التعريفُ بموضوع الكتاب:
جاء النبيُّ محمَّدٌ صلَّى الله عليه وسلم لغايةٍ عظمى، وهدفٍ أسمى، بيَّنه في قولِه: ((إنما بُعِثتُ لأتمِّمَ صالحَ الأخلاقِ))، فكانت رسالتُه تتميمًا لِما نقَص، وإصلاحًا لما فسَد من أخلاق، فأتى صلَّى الله عليه وسلَّم لِيُرسيَ دعائم الأخلاق، ويَشيدَ بنيانَها، ويُثبِّت قواعدَها؛ فتحلَّى بها قولًا وفعلًا، فكان ((خُلُقُه القرآن))، وزكَّاه ربُّه في أخلاقه فقال له: {وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ} [القلم: 4]، فكان لنا فيه أُسوةٌ حسنة، ومثالٌ فريدٌ.
هذا وقد سَلَف لمؤسَّسة الدُّرَر السَّنِية نشرُ (موسوعة الأخلاق) في ستةِ مجلَّدات، وقد بدا لهم اختصارها؛ لتناسِبَ القراءَ كافَّةً؛ طلبةَ العلم المتخصِّصين منهم، والعامَّةَ.
وقد اشتمل هذا المختصَر على قِسمَين: قسمٍ للأخلاق المحمودة التي ينبغي التحلِّي بها، وقِسمٍ في الأخلاقِ المذمومةِ التي ينبغي التنزُّهُ عنها والاحترازُ منها.
وفي كلِّ قسمٍ يبدأُ بذِكرِ معنى الخُلُقِ في اللغة والاصطلاح، ثم إيرادِ حَدِّه وما به يتميَّزُ عن غيره، ثم كَشفِ الغِطاء عن الفارق بينه وبين غيره، ثم الترغيبِ فيه إن كان من الأخلاقِ المحمودة، أو الترهيبِ منه إن كان من أضدادِها.
ومما جاء في المنهجِ المُتَّبَعِ في هذا المختَصرِ:
الإبقاءِ على توثيقاتِ النقولات في الهوامشِ، مع جمع الهوامش المتقاربة في هامشٍ واحد ما أمكنَ.