التعريف بموضوع الكتاب :
العمل التطوعيُّ الخيريُّ لا شكَّ هو من الأعمال التي حثَّ عليها دِيننا الكريم, وشجَّع على القيام بها؛ لما فيه من النَّفع الذي لا يقتصر على المتطوِّع فحسبُ، بل يتعدَّى ليصيب بنفعه غيرَه, فيعود بالنَّفع على الناس جميعًا.
وكتاب هذا الأسبوع يحمل عنوان: (( العمل التطوُّعي بين النظريَّة والتطبيق)), وقد أوضحت المؤلِّفتان في مقدِّمته أنَّ التطوُّع يُعدُّ رمزًا من رموز تقدُّم الأمم وازدهارها؛ فالأمَّة كلَّما كانت فاعلةً في الأنشطة التطوعية، أدَّى ذلك إلى زيادة تقدُّمها ورُقيِّها, كما بيَّنتَا أنَّ التعقيد الطارئ على الحياة الاجتماعيَّة وتطوُّر الظروف المعاشية, والتغيُّرات الاقتصاديَّة، والأمنيَّة، والتقنيَّة المتسارِعة – كل ذلك يفرضُ أوضاعًا وظروفًا جديدة تقِف الحكومات - أحيانًا - عاجزةً عن مجاراتها, ممَّا يتطلب أن تتضافر الجهود - الرسميَّة والمجتمعيَّة - كافَّةً؛ لمواجهة هذا الواقع، ومواجهة هذه الأوضاع، وهنا يأتي دَورُ العمل التطوُّعي الفعَّال والمؤازر للجهود الرسميَّة. وقد أمَّلت المؤلفتانِ أن يضيف هذا الكتاب شيئًا إلى أدبيات العمل التطوُّعي الخيري.
والكتاب مؤلَّف من ثمانية فصول:
في الفصل الأوَّل: التعريف بمفهوم العمل التطوُّعي، وجاء فيه أنَّه: الجُهد الذي يبذله أيُّ إنسان من أجْل مجتمعه، بكامل إرادته؛ لتحقيق الأهداف الإنسانيَّة, دون انتظار أيِّ مقابل ماديٍّ أو معنويٍّ نظيرَ جهوده.
كما ذكرتِ المؤلِّفتان له عِدَّة تعريفات أخرى، وكان منها تعريفه من المنظور الإسلاميِّ على أنَّه: زيادة دافعُ الرَّغبة في نَيل الثواب من عند الله سبحانه وتعالى، إلى جانب الحسِّ الإنسانيِّ والشعور بالآخرين، والتفاعُل معهم في الانخراط في فَعاليات العمل التطوُّعي, وهو قرار ذاتي يتَّخذه الفردُ بنفْسه؛ لتقديم جُهده، أو ماله، أو فِكره؛ لتحقيق هدف معيَّن؛ يخدم هذا الهدفُ المجتمعَ، ويساعده على تنميته.
وممَّا تناوله هذا الفصلُ أيضًا: خصائص العمل التطوُّعي، فذكر له عِدَّة خصائص, ثم تطرَّق إلى أهميَّة العمل التطوُّعي, أهدافه, ثم أردف بعد ذلك بذِكر شروط العمل التطوُّعي, ومكانته في الإسلام.
وفي الفصل الثَّاني : تناول الكتاب - في مجموعة من النِّقاط - أخلاقياتِ العمل التطوُّعي, ومجالاتِ عمله, والدوافعَ إليه, ومقوِّماتِه، ومعوِّقاتِه, ودورَ التعليم في تحقيق أهدافه ونجاحها.
أمَّا الفصل الثَّالث : فكان الحديثُ فيه عن حقوق المتطوِّعين، وواجباتهم, وتصنيفهم, ومعايير اختيارهم, واستقطابهم, وتدريبهم وتأهيلهم.َّ
وأمَّا الفصل الرَّابع : فقد احتوى على عِدَّة نظريات للعمل التطوُّعي، كنظرية التبادُل الاجتماعي, ونظرية البنائيَّة, والنظرية الوظيفيَّة, ونظرية السُّلَّم الامتدادي, ونظرية التحفيز وغيرها.
ويأتي الفصل الخامس : ليتحدَّث عن مجموعةٍ من المواضيع، كمفهوم منظَّمات العمل التطوُّعي, والخصائص العامَّة لها, ومجالات نشاطها, وتمويلها.
كما تناول بالحديث المنظَّماتِ الأهليَّةَ وأهميتها, والمنظَّماتِ الخيريةَ التطوعيَّة، والمنظَّمات الأهليَّة في الوطن العربي, كما تحدَّث عن عَلاقة المنظَّمات غير الحكوميَّة العربيَّة بالمنظَّمات غير الحكوميَّة الدوليَّة.
وممَّا تناوله هذا الفصل أيضًا: تصنيف المنظَّمات غير الحكوميَّة , وموقع القِطاع الخيري والتطوُّعي في التقسيم الاقتصاديِّ الحديث, والأهميَّة الاقتصاديَّة للقطاع الخيريِّ والتطوُّعي, والبناء المؤسَّسي له في الغرب. وتحدَّث كذلك عن تطوُّر الأنشطة الإنمائيَّة للمنظَّمات غير الحكوميَّة, ونموِّ وانتشار المنظَّمات غير الحكوميَّة، وتوسُّع نشاطاتها عَبْر الحدود.
أمَّا الفصل السَّادس : فتناول بالذِّكر برنامجَ العمل التطوُّعي, وأهدافَ هذا البرنامج، واختصاصاتِه، ومهامَّه, كما تطرَّق للحديث عن مجالات العمل التطوُّعي, وتقييم برامج التطوُّع.
كما جاء في تصوُّر مقترَح لتصميم برنامج تطوُّعي؛ يقوم هذا التصوُّر على إجراءات؛ منها: تحديد البَرنامج, وإعداده، وتنفيذه، وتقييمه.
ثمَّ تناول هذا الفصلُ كيفيةَ إنهاء خِدمة المتطوِّع, وجاء ببرنامج مقترَح لتفعيل ثقافة العمل التطوُّعي لدَى الطلَّاب في النُّظم التعليميَّة, وخُتِم هذا الفصل ببعض المقترَحات لتطوير العمل التطوُّعي.
والفصل السَّابع : قد خُصِّص للحديث عن العمل التطوُّعي في المملكة العربيَّة السعوديَّة, فتناول نشأته, ومجالاته, والمعوقات التي تواجه منظَّماته, ومناهج تفعيل منظَّمات العمل التطوُّعي وأساليبها في المملكة, وعن تفعيل دَور الغُرف التِّجاريَّة الصناعيَّة في دعْم المنظَّمات التطوعيَّة.
وخُتم هذا الفصل بذِكر نماذج من الأعمال التطوعيَّة, كالمكتب التعاوني للدَّعوة والإرشاد, وهيئة الإغاثة الإسلاميَّة العالميَّة, وهيئة الهلال الأحمر السُّعودي, ومؤسَّسة مكَّة الخيريَّة.
والفصل الثامن والأخير خُصِّص للحديث عن العمل التطوُّعي في بعض دُول العالم, كجمهوريَّة مصر العربيَّة, والمملكة المتَّحدة (إنجلترا), والولايات المتَّحدة الأمريكيَّة.
وجاء فيه كذلك الحديث عن العمل التطوُّعي في الأمم المتَّحدة, وبرنامج متطوِّعيه, وعن التطوُّع في المستشفيات في الإمارات العربية المتحدة، والعمل التطوُّعي في المملكة الأردنيَّة الهاشميَّة.