تم اعتماد المنهجية من الجمعية الفقهية السعودية
برئاسة الشيخ الدكتور سعد بن تركي الخثلان
أستاذ الفقه بجامعة الإمام محمد بن سعود
عضو هيئة كبار العلماء (سابقاً)
هي الصِّفةُ المصُوغةُ من فعلٍ لازمٍ لغيرِ تفضيلٍ؛ للدَّلالةِ على الثُّبوتِ، مِثلُ: حَسَن، وظَريف، وكَرِيم، وعَظِيم. وهذه الصِّفاتُ لا تدُلُّ على الماضي ولا على الاستِقبالِ، بل تأتي للدَّلالةِ على الثُّبوتِ في زمانِ الحالِ فحَسْبُ، فإن أردتَ الدَّلالةَ على الماضي أو المُستَقبَلِ عَدَلْتَ عن استخدامِها إلى استخدامِ اسمِ الفاعِلِ. تَقولُ: أنا فَرِحٌ الآنَ، وكُنتُ جازعًا بالأمسِ. وأكثَرُ ما تأتي الصِّفةُ المُشَبَّهةُ على غيرِ وزْنِ المضارعِ واسمِ الفاعِلِ؛ كضَخْم وجَميل وحَسَن ومَلْآن وأحمَر وكَرِيم، وقد تأتي على وَزْنِه؛ كطاهرٍ وضامرٍ، ومُعْتدِل ومُستَقِيم. وتختَصُّ الصِّفةُ المشَبَّهةُ باستحسانِ إضافَتِها إلى الفاعِلِ. تَقولُ: فلانٌ طاهِرُ الذَّيلِ، جميلُ المَظْهَرِ، نقِيُّ القَلبِ؛ فإنَّ كلًّا من الذَّيلِ والمظهَرِ والقَلبِ فاعِلٌ أصلًا. وهذا بخلافِ اسمِ الفاعِلِ وصِيَغ المبالغةِ؛ فإنَّه يجوزُ فيها الإضافةُ إلى المفعولِ. تَقولُ: ضاربُ زَيدٍ، كما ذكَرْنا، وإن كان يجوزُ على ضَعفٍ: زيدٌ كاتِبُ الأبِ، أي: كاتبٌ أبوه، وهذا مع امتناعِ اللَّبسِ، وإلَّا فلا يجوزُ أن يُقالَ: زيدٌ ضاربُ الأبِ؛ لئلَّا يُفهَمَ منها أنَّ الأبَ مَفعولٌ لا فاعِلٌ. وبخلافِ اسمِ المفعولِ؛ فإنَّه يجوزُ فيه الإضافةُ إلى نائبِ الفاعِلِ، الذي هو مفعولٌ في الأصلِ كذلك. تَقولُ: محمودُ السِّيرةِ. وتختصُّ الصِّفةُ المُشَبَّهةُ عن اسمِ الفاعِلِ بأُمورٍ: 1- أنَّها تأتي من الأفعالِ اللَّازمةِ لا المتعَدِّيةِ، واسمُ الفاعِلِ يأتي من اللَّازِمِ والمتعَدِّي. 2- تقتَصِرُ على زَمانِ الحالِ فحَسْبُ، فلا تدُلُّ على ماضٍ أو مُستَقبَلٍ، بخلافِ اسمِ الفاعِلِ. 3- لا تُجاري وَزنَ المضارِعِ في أغلَبِ أحوالها؛ مِثْلُ: جميل وحَسَن ومَلْآن، بخلافِ اسمِ الفاعِلِ الذي يُصاغُ على صورةِ المضارعِ. ومعنى المجاراةِ هنا أن يوافِقَ المضارعَ في الحرَكاتِ والسَّكَناتِ، وهو الوَزنُ العَروضيُّ. 4- أنَّ منصوبَها لا يتقَدَّمُ عليها، بخِلافِ اسمِ الفاعِلِ؛ فلا يجوزُ: زيدٌ وجهَه حَسَنٌ، ويجوزُ في اسمِ الفاعِل: زيدًا أنا ضارِبُه. 5- أنَّ معمولَها لا يكونُ إلَّا سببيًّا، أي: مُتَّصِلًا بضَميرِ الموصوفِ إمَّا لفظًا. تَقولُ: طاهرٌ ذيلُه، كريمٌ أصلُه، وإمَّا تقديرًا. تَقولُ: طاهِرُ الذَّيلِ، أي: طاهِرُ الذَّيلِ منه. على أنَّ المرادَ بمعمولها هنا هو ما كان فاعِلًا في المعنى، وهو السببيُّ، أمَّا غيرُ السَّببيِّ الذي ليس بفاعِلٍ في المعنى فيجوزُ أن يتقدَّمَ. تَقولُ: أنا فَرِحٌ بك، وأنا بِكَ فَرِحٌ.