التعريف بموضوع الكتاب:
معرفة الله تبارك وتعالى بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أجل المعارف وأشرفها, وأعلى العلوم وأفضلها, كيف لا, وهي تقود العبد إلى معرفة ربه وخالقه, فيزداد منه قرباً وبه أنساً, ويحقق له العبودية الكاملة والخضوع المطلق. والكتاب الذي بين أيدينا هذا الأسبوع عبارة عن موسوعة ضمت صفات الله تبارك وتعالى التي وردت في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم, حيث أنه ومع كثرة الكتب التي أفردت أسماء الله تبارك وتعالى بالذكر والإحصاء والشرح إلا أنه لم يوجد كتاب خص الصفات بالذكر والإحصاء على معتقد أهل السنة والجماعة, وإن كان هناك من ذكر جملة منها.
الكتاب بدأه المؤلف بأربعة مباحث كمدخل مهم لا بد منه قبل الشروع في الكتاب, أول هذه المباحث تناول الفرق بين الصفة والوصف والنعت والاسم والفرق بينهما, مبيناً أن الثلاثة الأولى تأتي بمعنى واحد, إلا أن الاسم هو ما دل على معنى في نفسه, ثم ذكر لكل من الاسم والصفة مميزات تميز كل واحد منهما على الآخر, تلى ذلك مبحث ثانٍ استعرض فيه المؤلف إحدى وعشرين قاعدة عامة من قواعد الصفات, أما أنواع الصفات فقد أفردها بالحديث في مبحث ثالث, حيث قرر المؤلف أنها تنقسم إلى ثلاثة أقسام باعتبارات مختلفة وهي: باعتبار إثباتها ونفيها, وباعتبار تعلقها بذات الله وأفعاله, وباعتبار ثبوتها وأدلتها, وكل واحد من هذه الاعتبارات ينقسم إلى قسمين. بعد ذلك أتى المؤلف بمبحث رابع تناول فيه مجموعة من الثمرات المجنية من الإيمان بصفات الله تبارك وتعالى. ليفتتح بعد ذلك الصفات المجموعة والتي رتبها على حروف الهجاء , وذكر أدلتها من الكتاب والسنة الصحيحة, ومن كلام السلف, وقد اشترط المؤلف على نفسه ألا يورد في هذا الكتاب إلا ما صح من الأحاديث, وأن يكتفي بما روي في الصحيحين أو أحدهما مما تثبت به الصفة فإن لم يجد أورد من غيرهما حديثاً أو أكثر, كما اشترط ألا يثبت من الصفات إلا ما أثبته سلف الأمة إلا أن يكون دليلها ظاهر الدلالة.
وقد أحصى جميع الصفات الذاتية خبرية كانت أو سمعية عقلية, كما أحصى جميع الصفات المشتقة من أسماء الله تعالى الذاتية منها والفعلية, وجميع الصفات الفعلية الخبرية وبعضاً من الصفات السمعية. وأورد ما ليس بصفة ويصح الإخبار عن الله به, وما ليس بصفة ويصح الإخبار عن الله به بعد التفصيل, وما ثبتت إضافته إلى الله عز وجل وظنه بعضهم إضافة صفة إلى موصوف, كما قام بتحرير بعض المسائل التي وقع فيها الخلاف من قديم.
بقي أن ننوه أن المؤلف قد أضاف في هذه الطبعة عدداً من الصفات كصفة الاطلاع والإعراض والساعد وغيرها, كما أضاف بعضاً مما عده بعض أهل العلم صفات وهو ليس كذلك, وإن كان بعضه يصح الإخبار به عن الله, كما أعاد تخريج جميع أحاديث الكتاب.
والكتاب يعد موسوعة حوت قرابة 250 صفة من صفات الله تبارك وتعالى التي ذكرت في الكتاب والسنة