التعريف بموضوع الكتاب:
علم الفقه من أعظم ما ينبغي أن يهتم به المرء، ويسعى جاهداً في تعلمه والإلمام به، إذ بتعلمه، يعبد المرء ربَّه على بصيرة وعلم، بالإضافة إلى حاجة الناس الأكيدة له، فبه تستقيم أمور دينهم ودنياهم، ويسعدون في الدارين، بل إن الاهتمام به دليل على توفيق العبد، وإرادة الخير له، فقد قال الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم: ((من يرد الله به خيراً يفقه في الدين)).
وفي هذا الموسم الكريم، والضيف المبارك أحببنا أن يكون كتابنا لهذا الأسبوع كتابًا فقهيًّا، يسلط الضوء على مسائل الفقه المتعلقة بشعيرة الصيام، حتى يكون المؤمن على دراية بما يحتاج إليه من المسائل، وخاصة في مثل هذه الأيام المباركة.
الكتاب في أصله قد استُلَّ من الموسوعة الفقهية الشاملة، والتي يعدُّها مجموعةٌ من الباحثين، بإشراف الشيخ علوي بن عبد القادر السقاف، والتي تم نشر ما أنجز منها على موقع الدرر السنية مطولة ومفصلة، ومن ثم ارتأى القسم العلمي اختصار الموسوعة، وتهذيبها، ونشرها؛ حتى ينتفع الناس بها، مع بقاء أصلها، فكان هذا الكتاب الثالث من سلسلة مختصرات الموسوعة الفقهية.
يتميز الكتاب بمميزات عدة أهمها: اقتصاره على أهم وأبرز أحكام مسائل الصيام، مع التصوير الجيد لها، بحيث يسهل على القارئ تصورها، ومن ثم بيان حكمها الراجح، مدعومًا بأدلته من الكتاب، والسنة، والإجماع إن وجد.
كما أنه يهتم بذكر الإجماع مع التحقق منه، ومما يميز هذا الكتاب أيضاً اهتمامه بذكر المذاهب الفقهية، وعرض أقوال أهل العلم المحققين، والمجامع الفقهية، كما أنه يهتم ببيان عدد من المسائل المعاصرة، والنوازل المستجدة التي تهمُّ الصائمين.
أما عن طريقة عرضه للمسائل الفقهية فقد اتصف بالسهولة واليسر، وصيغت مسائله بعبارات سهلة مختصرة، تناسب جميع المستويات التعليمية من مختلف شرائح المجتمع.
والكتاب تألف من سبعة أبواب:
الباب الأول: عن تعريف الصوم وأركانه وحكمه وفضائله وأقسامه وشروطه وذلك في خمسة فصول.
الباب الثاني: في فضائل شهر رمضان وخصائصه، وحكم صومه، وطرق إثبات دخوله.
الباب الثالث: عمن يباح لهم الفطر، فذكر المريض، والمسافر، والكبير، والعجوز، والحامل والمرضع ،كما ذكر أسباباً أخرى مبيحة للفطر مرخصة فيه.
الباب الرابع: مفسدات الصوم، وما يكره للصائم، وما يباح منه.
الباب الخامس: ما يستحب صومه، وما يكره، وما يحرم.
الباب السادس: تناول فيه مجموعة من الأحكام العامة في القضاء، كالتتابع، والتراخي في القضاء، وقضاء الصوم عن الميت، ومسألة من شَرَعَ في صوم هل يلزمه إتمامه، ومسألة الإفطار في الصوم الواجب بلا عذر.
الباب السابع: عن الاعتكاف وأحكامه.
نسأل الله أن ينفع بهذا المختصر جامعه وقارئه وأن يجعل فيه نفعاً للإسلام والمسلمين.