التعريفُ بموضوعِ الكتابِ:
إنَّ مِن أعظمِ العُلومِ التي ينبغي أن تُولَى عنايةً خاصَّةً عِلمَ الفقهِ؛ إذ به يُعرَفُ كيف يُعبَدُ اللهُ سبحانه وتعالى، ويُتوصَّلُ مِن خلالِه إلى معرفةِ الحلالِ والحرامِ، فكانت حاجةُ النَّاسِ إليه آكَدَ مِن حاجتِهم إلى الطَّعامِ والشَّرابِ؛ إذ به تستقيمُ أمورُ دينِهم ودنياهم، ويَسعَدونَ في أُولاهم وأُخراهم.
ومِن هذا المُنطَلقِ بدأت مُؤسَّسةُ الدُّرَر السَّنِية العمَلَ على إعدادِ موسوعةٍ فِقهيةٍ شاملةٍ، يُنشَرُ ما أنجِزَ منها تِباعًا، من خلالِ موقِعها الإلكترونيِّ؛ تيسيرًا للوصول إلى الحكمِ الشَّرعيِّ، ومعرفةِ الرَّاجحِ من الأقوالِ، خاصَّةً مع كثرةِ الخلاف في المسائلِ الفِقهيَّةِ، وتشعُّبِ الأقوالِ والآراءِ العِلميَّةِ.
وهذا الكتاب: (فِقهُ الأطعِمةِ والأشرِبةِ، والتَّذكيةِ والصَّيدِ، والعَقيقةِ والأُضحيَّة) أحدُ أجزاءِ الموسوعةِ الفِقهيَّةِ التي أعدَّها فريقُ البحثِ العِلميِّ بمؤسَّسةِ الدُّرَر السَّنِية، وراجعه وأشرف عليه الشَّيخُ عَلَوي بن عبد القادر السَّقَّاف.
وكان مِن دواعي إخراجِ هذا الكتابِ أنَّ الحاجةَ ماسَّةٌ إلى بيانِ أحكامِ الأطعِمةِ والأشرِبةِ وما يَلحَقُ بهما، خاصَّةً في هذا العَصرِ الذي تنوَّعَت فيه أنواعُ الأطعِمةِ والأشرِبة، واستحدث الناسُ أمورًا يُحتاجُ إلى الوقوفِ على حُكمِها، وجُهِل كثيرٌ مِن أحكامِها؛ فكان لا بدَّ مِن بيانِ الأحكامِ الشَّرعيَّةِ والأصولِ والضَّوابطِ والآدابِ المتعَلِّقةِ بالموضوعِ.
وكان ممَّا تميَّز به الكِتابُ:
- الاهتمامُ بذِكر ِالمسائِلِ المجمَعِ عليها، وما حُكِيَ فيه الإجماعُ.
- ذِكرُ المذاهِبِ الفِقهيَّةِ الأربعةِ أو ما تشتمِلُ عليه من أوجُهٍ وأقوالٍ راجِحةٍ.
- الاقتصارُ على أرجحِ الأقوالِ في المسألةِ المبنيَّةِ على الأدِلَّةِ الصَّحيحةِ.
- دعمُ القولِ الرَّاجحِ بذكرِ أبرزِ مَن اختاره من العُلَماءِ المحَقِّقين.
- الاهتِمامُ بالمسائلِ التي يحتاجُها عامَّةُ النَّاسِ.
- الاهتمامُ بذكرِ المسائلِ المعاصِرةِ والمستجدَّاتِ والنوازلِ وأقوالِ أهلِ العلمِ فيها.
- الحرصُ على تيسيرِ المعلومةِ؛ حيث صِيغت بعباراتٍ عِلميَّةٍ سَهلةٍ وواضحةٍ ومُختصَرةٍ.
وقد اشتمل الكتابُ على مُقدِّمةٍ وسِتةِ كُتُبٍ، تحت كلِّ كتابٍ عددٌ من الأبوابِ والفُصولِ.
فكان كتابُ الأطعمة، واشتمل على أربعةِ أبوابٍ:
الباب الأول: تعريفُ الأطعِمةِ والأصلُ فيها.
الباب الثاني: الأطعمةُ من الحيوانِ.
الباب الثالث: الأطعمةُ من غير الحيوانِ.
الباب الرابع: أكلُ المضطرِّ للمُحرَّمِ.
واشتمل كتاب الأشرِبة على ثلاثةِ أبوابٍ:
الباب الأول: الأصلُ في الأشربة وأحكامُ الخمر والنَّبيذ.
الباب الثاني: أحكامُ المخَدِّرات والمنبِّهات والمنوِّمات، وحكمُ التداوي بالخمرِ والمخَدِّرات.
الباب الثالث: حكمُ الأنسولين والدم.
واشتمل كتاب التَّذكِية على بابين:
الباب الأول: تعريفُ التذكية، وأنواعُها، والأصلُ في الذبائحِ، والحكمةُ من مشروعيَّة الذَّكاة.
الباب الثاني: أحكامُ التذكيةِ.
واشتمل كتاب الصَّيد على بابين:
الباب الأول: تعريفُ الصَّيدِ وحُكمُه وأقسامُه.
الباب الثاني: شروطُ الصائدِ والمَصيد وآلتِه.
واشتمل كتاب العقيقة على ثلاثةِ أبوابٍ:
الباب الأول: تعريفُ العقيقة، وتسميتُها، وحكمُها، والحكمةُ منها.
الباب الثاني: أحكامُ العقيقةِ.
الباب الثالث: ما يُشرَعُ يوم السابعِ من الولادةِ.
واشتمل كتاب الأُضحِيَّةِ على ثلاثة أبوابٍ:
الباب الأول: تعريفُ الأضحيَّةِ، ومشروعيَّتُها، والحِكمةُ منها، وفَضلُها، وحُكمُها، وطريقةُ تعيينِها.
الباب الثاني: شروطُ صحةِ الأُضحيَّةِ، ووقتُ الأُضحيَّةِ.
الباب الثالث: من آداب التضحيةِ وسُنَنِها.
كما اشْتَمل الكتابُ على مجمُوعة من الفَهَارس النَّافعة.