التعريف بموضوع الكتاب:
كلما ابتعد الناس عن هدي السلف الصالح, كلما دخلت الكثير من البدع والمحدثات, وانتشرت بين أوساط الناس, وذلك إما للجهل الذي استشرى في الأمة, أو بسبب تلبيس بعض البدع لباس الشرع من قبل دعاة البدع, وقد أحدثوا في دين الله بدعاً ومنها ما يتعلق بكتاب الله إما في جانب التعبد به, أو جانب تلاوته وأدائه, أو جانب الاسترقاء به وغير ذلك.
والكتاب الذي بين أيدينا تناول فيه مؤلفه هذه البدع فجمعها وبيَّن نشأتها, وذكر أدلتها, كما بسط الردَّ عليها, ذاكراً ما يقابلها مما شرعه الله وفيه غنية عما ابتدعوه.
بدأ المؤلف كتابه بتمهيد, عرَّف فيه البدعة, حيث ذكر عدة تعريفات مأخوذة عن أهل العلم, ليخرج منها بضوابط شرعية للبدعة, ثم عرف الإحداث, وبين العلاقة بينه وبين البدعة.
ثم شرع المؤلف في فصول الكتاب, والذي تألف من ستة فصول, تناول في أولها التعريف بالبدع العملية المتعلقة بالقرآن الكريم, وذكر أنها (كل فعل ظاهر يحدث في التعبد بالقرآن الكريم، لم يُؤيَّد بدليل يستحسنه أو يقره), ومن ثَمَّ سرد لها مجموعة من الضوابط التي تضبطها.
وتناول أيضاً في هذا الفصل الأسباب التي أدَّت إلى انتشار البدع العملية، فذكر من ذلك الجهل بالمشروع في العبادة, وسكوت أهل العلم عن بعض البدع, والقياس على دليل لا يصحُّ فيه القياس, وغير ذلك من الأسباب.
كما تطرَّق إلى ذكر جهود العلماء ومنهجهم في إنكار البدع المحدثة مما يتعلق بالقرآن الكريم, وذكر عددًا من المؤلفات المتقدمة والمتأخرة التي اهتمت بهذا الموضوع.
أما الفصل الثاني فخصصه المؤلف لبيان البدع العملية المتعلقة بالقراءة في العبادات, وذكر منها بدع القراءة في الصلاة المفروضة أو النافلة, موضحاً عدم مشروعيتها.
ومما ذكره المؤلف في هذا الفصل أيضاً بدع قراءة القرآن في الجنائز, سواء قبل الدفن أو بعده, وأما عن بدع القراءة في الأدعية والأذكار, فقد تناول المؤلف من ذلك البدع التي تكون في الأوراد والحروز, أو البدع التي تكون في الأذكار.
وفي الفصل الثالث من فصول الكتاب تحدث المؤلف عن البدع في أداء القرآن الكريم، سواء قبل الأداء أو بعده, ومن أهم المسائل الواردة في هذا الجانب, القيام للمصحف الكريم, وقد ذكر المؤلف أنه عند التحقيق لا يوجد دليل على مشروعيته. ومنها أيضاً تقبيل المصحف، وبيَّن أنَّه لم يرد في ذلك سوى أثر منقطع، ومن ذلك الاهتزاز والتمايل عند قراءة القرآن، حيث أوضح أنها هيئة منكرة عند القُرَّاء، وهي من عبادات اليهود عند دراستهم وصلاتهم, وكذلك وضع اليدين على الأذنين أو أحدهما حال القراءة وغيرها.
كما تناول بعض المسائل المتعلقة ببدع القراءة المتعلقة بختم القرآن سواء في الصلاة أو خارجها, كتخصيص الختم بدعاء معين أو ليلة معينة, والقيام بسجدات القرآن بعد الختم, وسرد جميع آيات الدعاء من القرآن بعد ختم سورة الناس, وتكرار سورة الإخلاص ثلاث مرات, ووصل ختمة بأخرى, وصيام يوم الختم, وغيرها.
وشرع بعد ذلك في ذكر البدع العملية في الرقى والتمائم وذلك في الفصل الرابع من الكتاب, فبدأ ببدع الرُّقَى, وذكر منها: بلع مكتوب القرآن, وكتابة الآيات على جسم المريض, وتخصيص رقى ليس لها أصل شرعي, وتوسد الرقية من القرآن.
وأما عن بدع التمائم فمما ذكره المؤلف منها: تعليق التمائم على صدور الأطفال, وتعليق مصحف صغير لقضاء الحوائج ونحوها, وتعليق الآيات على المواشي؛ لتجلب لبناً كثيراً، أو لتدفع عنها العين وغيرها, مع بيان بدعيته وعدم مشروعيته.
الفصل الخامس من الكتاب عقده المؤلف لبيان البدع العملية المتعلقة بالقرآن، سواء كانت في المساجد أو المجالس أو المحافل, وذكر من ذلك زخرفة المساجد بالقرآن, واختصاص المحراب ببعض الآيات, وتعليق المصحف في القبلة, وافتتاح المحافل بسورة الفاتحة, أو جمع القراءات فيها, أو استئجار القُرَّاء لها, أو تعليق الآيات القرآنية على الجدر في المجالس, أو افتتاح المجلس وختمه بقراءة.
وأنهى المؤلف فصول كتابه بالفصل السادس والأخير، وكان الحديث فيه عن البدع المتعلقة برسم القرآن الكريم وكتابته, وتخصيص بعض آياته وسوره بخصائص باطلة .فتناول المحدثات القرآنية في رسم القرآن وكتابته, كتحلية المصحف بالنقدين, وجمع القراءات كتابة في مصحف واحد, وكتابة دعاء الختم آخر المصحف, بالإضافة إلى المحدثات القرآنية في تخصيص بعض الآيات والسور.
ليختم المؤلف كتابه بخاتمة ذكر فيها ملخصاً لجميع فصول الكتاب على صورة نقاط مختصرة ومفيدة.