّصِلُ به، والسِّلاحِ وما ينضافُ إليه، وسائِرِ الأدواتِ والآلاتِ وما يأخُذُ مأخَذَها، وفيه تسعةٌ وأربعون فصلًا.
البابُ الرَّابعُ والعِشرون: في الأطعمةِ والأشربةِ وما يناسِبُها، وفيه سبعةَ عَشَرَ فصلًا.
البابُ الخامِسُ والعِشرون: في الآثارِ العُلويَّةِ وما يتلو الأمطارَ مِن ذِكرِ المياهِ وأماكنِها، وفيه ثمانيةَ عَشَرَ فصلًا.
البابُ السَّادسُ والعِشرون: في الأرَضينَ والرِّمالِ والجبالِ والأماكِنِ والمواضِعِ وما يتَّصِلُ بها، وفيه سَبعةَ عَشَرَ فصلًا.
البابُ السَّابعُ والعِشرون: في الحِجارةِ، وفيه ثلاثةُ فصولٍ.
البابُ الثَّامِنُ والعِشرون: في النَّبتِ والزَّرعِ والنَّخيلِ، وفيه سبعةُ فصولٍ.
البابُ التَّاسِعُ والعِشرون: فيما يجري مجرى الموازنةِ بَينَ العَرَبيَّةِ والفارسيَّةِ، وفيه خمسةُ فصولٍ.
البابُ الثَّلاثون: في فنونٍ مختلفةِ التَّرتيبِ من الأسماءِ والأفعالِ والأوصافِ، وفيه تسعةٌ وعِشرون فصلًا [421] يُنظر: ((فقه اللُّغة)) للثعالبي (ص: 23، 24). .
ومن خلالِ موضوعاتِ القِسمِ الأوَّلِ يتبيَّنُ أنَّ مفهومَ فِقهِ اللُّغةِ بوصفِه دراسةً تهتمُّ بالفحصِ العِلميِّ للُّغةِ أو المفهومِ الحديثِ لفقهِ اللُّغةِ، لم يكُنْ هو ما استخدَمه الثَّعالبيُّ [422] يُنظر: ((مصادر التراث العربي)) للسعيد الورقي (ص: 216). ؛ فمُصطلَحُ فِقهِ اللُّغةِ يُطلَقُ في العصرِ الحديثِ على (ذلك العلمِ الذي يحاوِلُ الكشفَ عن أسرارِ اللُّغةِ، والوقوفَ على القوانينِ التي تسيرُ عليها في حياتِها، ومعرفةَ سِرِّ تطوُّرِها، ودراسةَ ظواهِرِها المختلفةِ؛ دراسةً تاريخيَّةً من جانبٍ، ووصفيَّةً من جانبٍ آخَرَ) [423] ((فصول في فقه اللُّغة)) لرمضان عبد التواب (ص: 9). ، وهذا ما لم ينطبِقْ على موضوعاتِ القسمِ الأوَّلِ من الكتابِ الذي سمَّاه الثَّعالبيُّ بـ"فقه اللُّغة"، ومن ثَمَّ يذكُرُ الدكتور علي عبد الواحد وافي أنَّ كتابَ "فقه اللُّغة" للثَّعالبيِّ لم يتضَمَّنْ سوى بحوثٍ قليلةٍ تخُصُّ فِقهَ اللُّغةِ، وذكَرَ منها البابَ التَّاسِعَ والعِشرين من الكتابِ: (فيما يجري مجرى الموازنةِ بَينَ العَرَبيَّةِ والفارسيَّةِ) [424] ((فقه اللُّغة)) لعلي عبد الواحد وافي (ص: 209). ، ومنها أيضًا فصلٌ في: (حِكايةِ العَوارِضِ التي تَعرِضُ لألسِنةِ العَرَبِ) [425] ((فقه اللُّغة)) للثعالبي (ص: 90). ، وفصلٌ في (تسميةِ المتضادَّينِ باسمٍ واحدٍ من غيرِ استقصاءٍ) [426] ((فقه اللُّغة)) للثعالبي (ص: 215). .
ومِن ثَمَّ يتبيَّنُ أنَّ ابنَ فارسٍ في كتابِه "الصَّاحبي" كان أكثَرَ توفيقًا في استخدامِه لمصطلَحِ "فقه اللُّغة" بالمعنى العِلميِّ الحديثِ من الثَّعالبيِّ، ولعَلَّ ذلك راجعٌ إلى أنَّ ابنَ فارسٍ كان أكثَرَ تبحُّرًا في علومِ اللُّغةِ؛ فثقافتُه اللُّغويَّةُ قويَّةٌ، أمَّا الثَّعالبيُّ فتغلِبُ عليه الثَّقافةُ الأدبيَّةُ [427] يُنظر: ((في مصادر التراث العربي)) للدكتور السعيد الورقي (ص: 217). .
2- القِسمُ الثَّاني: وهو "سرُّ العَرَبيَّةِ في مجاري كلامِ العَرَبِ وسَنَنِها، والاستشهادُ بالقرآنِ على أكثَرِها"، وفي هذا القِسمِ يتناوَلُ خصائِصَ اللُّغةِ العَرَبيَّةِ، وطُرُقَ العَرَبِ في التَّعبيرِ؛ فيندرِجُ تحتَ هذا القِسمِ طائفةٌ من القضايا النَّحويَّةِ والصَّرفيَّةِ والبلاغيَّةِ، وهو أقَلُّ حجمًا من القِسمِ الثَّاني، وقَسَّمه فُصولًا لا أبوابًا، ويتضمَّنُ تِسعةً وتِسعينَ فصلًا [428] ((مصادر التراث العربي)) للسعيد الورقي (ص: 218). .