موسوعة اللغة العربية

المراجع المعتمدة اعتماد منهجية الموسوعة منهج العمل في الموسوعة

المَطلَبُ الأوَّلُ: تَعدُّدُ الأحْزابِ

كانَتِ الفِتنةُ الَّتي حَدَثَتْ بيْنَ الصَّحابةِ أواخِرَ زَمانِ عُثْمانَ رَضيَ اللهُ عنه، واسْتَمرَّتْ إلى زَمانِ مُعاوِيةَ رَضيَ اللهُ عنه- مَدْعاةً إلى كَثيرٍ مِن الاخْتِلافِ؛ حيثُ نَجَمَ عنها تَبايُنُ الأحْزابِ والجَماعاتِ السِّياسيَّةِ، فخَرَجَ الشِّيعةُ الَّذين يُوالونَ علِيًّا وآلَ البَيْتِ، ويُناصِرونَهم على مُعاوِيةَ ومَن بعْدَه، والخَوارِجُ الَّذين كَفَّروا عَليًّا لتَحْكيمِه الرِّجالَ في دينِ اللهِ حَسَبَ زَعْمِهم، فَضْلًا عنِ الزُّبَيريِّينَ الَّذين اتَّبَعوا عبْدَ اللهِ بنَ الزُّبَيْرِ وناصَروه على الخِلافةِ، هذا كلُّه إلى جانِبِ الثَّوْراتِ والفِتَنِ الَّتي حَدَثَتْ في زَمانِ الدَّوْلةِ الأُمَويَّةِ منْذُ النَّشْأةِ إلى السُّقوطِ.
وقد كانَتْ تلك الأحْزابُ أشْبَهَ ما تكونُ بالقَبائِلِ الجاهِليَّةِ؛ حيثُ كانَتْ تَفخَرُ كلُّ قَبيلةٍ بشاعِرِها الَّذي يَذودُ عنها ويَفخَرُ بأيَّامِها وأشْرافِها، ويُندِّدُ بمَثالِبِ القَبائِلِ الأخرى؛ حيثُ بَرَعَت تلك الأحْزابُ في اسْتِخدامِ الشِّعْرِ والشُّعَراءِ في حَرْبِهم، فكانَتْ حَرْبًا جَسديَّةً وقَوْليَّةً، حرَصَ كلُّ فَريقٍ على اسْتِرضاءِ الشُّعَراءِ وإمالتِهم إلى صُفوفِه، فكانَ عبْدُ اللهِ بنُ قَيْسِ الرُّقيَّاتِ شاعِرًا للزُّبَيْرِيِّينَ، والكُمَيْتُ بنُ زيدٍ للشِّيعةِ، وللخَوارِجِ قَطَريُّ بنُ الفُجاءةِ، فَضْلًا عمَّن دَخَلوا في صَفِّ الدَّوْلةِ الأُمَويَّةِ، مِثلُ جَريرٍ والأخْطَلِ وغيْرِهما.

موسوعة اللغة العربية

المَطلَبُ الأوَّلُ: تَعدُّدُ الأحْزابِ

انظر أيضا: