الفَصلُ السَّادِسَ عَشَرَ: الرَّضِيُّ الصَّاغاني (الصَّغَاني) (ت:650هـ)
أبو الفَضائِلِ رَضيُّ الدِّينِ الحَسَنُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ الحَسَنِ بنِ حَيدَرِ بنِ عَليٍّ، القُرَشيُّ، العَدَويُّ، العُمَريُّ، الهِنْديُّ، الصَّغانيُّ -ويُقالُ: الصَّاغاني- الأصلِ، وهيَ مِن بلادِ ما وراءَ النَّهرِ، الإمامُ المُلتَجِئُ إلَى حَرَمِ اللهِ تعالَى.
مَوْلِدُه:وُلد بلاهُور سَنةَ سبعٍ وسَبعينَ وخَمسِ مِائةٍ.
مِن مَشَايِخِه:أبو الفُتوحِ نَصرُ بنُ الحصريِّ، وخَلفُ بنُ مُحَمَّدِ الحسناباذيُّ، والنِّظامُ مُحَمَّدٌ بنُ حَسَنٍ المرغينانيُّ، وسَعيدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ الرَّزَّازِ.
ومِن تَلَامِذَتِه:شرفُ الدينِ عبدُ المؤمنِ بنُ خلفٍ الدِّمياطيُّ، وأبو مُحَمَّد كمالُ الدين ابنُ الفوطيِّ.
مَنْزِلَتُه وَمَكَانَتُه:كان شَيخًا صالِحًا صَدُوقًا صَمُوتًا إمامًا في اللُّغةِ والفِقْهِ والحَديثِ، قَدِمَ العِراقَ وحَجَّ ثُمَّ دَخلَ اليَمنَ، ونَفقَ له بها سُوقٌ، وكان إلَيه المُنتَهى في مَعرِفةِ اللِّسانِ العَرَبيِّ.
عَقيدتُه:كان الصَّغانيُّ على مُعتَقَدِ أهلِ السُّنَّةِ، ظهر ذلك من خِلالِ أقوالِه في كُتُبِه؛ فمن ذلك قَولُه: ((والقَدَريَّةُ: قَومٌ يُنسَبونَ إلى التَّكذيبِ بما قَدَّر اللهُ مِنَ الأشياءِ. وقال قومٌ من متكَلِّميهم: لا يلزَمُنا هذا اللَّقَبُ؛ لأنَّا نَنْفي القَدَرَ عن اللهِ، ومن أثبَتَه فهو أَولى به، وهذا تمويهٌ منهم؛ لأنَّهم يُثبِتون القَدَرَ لأنفُسِهم، ولذلك سُمُّوا قدَريَّةً. وقَولُ أهلِ السُّنَّةِ: إنَّ عِلْمَ اللهِ عزَّ وجَلَّ سَبَقَ في البَشَرِ، فعَلِمَ كُفْرَ مَن كَفَرَ منهم، كما عَلِمَ إيمانَ مَن آمَنَ، فأثبت عِلْمَه السَّابِقَ في الخَلْقِ وكَتَبَه، وَكُلٌّ مُيَسَّرٌ لِمَا خُلِقَ له))
[567] ينظر: ((التكملة والذيل والصلة)) للصغاني (3/ 160). .
وقال أيضًا: ((وقومٌ من القَدَريَّةِ يُلَقَّبون:
المُعتَزِلةَ؛ زَعَموا أنَّهم اعتَزَلوا فِئَتَي الضَّلالةِ عِندَهم؛ يَعْنون أهلَ السُّنَّةِ والجماعةِ، و
الخوارِجَ الذين يَستَعرِضونَ النَّاسَ قَتْلًا))
[568] ينظر: ((التكملة والذيل والصلة)) للصغاني (5/ 442). .
وقال كذلك:
((وقَولُه تعالى: وَاللَّهُ يَقْبِضُ وَيَبْسُطُ [البقرة: 245] أي: يمنَعُ ويُعطي، وهو القابِضُ الباسِطُ، ومنه قَولُه تعالى: يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِرُ [الرعد: 26] أي: يُوَسِّعُ، ويقالُ: بَسَط يَدَه بالعَطاءِ، ومنه قَولُه تعالى: بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ [المائدة: 64] يعني: بالعَطاءِ والرِّزْقِ)) [569] ينظر: ((العباب الزاخر)) للصغاني (1/232) .
مُصنَّفاتُه:مِن مُصَنَّفَاتِه: كتاب: ((مَجْمَع البَحْرَين))، وكتاب: ((العُباب الزَّاخر))، وكتاب: ((الشَّوارد في اللُّغة))، وكتاب: ((مشارق الأنوار في الجمع بين الصحيحين))، وكتاب: ((دَرُّ السَّحابة في مواضع وَفَيَات الصحابة))، وكتاب: ((شَرْح أبيات المُفَصَّل)).
مِن شِعْرِه:شَوقي إلى الكَعبةِ الغَرَّاءِ قد زادا
فاستحمَلَ القُلصَ الوخادةَ الزَّادَا
أراقَكَ الحَنظَلُ العامي مُنتَجِعًا
وغيرُك انتَجَع السَّعدان والرَّادا
أتعَبْتَ سَرْحَك حتى آضَ عن كَثَبٍ
نياقُها رزحًا والصَّعبُ مُنقادَا
وَفَاتُه:تُوفِّي سَنةَ خمسين وسِتِّ مِائةٍ
[570] يُنظر: ((معجم الأدباء)) لياقوت (3/ 1015)، ((سير أعلام النبلاء)) للذهبي (23/ 282)، ((فوات الوفيات)) لمحمد بن شاكر (1/ 358)، ((بغية الوعاة)) للسيوطي (1/ 519)، ((الفوائد البهية في تراجم الحنفية)) للكنوي (ص: 63)، ((الأعلام)) للزركلي (2/ 214). .