التعريف بموضوع الكتاب: تزخر المكتبة الإسلامية بكم هائل من المؤلفات التي لا تزال في عالم المخطوطات، تنتظر تكثيف الجهود وتواصل العمل لإخراجها وطباعتها
وإن مما يثلج الصدور ويملؤها بالفرح والسرور، خروج نفائس الكتب، لعلماء الأمة الواحد تلو الآخر، فكيف إذا كان هذا الكتاب يتعلق بأصح الكتب بعد كتاب الله وهو صحيح البخاري الذي عُلّقت عليه مئات الشروح فخرج إلينا اليوم شرح جديد هو (التوضيح لشرح الجامع الصحيح) لأحد العلماء المعروفين شيخ المشايخ ابن الملقن رحمه الله .
وتأتي أهمية الكتاب في أنه يُعد موسوعة علمية شاملة لشتى فروع العلم من الفقه وقواعده وأصوله والمعتقد وعلم الحديث رواية ودراية وغير ذلك، فهو كما قال عنه مؤلفه: (نخبة عمر المتقدمين والمتأخرين إلى يومنا هذا، فإني نظرت عليه جل كتب هذا الفن من كل نوع) ثم سرد هذه الكتب التي اعتمد عليها ومنها كتب في عداد المفقودات كشرح القطب الحلبي ومغلطاي وابن التين، والعديد من المصادر التي ذكرها أو عزا إليها كتاريخ نيسابور وسنن ابن السكن والصحابة للعسكري وتفسير ابن مردوية وغيرها الكثير والتي تعتبر من المفقودات فحفظ علينا شيئا من هذه الكتب بنقله منها والعزو إليها وهذه ميزة أخرى للكتاب، ولم يكتف بذلك بل استدرك ما حقه الاستدراك منها وزاد من القواعد والفوائد في الحديث والفقه والأصول واللغة وغيرها، وله مقدمة نافعة في علوم الحديث لذا استفاد منه من جاء بعده وفي مقدمتهم تلميذه الحافظ ابن حجر في كتابه فتح الباري حيث يصرح باسمه أحياناً، وأحياناً أخرى يصفه بـ (شيخنا)
ومما يزيد هذا الكتاب جمالاً حسن تحقيقه وجودة إخراجه فقد خُدم الكتاب من قبل ثلة من طلبة العلم معتمدين على سبع نسخ خطية فحققوا النص تحقيقاً علمياً مع تخريج أحاديثه وآثاره وتراجم الأعلام وعزو الأقوال والاستدراك على ما خالف فيه ابن الملقن أهل السنة والجماعة إلى غير ذلك .
ثم فهارس علمية اشتملت على ستة وعشرين نوعاً من الفهارس المختلفة للآيات والأحاديث والآثار والأعلام والمسائل الفقهية والعقدية واللغة والغريب وغيرها الكثير .
والناظر في هذا الكتاب ليدرك حقاً أن هذا العلم بحر لا يدرك ساحله، وليدرك أيضاً كم من الجهد بذل فيه، تأليفاً وتحقيقاً وتخريجاً، حتى وصل إلى عالم النور بين أيدي الطبلة والقراء .
فجزى الله خيرا كل من عمل على إخراج هذا الكتاب بهذه الحلة الجميلة، ونفع به قارئيه وأثاب عليه مؤلفه رحمه الله .