الموسوعة الحَديثية المُيَسَّرة لغير المتخصصين
استِكمالًا لِما بدَأتْه مؤسَّسةُ الدُّررِ السَّنية مِن تَيسيرِ الوُصول إلى أحاديثِ الرَّسول صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، يأتي هذا العمَلُ الضخم الذي استغرق قرابةَ سبْع سنوات (الموسوعة الحديثية الميسَّرة لغير المتخصصين) كحلقة مُتَمِّمة لسلسلة المشاريع بالموسوعة الحديثية.
ولَمَّا كانت الموسوعة الحديثية الحالية تشتمل على أكثر مِن 350 ألف حُكْم حَديثيٍّ، لقُرابة 200 مُحَدِّث عَبْرَ 14 قرنًا، تختلف أحكامُهم للحديث الواحد حَسَب اجتهاداتهم، وهو ما يُسبِّب بعض الإرباك والتشتُّت لغير المتخصصين؛ كما أنَّ بعض عِبارات التَّصحيح والتَّضعيف والتَّجريح قد تَخْفى عليهم، رأت مؤسَّسة الدُّرَر السَّنية لزامًا عليها، خِدمةً لسُنَّة النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وتيسيرًا لهذه الفئة مِنَ الحَريصين على مَعرِفة صِحَّة الحَديث أنْ تَقوم بهذا العمَل العِلْمي الذي يُساعِد في الوُصول إلى حُكم الحَديث ودَرَجته، دون الاشتغالِ باختِلافات المُحَدِّثين واجتهاداتهم الخاصة، حيث استُبعدت مِن الموسوعة الحديثية الميَسَّرة كلُّ الأحكام المختلفة للحَديث الواحد، والتي تُسبِّب إرباكًا للمُستَفيد غَير المتخصص، وأُبقي فقط على الأحكام الصَّريحة والواضِحة للحَديث الواحد، مِن حيث القَبولُ أو الرَّدُّ، بطريقة عِلْمية وضَوابط مَنهَجية، مُتَّبِعين في ذلك ضوابطَ أئمة المُحدِّثين المتقَدِّمين المَشهود لهم بالرُّسوخ في هذا العِلْم، والإمامة في هذا الفَنِّ، ومُهتَدين بقَواعد المُحَدِّثين المتأخِّرين، ومُستَفيدين مِن بَعض المعاصِرين المتخصصين، مع الاستِفادة مِن كُتُب عُلوم الحَديث المُختَصَّة، وكُتُب العِلل، والرِّجال والتَّراجم المُعلَّلة؛ للتأكُّد مِن سَلامة الأحكام على الأحاديث الصَّحيحة، وخُلُوِّها مِنَ العِلَل القادِحة؛ للوُصول إلى الاطمِئنان لصِحَّة الأحكام وسَلامَتِها.
مثال:
وقدْ صاحَبَ ذلك بعضُ التَّوضيح والبَيان لعَدَد مِن أحكام المُحدِّثين التي رُبَّما تَخْفَى دَلالتُها على المُستَفيد غَير المتخصص، وذلك بعِبارة مُختَصَرة في مَبناها، حاوية لمَدلول الحُكم في مَعناها، مع العِلْم بأنَّنا لا نَحكُم على الحَديث مِن حيثُ الصِّحة والضَّعف، بل نَكتَفي بنَقْل حُكم المُحدِّث وتَوضيحه، وإبراز الراجِح عِندَ اختِلاف الحُكم.
مثال:
وبهذه الصُّورة الحاليَّة تيسَّرت الاستِفادة من الموسوعة والأحكام المشتمِلة عليها لطالِب العِلمِ المتخصِّص، عن طريق الموسوعة الحديثية الأصل، ولغير المتخصص عن طريق المَوسوعة الحَديثية المُيَسَّرة.
هذا، وقد استُفيد مِن جميع الخِدمات التقنيَّة المتاحة، وطُوِّعت لخِدمة هذه الموسوعة؛ لتُلَبِّي حاجة المُستَفيدين مِنَ الموسوعة وخِدماتها.