التعريفُ بموضوعِ الكتاب
إنَّ أشرَفَ العُلومِ على الإطلاقِ، وأَولاها بالتَّفضيلِ على الاستحقاقِ، هو عِلمُ التَّفسيرِ لكلامِ العَلِيِّ القديرِ.
وكتابُ هذا الأسبوعِ حَلقةٌ جديدةٌ تنتظِمُ ضِمنَ سلسلةِ تَفسيرِ القُرآنِ الكريمِ، وهو تفسيرٌ يَجمَعُ بين الأصالةِ والمُعاصَرة، مبنيٌّ على الأثَرِ الصَّحيحِ، ومراعاةِ مستجَدَّاتِ العَصرِ عِلمًا وواقعًا.
وقد اختِيرَ أن يكونَ اسمُ التَّفسيرِ (تفسير المدينةِ المُنَوَّرة)؛ ليدُلَّ على مكانٍ شريفٍ أُلِّفَ فيه وصَدرَ منه؛ ليكون جامعًا بين مَقامين شريفينِ: مَقامِ شَرَفِ العُلومِ، وهو القرآنُ الكريمُ، ومقامِ شَرَفِ المكانِ، وهو المدينةُ المنورةُ، مَهبِطُ الوَحيِ، ودارُ الهِجرةِ.
بدأ الكتابُ بمُقَدِّمتينِ اثنتينِ ذُكِرَ فيهما شيءٌ من مَنهجِ التَّفسيرِ، واختيار اسمِه وأسماءِ المُشاركينَ، ونحو ذلك.
وقد تضمَّنَ المجلَّدُ الأوَّلُ مِن بدايةِ تَفسيرِ الفاتحةِ وحتى نهايةِ تَفسيرِ سُورة الإسراء، والمجَلَّد الثَّاني من بدايةِ سورةِ الكَهفِ وحتى نهايةِ تَفسيرِ سُورةِ النَّاسِ.
وكان من أهَمِّ معالِمِ المَنهجِ الذي ساروا عليه في تفسيرِهم:
- اعتمادُ روايةِ حَفصٍ عن عاصمٍ.
- بيانُ مقاصِدِ القُرآنِ الكريمِ، وقد فُصِّلَتِ المقاصِدُ في عدَّةِ فقراتٍ؛ لمعرفةِ المزيدِ عن غاياتِ السُّورةِ وثمرةِ نَتائِجِها.
- الاعتمادُ على الرِّواية الصَّحيحةِ والرَّاجِحِ مِنَ الأقوالِ.
- اعتمادُ مَذهَبِ السَّلَفِ باجتنابِ التَّأويلِ في تفسيرِ آياتِ الأسماءِ والصِّفاتِ الإلهيَّةِ.
- تركُ إيرادِ الخلافاتِ اللُّغَوية والمذهبيَّة باختيارِ الرَّاجِحِ مِنَ الأقوالِ، أو الجَمع بين الأقوالِ الوَجيهةِ.
وقد تميَّزَ هذا التفسيرُ بإضافاتٍ جديدةٍ؛ منها:
- الوقوفُ النبويَّةُ في غيرِ رُؤوسِ الآياتِ.
- الدِّراساتُ المستقبليَّةُ، وتمَّ إرفاقُ مُلحَقِ آياتِ عِلمِ المُستقبَلِ في النُّسخةِ الإلكترونيَّة.
- الاستنباطاتُ الفَلَكيَّة.
- الفوائِدُ العِلميَّة الجديدةُ، كالفوائِدِ الطِّبيَّةِ والتَّربويةِ، والإعجازِ العِلميِّ.
وقد كان إخراجُ الكتابِ بطريقةِ التَّفسيرِ الإجماليِّ المُختَصَر؛ ليخاطِبَ جميعَ طَبَقاتِ المُجتمَعِ، وذلك بالاعتمادِ على الرِّواياتِ الصَّحيحةِ، والعبارةِ الفَصيحةِ المُستَنِدةِ إلى الإعرابِ الرَّاجِحِ، المتضَمِّنة ضروبَ البلاغةِ، والعنايةِ بإيرادِ وُجوهِ الإعجازِ العِلميِّ ضِمنَ الفوائِدِ والاستنباطاتِ.
وكانت الطريقةُ التي سار عليها التَّفسيرُ على النَّحوِ التَّالي:
في بدايةِ السُّوَرِ يُصَدَّرُ التَّفسيرُ بذِكرِ مَكانِ النُّزُولِ (مكِّي، مدني)، ثم يُذكَرُ ما صَحَّ في فضائِلِ السُّورةِ إن وُجِدَ، ثم تُبَيَّنُ مقاصِدُ السُّورةِ.
ثم يُذكَرُ المقطَعُ المرادُ تَفسيرُه، ويُذكَرُ بعده ما صَحَّ في أسبابِ النُّزولِ لكُلِّ آيةٍ إن وُجِدَ، ثم يُذكَرُ تفسيرُ الآياتِ مُصَدَّرًا برقمِ الآية قبل الدُّخولِ في تفسيرِها، مع تخريجِ الأحاديثِ والآثارِ في مَتنِ الكِتابِ، ثمَّ يُختَمُ المقطَعُ بذِكرِ الفَوائِدِ والاستنباطاتِ العِلميَّة والتَّربويَّة.
وقد تمَّت الإشارةُ في المقَدِّمة إلى المُشاركينَ في تحريرِ هذا التَّفسيرِ؛ وهم عشرة، منهم: أ.د. أحمد بن محمد الخراط، أ.د. عماد بن زهير حافظ، أ.د. محمد بن عبد الرحمن الشايع، أ.د. مبارك بن محمد رحمة، أ.د.أحمد بن خالد شكري.
وتمت الإشارةُ أيضًا إلى أنَّه قام بمراجعةِ التَّفسيرِ كلٌّ مِن أ.د. عماد بن زهير حافظ، أ.د.حكمت بشير ياسين، أ.د. أحمد بن محمد الشرقاوي. وأنَّ ما كان مِن تفسيرٍ طِبِّي في الفوائِدِ، فهو بقَلَم الدكتور محمد جميل الحبال، وما كان مُذَيَّلًا بحرف (ح) فهو من تعليقاتِ الدكتور حكمت بشير ياسين.
وأخيرًا الفهارس، وقد اقتصَرَتِ النُّسخةُ الوَرَقيَّةُ على فِهرسِ المحتوياتِ فقط، أمَّا النُّسخةُ الإلكترونيَّة فقد احتوت على عَشرةِ ملاحِقَ بيانيَّة وفهارس فنيَّة.