الفَصْلُ التَّاسِعُ: حَرْفُ السِّينِ
ساذَجٌ:جاءَ في الحَديثِ:
((أنَّ النَّجاشِيَّ أهْدى للنَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ خُفَّينِ أَسْوَدَينِ ساذَجَينِ، فلَبِسَهما ثُمَّ تَوَضَّأَ ومَسَحَ عليهما)) [952] أخرجه أبو داود (155)، والترمذي (2820)، وابن ماجه (549) واللَّفظُ له من حَديثِ بُريدةَ بنِ حُصَيبٍ الأسلميِّ رَضِيَ اللهُ عنه. .
وساذِجٌ وساذَجٌ كَلِمةٌ تُوصَفُ بها الحُجَّةُ إذا كانَت غيْرَ بالِغةٍ، ويُوصَفُ بها الثَّوْبُ إذا كانَ على لَوْنٍ واحِدٍ لا يُخالِطُه غيْرُه، وتُوصَفُ به المَرْأةُ الَّتي لم تَتَزيَّنْ، والإنْسانُ السَّاذَجُ عنْدَ المُولَّدينَ هو السَّهْلُ الحَسَنُ الخُلُقِ.
وهو مُعرَّبٌ فارِسيٌّ، وأصْلُه مِن الفارِسيَّةِ الحَديثةِ: سادَه، وبالفَهْلَويَّةِ سادَكْ، وقدْ دَخَلَتِ الكَلِمةُ اللَّهَجاتِ العَربيَّةَ الحَديثةَ عن طَريقِ اللُّغةِ التُّرْكيَّةِ بنفْسِ صيغتِها في الفارِسيَّةِ الحَديثةِ، يُقالُ: شاي ساده، أي: بلا حَليبٍ، وقُماشٌ ساده، أي: ما لا نَقْشَ فيه
[953] يُنظر: ((المحكم)) لابن سيده (7/ 263)، ((المعرَّب)) للجواليقي (ص: 394، 395)، ((لسان العَرب)) لابن منظور (2/ 297)، ((تاج العروس)) للزبيدي (6/ 33)، ((الألْفاظ الفارِسيَّة المعربة)) لأَدِّي شِير (ص: 88). .
سَبيجٌ:جاءَ في حَديثِ قَيْلة:
((وعليها سُبَيِّجٌ لها)) [954] أخرجه الطبراني (25/7) (1)، وأبو نعيم في ((معرفة الصحابة)) (7816) . ، وسُبيِّجٌ: تَصْغيرُ سَبيجٍ.
والسَّبيجُ هو القَميصُ، واشْتَقُّوا مِنه فِعْلًا، وهو تَسبَّجَ بها، أي: لَبِسَها.
وهو مُعرَّبٌ مِن الفارِسيَّةِ، وأصْلُه: شَبيٌّ
[955] يُنظر: ((النهاية في غريب الحديث والأثر)) لابن الأثير (2/ 331)، ((لسان العَرب)) لابن منظور (2/ 494). .
سِجِلَّاطٌ:في الحَديثِ:
((أُهْدِيَ له صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ طَيْلسانٌ مِن خَزٍّ سِجِلَّاطيٍّ)) [956] ذكره الزمخشري في ((الفائق في غريب الحديث)) (2/157). .
السِّجِلَّاطُ هو الياسَمينُ.
وهو مُعرَّبٌ مِن الرُّوميَّةِ، وأصْلُه (سِجِلَّاطِس)
[957] يُنظر: ((الفائق)) لجار الله الزمخشري (2/ 157)، ((المُعجَم المفصل في المعرب والدَّخيل)) لسعدي ضناوي (ص: 270). .
سُدَّر:في حَديثِ بعضِهم:
((رأيْتُ أبا هُرَيْرةَ يَلعَبُ السُّدَّرَ)) [958] ذكره ابن الأثير في ((النهاية في غريب الحديث والأثر)) (2/895). .
والسُّدَّرُ والسِّدَّرُ لُعْبةٌ يُقامَرُ بها.
واللَّفْظُ مُعرَّبٌ عن الفارِسيَّةِ، وأصْلُه: (سَهْ دَرْ)، أي: ثَلاثةُ أبْوابٍ
[959] يُنظر: ((النهاية في غريب الحديث والأثر)) لابن الأثير (2/ 354)، ((شفاء الغليل)) للشهاب الخفاجي (ص: 148). ، وذَكَرَ أَدِّي شِير أنَّ الصَّحيحَ أنَّها مَقْطوعةٌ ومُصَحَّفةٌ عن (سَرْدَر)، وأصْلُ مَعْناها: الرَّأسُ داخِلَ البِساطِ؛ لأنَّ الصِّبْيانَ حينَ يَلعَبونَها يَعصِبونَ عَيْنَ أحَدِهم بمِنْديلٍ ويَتَّكِئُ على صَدْرِ أحَدِ رُفَقائِه ويَنامُ
[960] يُنظر: ((الألْفاظ الفارِسيَّة المعربة)) لأَدِّي شِير (ص: 85، 86). .
سَرَق:عن
عائشةَ رَضِيَ اللهُ عنها قالت: قال لي رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم:
((رأيتُكِ في المنامِ يجيءُ بك الملَكُ في سَرَقةٍ مِن حَريرٍ ... )) [961] أخرجه البخاري (5125) واللفظ له، ومسلم (2438). .
والسَّرَقةُ جَمْعُها سَرَقٌ، وهي القِطْعةُ مِن الحَريرِ الجَيِّدِ.
وهو مُعرَّبٌ مِن الفارِسيَّةِ، وأصْلُها: سَرَهْ، بمَعْنى الجَيِّدِ الخالِصِ النَّفيسِ
[962] يُنظر: ((النهاية في غريب الحديث والأثر)) لابن الأثير (2/ 362)، ((الألْفاظ الفارِسيَّة المعربة)) لأَدِّي شِير (ص: 90). .
سِطامٌ:في الحَديثِ قالَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ:
((مَن قَضَيْتُ له بشيءٍ مِن حَقِّ أخيه فلا يَأخُذَنَّه؛ فإنَّما أقْطَعُ له سِطامًا مِن النَّارِ)) [963] ذكره ابن الأثير في ((النهاية في غريب الحديث والأثر)) (2/ 366). ، وفي الحَديثِ الآخَرِ:
((العَربُ سِطامُ النَّاسِ)) [964] ذكره ابن الأثير في ((النهاية في غريب الحديث والأثر)) (2/ 366). .
وهي الحَديدةُ الَّتي تُحرَّكُ وتُسعَّرُ بها النَّارُ، فيكونُ مَعْنى الحَديثِ الأوَّلِ: حَديدةٌ تُؤَجَّجُ بها النَّارُ وتُشعِلُها على نفْسِها، ومَعْناها أيضًا: حَدُّ السَّيْفِ، وهو المَعْنى الوارِدُ في الحَديثِ الثَّاني، فيُشبِّهُ العَربَ بحَدِّ السَّيْفِ في قُوَّتِهم.
والكَلِمةُ مُعرَّبةٌ مِن السُّرْيانيَّةِ (stomo)، وتَعْني: (فولاذ، حَديد، صُلْب)، وقدْ تكونُ مِن اليونانيَّةِ: (stoma)، ومَعْناها: حَدُّ السَّيْفِ
[965] يُنظر: ((النهاية في غريب الحديث والأثر)) لابن الأثير (2/ 366)، ((المُعجَم المفصل في المعرب والدَّخيل)) لسعدي ضناوي (ص: 279، 280). ، والأزْهَريُّ في تَهْذيبِه لا يَدْري أهي عَربيَّةٌ أم مُعرَّبةٌ؛ فيقولُ: (ولا أدْري أعَربيَّةٌ مَحْضةٌ أو مُعرَّبةٌ)
[966] ((تهذيب اللُّغة)) للأزهري (12/ 245). .
سَعانينُ:في حَديثِ شَرْطِ النَّصارى:
((ولا يَخْرُجوا سَعانينَ)) [967] أخرجه ابنُ الأعرابي في ((المعجم)) (365)، والبيهقي (19186) باختلافٍ يسيرٍ، وابنُ عساكر في ((تاريخ دمشق)) (2/175) بلفظ: (... ولا نُخرِجُ شعانِينًا ...) .
وهو عيدٌ مَعْروفٌ عنْدَ النَّصارى قبْلَ عيْدِ الفِصْحِ بأُسْبوعٍ.
واللَّفْظُ مُعرَّبٌ مِن السُّرْيانيَّةِ، وقيلَ: هو جَمْعٌ، ومُفرَدُه: سَعْنونٌ
[968] يُنظر: ((النهاية في غريب الحديث والأثر)) لابن الأثير (2/ 369). .
سُكُرُّجةٌ:في حَديثِ
أنَسٍ:
((ما أكَلَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ على خِوانٍ ولا في سُكُرُّجةٍ )) [969] أخرجه البخاري (5415) . .
والسُّكُرُّجةُ: إناءٌ صَغيرٌ يُؤكَلُ فيه.
وهو مُعرَّبٌ مِن الفارِسيَّةِ، وأصْلُه: سُكُرَه
[970] يُنظر: ((النهاية في غريب الحديث والأثر)) لابن الأثير (2/ 384)، ((الألْفاظ الفارِسيَّة المعربة)) لأَدِّي شِير (ص: 92). .
سِمْسارٌ:في حَديثِ
ابنِ عبَّاسٍ رَضيَ اللهُ عنهما:
((نَهى رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أن يُتَلقَّى الرُّكْبانُ، ولا يَبيعَ حاضِرٌ لِبادٍ، قلْتُ: يا ابنَ عبَّاسٍ، ما قَوْلُه: لا يَبيعُ حاضِرٌ لِبادٍ؟ قالَ: لا يكونُ له سِمْسارًا )) [971] أخرجه البخاري (2274) واللَّفظُ له، ومسلم (1521) باختلافٍ يسيرٍ. .
والسِّمْسارُ: هو مَن يَدخُلُ بيْنَ البائِعِ والمُشْتَري مُتَوسِّطًا لإمْضاءِ البَيْعِ، والمَصدَرُ: السَّمْسَرةُ، وجَمْعُه السَّماسِرةُ، وقيلَ: هو القَيِّمُ على الأمْرِ الحافِظُ له، وقدْ جاءَ في حَديثِ قَيْسِ بنِ أبي عُرْوةَ أنَّهم كانوا يُسمَّونَ السَّماسِرةَ قبْلَ مَقدَمِ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إلى المَدينةِ، فلمَّا قَدِمَ المَدينةَ سَمَّاهم التُّجَّارَ
[972] يُنظر: ((لسان العَرب)) لابن منظور (4/ 380، 381). .
ذَكَرَ الأزْهَريُّ في التَّهْذيبِ عن اللَّيْثِ أنَّ الكَلِمةَ فارِسيَّةٌ مُعرَّبةٌ
[973] يُنظر: ((التهذيب)) للأزهري (12/ 292). ، وذَكَرَ الدُّكْتورُ عبْدُ الرَّحيمِ أنَّ اللَّفْظَ مَأخوذٌ مِن السُّرْيانيَّةِ (سمسارا)
[974] يُنظر: ((المعرَّب)) للجواليقي (ص: 401). .
سُنْبُكٌ:في حَديثِ أبي هُرَيْرةَ رَضيَ اللهُ عنه:
((تُخْرِجُكم الرُّومُ مِنها كَفْرًا كَفْرًا إلى سُنْبُكٍ مِن الأرْضِ)) [975] أخرجه ابنُ عساكر في ((تاريخ دمشق)) (2/215) موقوفًا باختلافٍ يسيرٍ ، وفي الحَديثِ الآخَرِ:
((عِزُّ العَرب في أسِنَّة رِماحِها وسَنَابِك خَيْلها)) [976] أخرجه الطبراني في ((المعجم الأوسط)) (4008). .
والسُّنْبُكُ هو طَرَفُ مُقدَّمِ حافِرِ الخَيْلِ، وسُنْبُكُ الأرْضِ: طَرَفُها، وسُنْبُكُ السَّماءِ: أوَّلُ غَيْثِها، وسُنْبُكُ السَّيْفِ: طَرَفُ نَعْلِه، ونحن على سُنْبُكِ الخَليفةِ: على عَهْدِ وِلايتِه، وجاءَت بمَعْنى الخَراجِ، وسُنْبُكُ أيِّ شيءٍ: أوَّلُه، وتُجمَعُ على "سَنابِكَ"
[977] يُنظر: ((تهذيب اللُّغة)) للأزهري (10/ 231)، ((المعرَّب)) للجواليقي (ص: 362)، ((النهاية في غريب الحديث والأثر)) لابن الأثير (2/ 406)، ((لسان العَرب)) لابن منظور (10/ 444، 445). .
واللَّفْظُ مِن الفارِسيَّةِ، وهو في الفارِسيَّةِ الحَديثةِ: سنب، والكافُ فيه للتَّصْغيرِ، وهو مُشتَقٌّ مِن المَصدَرِ: (سُنبيدن)، وهو الحَفْرُ والثَّقْبُ
[978] يُنظر: ((الألْفاظ الفارِسيَّة المعربة)) لأَدِّي شِير (ص: 95)، ((المُعجَم المفصل في المعرب والدَّخيل)) لسعدي ضناوي (ص: 290). .
سناه، سَنَه:جاءَ في حَديثِ أُمِّ خالِدٍ أمَةِ بِنْتِ خالِدِ بنِ سَعيدِ بنِ العاصِ:
((أتَيْتُ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ معَ أبي وعلَيَّ قَميصٌ أصْفَرُ، قالَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: سَنَهْ سَنَهْ )) [979] أخرجه البخاري (3071) . ، وفي الحَديثِ رِواياتٌ:
((سَنَا سَنَا)) [980] أخرجها الحاكم (2367) واللَّفظُ له. والحديثُ أصلُه في صحيح البخاريِّ (5845) بلفظ: ((هذا سَنَا)). ، و
((سَنَاه سَنَاه)) [981] أخرجه البخاري (3874) . .
واللَّفْظُ مَأخوذٌ مِن الحَبَشيَّةِ -كما وَرَدَ في الحَديثِ- ومَعْناه: حَسَنٌ
[982] يُنظر: ((النهاية في غريب الحديث والأثر)) لابن الأثير (2/ 415). .
سُيُومٌ:جاءَ في حَديثِ هِجْرةِ الحَبَشةِ:
((قالَ النَّجاشيُّ لِلمُهاجِرينَ إليه: امْكُثوا؛ فأنتم سُيُومٌ)) [983] أخرجه أحمد (1740)، وأبو نُعَيم في ((حلية الأولياء)) (1/115)، والبيهقي في ((دلائل النبوة)) (2/301) باختلافٍ يسيرٍ من حَديثِ أمِّ سَلمةَ رَضِيَ اللهُ عنها. .
وسُيومٌ وسَيومٌ لَفْظٌ حَبَشيٌّ، ومَعْناه: آمِنونَ
[984] يُنظر: ((النهاية في غريب الحديث والأثر)) لابن الأثير (2/ 434). .