تكمُن أهمية الحديث عن الإيمان بأشراط الساعة وعلاماتها، وعن أدلَّتها وفقهها، في كونها متعلقة يالإيمان باليوم الآخِر، الذي يعدُّ ركنًا أساسيًّا من أركان الإيمان.
وكتاب هذا الأسبوع هو دراسة تفصيليَّة تتناول أحاديث أشراط الساعة وفقهها, حيث قام المؤلف بجَمْع الأحاديث المتعلِّقة بأشراط الساعة, وخرَّجها من مصادرها الأصلية, وذكر أحكام العلماء عليها, خاصَّة ما كان منها خارجَ الصحيحين, كما قام بشرح غريبها, وجمْع أقوال أهل العلم في شروحها, وفوائدها، وعقَّب على بعض الأشراط الصغرى بكلمات وعظية، متَّبعًا في ذلك سُنَّةَ كثير من العلماء ممَّن ألف في ذات الموضوع. كما علَّق على الأشراط التي فيها توجيهات شرعيَّة عند وقوعها، بذِكر هذه التوجيهات والمسالك الشرعيَّة, كما تناول أيضًا المبشِّرات النبويَّة في مواضعها, ونبَّه على الأقوال الضعيفة التي أخطأ بعض العلماء فيها.
وقد تألَّف الكتاب من مقدِّمة، وتمهيد، وبابين، وخاتمة:
أمَّا المقدِّمة : فاشتملتْ على ذِكر أهمية الموضوع، وسبب اختياره, وأهداف البحث, وما سبقه من دِراسات في الموضوع نفسه, وغير ذلك من الأمور التي تُصدَّر بها الرسائل العلميَّة في الغالب.
أمَّا الباب التمهيدي: فقد احتوى على فصلين:
الفصل الأول: تناول فيه المؤلِّف مقدِّماتٍ في عِلم الساعة, فتحدَّث عن أهميَّة الإيمان بأشراط الساعة، مبيِّنًا أن أهميتها تأتي من أهميَّة الإيمان باليوم الآخِر.
كما تحدَّث عن ثمرات الإيمان بهذه الأشراط، وذكَر من هذه الثمرات:
1. تحقيق الإيمان بالله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم.
2. تحقيق الإيمان باليوم الآخِر.
3. تحقيق الإيمان بالغيب.
4. تحقيق الإيمان بنبوَّة نبيِّنا محمَّد صلَّى الله عليه وسلم.
5. تثبيت أهل الإيمان وزيادة يقينهم وإيمانهم.
وغيرها من الثمرات والفوائد، التي تُجنَى من خلال الإيمان الصحيح بهذه الأشراط.
وممَّا تناوله كذلك في هذا الفصل: الحديث عن إخبار النبيِّ صلى الله عليه وسلم عن
الغيوب المستقبليَّة, ووجوب الإيمان بذلك, وتناول كذلك بالحديث علمَ الساعة
وقُربها.
الفصل الثاني: خصَّصه للحديث عن مقدِّمات في
أشراط الساعة, معرِّفًا أشراط الساعة بأنَّها: علامات الساعة الدالَّة على قُرب
وقوعها، وذكر أنَّ العلماء قد تنوَّعت تقاسيمهم لهذه الأشراط باعتبارات عِدَّة؛
فمنهم من قسَّمها إلى كبرى وصغرى, ومنهم مَن اجتهد في ترتيبها حسبَ ظهورها, ومنهم
من تعمَّد خلْط الأشراط الكبرى بالصغرى، سواء كانت ظهرت أو لم تظهر، واعتبر المؤلف
هذه الطريقة أسلمَ المناهج والطرقِ، وعليها أكثرُ كتُب السُّنة، ومنهم مَن نظر إلى
وقت الخروج وزمانه، وقسمها بناء على هذا الاعتبار, إلى غير ذلك من التقاسيم
والاعتبارات التي ذكَرها.
تحدَّث المؤلِّف بعد ذلك عن الضوابط الشرعيَّة في التعامل مع نصوص الفتن والملاحم وأشراط الساعة، وتنزيلها على الوقائع, فذكر مجموعة من الضوابط، نذكر منها على سبيل المثال:
1. الاقتصار على النصوص الشرعيَّة في الاستدلال.
2. التحقُّق من ثبوت النص.
3. التحقُّق من معنى النص.
4. الأصل: حمْل النص على ظاهره.
5. أن يكون تنزيل النص على الواقعة عاريًا من التكلُّف.
6. التحقُّق من طبيعة الواقع.
إلى غير ذلك مما ذكره من ضوابط, وقد فصَّل المؤلف القول فيها، وضرَب لها الأمثلة، واستشهد لها من أقوال أهل العِلم.
وأمَّا الباب الأوَّل من أبواب الكتاب : فقد تناول فيه المؤلِّف أشراط الساعة الصغرى، وذلك في ثلاثة فصول:
الفصل الأول: كان للحديث عن الأشراط الصُّغرى التي ظهرت وانقضَت, كبَعثة النبي صلى الله عليه وسلم, وانشقاق القمر, وموت النبيِّ صلى الله عليه وسلم, وفتْح بيت المقدِس، وغيرها.
الفصل الثاني: تحدَّث فيه عن الأشراط الصغرى التي ظهرتْ مباديها، ولم تنقضِ بعد, كظهور الفتن, وظهور مدَّعي النبوَّة والكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم, وانتشار الأمْن, والتحية على المعرفة, وولادة الأمَةِ ربَّها أو ربَّتها, والتطاول في البنيان, وغيرها.
الفصل الثالث: تناول أشراط الساعة الصغرى التي لم تظهرْ بعد, كانتفاخ الأهلَّة, وحسْر الفُرات عن جبل من ذهب, وخروج القحطاني والجهجاه, وكثرة المطَر, وقلَّة النبات, وغيرها.
وفي الباب الثاني من أبواب الكتاب: تحدَّث المؤلف عن أشراط الساعة الكبرى، وانتظَم حديثه عنها في فصلين:
الفصل الأول: ذكَر فيه الأشراط الكبرى الأرضيَّة, كخروج المسيح الدجَّال, وخروج يأجوج ومأجوج, والخسوفات الثلاثة, وخروج الدابَّة, والنار التي تحشُر الناس.
الفصل الثاني: ذكر فيه الأشراط الكبرى السماويَّة, كنزول المسيح عيسى ابن مريم عليه السلام, وطلوع الشَّمس من مغربها, والدُّخَان.
ثم ختَم الكتاب بخاتمة، ذكَر فيها ملخَّصًا لأبرز نتائج البحث، وتوصياته.
والكتاب جيِّد في بابه.