منهجيَّةُ العملِ في موسوعةِ اللُّغةِ العربيَّةِ
أوَّلًا: النَّحوُ: (قواعدُ وأصولٌ محرَّرةٌ مُيسَّرةٌ)
تهدُفُ الموسوعةُ إلى تبسيطِ قواعدِ النَّحوِ ومسائلِه للقارئِ وطالبِ العلمِ، بحيث يتمكَّنُ المُطَّلعُ من استيعابِ النَّحوِ جملةً وتفصيلًا. وقد اعتمد العملُ في سبيلِ ذلك منهجًا معيَّنًا:
1- البُعدُ عن اختلافِ المدارسِ النَّحويةِ في مسمَّياتِ الأمورِ وعِللِ الأشياءِ ممَّا لا يُفيد القارئَ غيرَ المتخَصِّصِ؛ كالخلافِ في رافعِ الخبرِ، وهل أصلُ الاشتقاقِ الاسمُ أم المصدرُ؟ ونحوِ ذلك.
2- الاقتصارُ في مسائلِ الخلافِ على المذهبِ الرَّاجحِ عند العلماءِ، وهو في الغالبِ قولُ مدرسةِ البصرةِ.
3- الاهتمامُ بالشَّواهدِ القرآنيةِ والحديثيةِ والشِّعريةِ والنَّثريةِ، والتفرقةُ بين ما يُحتجُّ به في زمانِ الاحتجاجِ اللغويِّ، وبين ما أتى لمجرَّدِ التمثيلِ والاستئناسِ.
4- العنايةُ بالشاهدِ الشِّعريِّ ببيان بحرِه، مع ضبطِ الشواهدِ ضبطًا كاملًا.
5- العنايةُ بالشواهدِ والأمثلةِ، وبيانُ موضعِ الشاهدِ منها، وإعرابُها إعرابًا كاملًا.
6- الإلمامُ بمسائلِ النَّحوِ، ودراستُها دراسةً مبسَّطةً، والاستعانةُ في ذلك بكلامِ العُلماءِ المُحْدَثِين.
ثانيًا: الصَّرفُ
لا شكَّ أنَّ علمَ الصَّرفِ من أصعبِ العلومِ اللُّغويةِ التي يعاني المبتدئُ والمتوسِّطُ والمتخصِّصُ في دراسةِ مسائلِه؛ ولهذا فإنَّ الموسوعةَ ترجو أن تُخرِجَ ذلك العلمَ الممتعَ من رداءِ الصعوبةِ والعُسرِ إلى حُلَلِ السُّهولةِ واليُسرِ، طامعةً أن تكونَ نافعةً للمتخصِّصِ، قريبةَ التناولِ للمبتدئِ، بعيدةً عن التقعيرِ والقياساتِ المتعمِّقةِ.
وقد جاءت مسائلُ الصَّرفِ مُبسَّطةً واضحةً، بدءًا من مبادئِ الفنونِ العشَرةِ "الحدُّ، والواضعُ، والاستمدادُ، والثَّمَرةُ، والأهميَّةُ، ونحوُ ذلك"، مرورًا بمسائلِ الفنِّ المعروفةِ؛ من الأوزانِ والزياداتِ، والحذفِ والإلحاقِ، والأبنيةِ المختلِفةِ للاسمِ والفعلِ، والاشتقاقِ والمشتقَّاتِ، والجموعِ، والتصغيرِ والنَّسَبِ، وانتهاءً بمسائلِ الإعلالِ والإبدالِ، والوقفِ والوصلِ.
وتتَّسمُ تلك الدراسةُ بـ:
1- البعدِ عن الأقوالِ الشاذَّةِ، واللغاتِ النَّادرةِ.
2- سهولةِ التناولِ، وإيضاحِ المادةِ بأسلوبٍ يفهمُه المبتدئُ، دون أن ينحطَّ إلى الركاكةِ والخروجِ عن النهجِ العِلميِّ.
3- الاهتمامِ بالجانبِ العمليِّ التطبيقيِّ، مع تدعيمِ ذلك بالجداولِ والرسوماتِ التشجيريةِ التوضيحيةِ.
4- تقسيمِ مسائلِ الصَّرفِ إلى قسمَينِ رئيسَينِ:
- الصِّيغُ المختلفةُ، وذلك يشملُ الاشتقاقَ والوزنَ والأبنيةَ وغيرَ ذلك.
- التَّغَيُّراتُ الداخلةُ على الصِّيَغِ، ويندرجُ تحتَ ذلك فرعَا الإعلالِ والإبدالِ.
ثالثًا: حروفُ المعاني
تتمتَّعُ الحروفُ بمنزلةٍ كبيرةٍ عند علماءِ اللغةِ والشريعةِ؛ حيث انصبَّ اهتمامُ كثيرٍ من العلماءِ على بيانِ معاني تلك الحروفِ، وما ينتجُ عنها من بيانِ المرادِ من كلامِ اللهِ تعالى وقولِ رسولِه ﷺ، وما ينتجُ عن ذلك من اختلافِ الأحكامِ لاختلافِ العلماءِ في تحديدِ معاني تلك الحروفِ، فضلًا عن الجوانبِ البلاغيةِ المتعلِّقةِ بتلك المعاني، وما يتطرَّقُ لإعجازِ القرآنِ الكريمِ من توظيفِ الحروفِ في معانٍ معيَّنةٍ، وتعاقبِها بعضِها في أماكنِ بعضٍ.
ولذلك كان هدفُ الموسوعةِ جمعَ كلِّ معاني الحروفِ التي ذكرها العلماءُ في كتُبِهم التي أفردوا فيها الحروفَ بالدراسةِ، أو في غيرِها من كتُبِ اللغةِ والنَّحوِ والدَّلالةِ. مع الالتزامِ بـ:
- بيانِ جميعِ المعاني التي ورد ذكرُها لكلِّ حرفٍ من الحروفِ، مع بيانِ الشواهدِ والأمثلةِ على ذلك، وإيضاحِ موضعِ الشاهدِ منها.
- لزومِ الاختصارِ من غيرِ إخلالٍ بالمادةِ العلميةِ.
- ترتيبِ الحروفِ ترتيبًا منظَّمًا، بحيث يسهُلُ على المتصفِّحِ الوصولُ إلى معنى الحرفِ الذي يريدُه بسهولةٍ ويُسرٍ.
رابعًا: علمُ البلاغةِ (البيانُ والمعاني والبديعُ)
يسعى هذا الفرعُ إلى بيانِ معالمِ البلاغةِ العربيةِ، وما يُبيِّنُ وجوهَ إعجازِ القرآنِ الكريمِ في نواحي البلاغةِ والبيانِ؛ ولهذا رَمَت إلى إيضاحِ فنونِ البلاغةِ وفروعِها ومسائلِها، وعكفت على دراسةِ أقسامِها الثَّلاثةِ (المعاني والبيانِ والبديعِ) بجمعِ مسائلِ كُلٍّ، ودراستِها دراسةً وافيةً شاملةً بأسلوبٍ عصريٍّ يناسبُ المتخصِّصَ وغيرَ المتخصِّصِ، مدعومٍ بالشواهدِ اللُّغويةِ من القرآنِ والشِّعرِ والنَّثرِ، مع الإحاطةِ بأغلبِ الكتُبِ البلاغيةِ، وتفقُّدِ محتوياتِها.
وقد التزمت الموسوعةُ المنهجَ التاليَ:
1- الاهتمامُ بالشواهدِ القرآنيةِ أكثرَ من غيرِها؛ لأنَّه أعلاها بيانًا وأرفعُها مقامًا، ولأنَّ علومَ البلاغةِ إنما قامت لدراسةِ ذلك الإعجازِ الحاصلِ في نَظمِه.
2- التحليلُ التفصيليُّ للشواهدِ المذكورةِ، ببيانِ موطنِ الشاهدِ، وسرِّ الجمالِ الكائنِ فيها، ومعاني غريبِها.
3- العنايةُ الشديدةُ بالتعريفِ بمصطلحاتِ الفنِّ ومسائلِ فروعِه؛ إذ التعريفُ بالمصطَلحاتِ يترتَّبُ عليه ما بعده؛ ولهذا يختلفُ البلاغيون في كثيرٍ من المسائلِ لاختلافِهم في مسمَّياتِها.
خامسًا: فِقهُ اللُّغةِ وأسرارُ العربيَّةِ
سَعَتِ الموسوعةُ اللغويةُ في بابِ فقهِ اللغةِ إلى دراسةِ اللغةِ العربيةِ دراسةً عِلميةً تبعًا للمناهجِ الحديثةِ لدراسةِ اللغةِ، التي تُعنى بوظائفِ اللغةِ ومجالِ عملِها، والكشفِ عن أصلِ اللغةِ وتطوُّرِها والخلافِ فيها، وتفرُّقِها إلى لهجاتٍ، والتعرُّفِ على العلاقاتِ بين الصوتِ والمعنى، وإيضاحِ الدَّلالاتِ المختلفةِ، وكيفيَّةِ تركيبِ المفرداتِ والكلماتِ والأصواتِ، وطريقةِ النطقِ، وربطِ جميعِ ذلك بنصوصِ القرآنِ الكريمِ والسُّنَّةِ النبويَّةِ المطهَّرةِ، وأشعارِ العربِ وأقوالِهم، وكانت دراسةُ ذلك بمنهجٍ محدَّدٍ، بيانُه فيما يأتي:
1- الوقوفُ على جميعِ مسائلِ فقهِ اللغةِ، وجمعُها بدقةٍ من المصادرِ العربيةِ والأجنبيةِ.
2- الاهتمامُ بمبحثِ اللهجاتِ واختلافِها، والظواهرِ اللغويةِ المختلفةِ، وأثرِ جميعِ ذلك على نصوصِ اللغةِ العربيةِ.
3- التوسطُ في عرضِ المسائلِ ومناقشتِها، من غيرِ إيجازٍ مُخِلٍّ ولا تطويلٍ مُمِلٍّ.
4- تنبيهُ الدارسِ للفرقِ بين علمِ اللغةِ وفقهِ اللغةِ؛ إذ الخلطُ بينهما كثيرٌ.
5- مناقشةُ الجانبِ العمليِّ والتطبيقيِّ لفقهِ اللغةِ، والاهتمامُ به.
6- إيضاحُ مكانةِ اللغةِ العربيةِ بين اللغاتِ الساميَّةِ، وفضلِها على سائرِ اللغاتِ.
سادسًا: علمُ اللُّغةِ والأصواتِ
اهتمَّت الموسوعةُ بدراسةِ مسائلِ علمِ اللغةِ دراسةً موضوعيةً بأسلوبٍ حديثٍ يناسبُ المبتدئَ والمتوسِّطَ، ويُلَبِّي حاجاتِ القارئِ بالوقوفِ على دقائقِ العلمِ وتفصيلاتِه، بدءًا من بيانِ المرادِ بمصطلحِ "علم اللغة" وموضوعِه ووظائفِه ومجالاتِه، ثمَّ التأريخِ لنشأتِه وتطوُّرِه، وبيانِ مناهجِ دراسةِ اللغاتِ، ثمَّ الوُلوجِ في مسائلِ العلمِ، وبيانِ مجهوداتِ علماءِ العربِ الأوائلِ، وريادتِهم في هذا العلمِ.
كما ارتكزت دراسةُ "علم الأصوات" على قواعدِ العلمِ وأصولِه؛ فعرَّفت به وبموضوعِه، وذكَرت نشأتَه وتطوُّرَه ومناهجَ البحثِ فيه، مع التعريفِ بأهمِّ الظواهرِ اللغويةِ الصوتيةِ، وتطرَّقت لأهميَّةِ علمِ الأصواتِ في الدراساتِ اللغويةِ. وقد اتَّسمت الدراستان ببعضِ الخصائصِ؛ منها:
1- استقصاءُ جميعِ المباحثِ بطريقةٍ سهلةٍ وموجَزةٍ وسَلِسةٍ، تنفي عن صاحبِها السآمةَ والملَلَ، وتدفعُ عنه الجهالةَ والحَيرةَ.
2- العنايةُ بالمصطَلحاتِ العلميةِ، وضرورةُ التفرقةِ بين علمِ اللغةِ وسائرِ العلومِ المتعلِّقةِ به؛ كفقهِ اللغةِ، وعلمِ الدَّلالةِ، ونحوِ ذلك.
3- الاهتمامُ بالتقسيماتِ والتفريعاتِ التي تُبَسِّطُ الدرسَ اللغويَّ للقارئِ.
4- التركيزُ على التفرقةِ بين علمِ التجويدِ، وعلمِ الأصواتِ، وعلمِ اللغةِ؛ فإنَّها من أشكَلِ ما يشتبِهُ على الباحثِ والقارئِ، خاصةً التجويدَ والأصواتَ.
5- إبرازُ دورِ العلماءِ المسلمين في نشأةِ علمِ الأصواتِ مبكِّرًا في القرنِ الرابعِ الهجريِّ، قبل بدايتِه عند الغربيِّين في القرنِ الثامنَ عشرَ الميلاديِّ.
سابعًا: التَّرقيمُ والإملاءُ، والأخطاءُ الشَّائعةُ
الكتابةُ هي رابعةُ مهاراتِ اللغاتِ مع القراءةِ والتحدُّثِ والاستماعِ، وهي وسيلةٌ من وسائلِ التواصلِ والتفاهمِ بين النَّاسِ؛ ولهذا يترتبُ على الخطأِ فيها اختلافُ المعاني، وقصورُ الأفهامِ عن درَكِ المقصودِ؛ ولهذا اهتمَّت الموسوعةُ ببيانِ قواعدِ الكتابةِ والإملاءِ الصحيحِ، وتصحيحِ أغلبِ الأخطاءِ التي يقعُ النَّاسُ فيها أثناءَ الكتابةِ؛ كالخلطِ بين الهمزةِ والألفِ، والخطأِ في رسمِ الهمزاتِ في أوَّلِ الكلامِ ووسَطِه وآخرِه، وهمزةِ القطعِ والوصلِ، وحذفِ الألفِ من "ابن"، ورسمِ الألفِ المقصورةِ في أواخرِ الكلماتِ، مِثلُ: "عصا، هُدى"، والتاءِ المفتوحةِ والمربوطةِ، وبيانِ الأحرفِ التي تُزادُ في الكتابةِ دونَ النطقِ، مثلُ ألف "مائة"، وواو "عَمرو"، والتي تُحذفُ في الكتابةِ، مثلُ ألف "الرحمن"، وواو "داود"، وحذفِ النونِ قبل "لا" مع اختلافِ أنواعِها، والكلماتِ التي تُكتبُ موصولةً، مثلُ "حَضْرَموتَ ومَعْدِيكَرِبَ".
كما ذكَرَت قواعدَ الترقيمِ التي تساعدُ في إفهامِ المعنى المرادِ، وتحسينِ طريقةِ قراءةِ المكتوبِ باستخدامِ النَّبرِ والوقفِ ونحوِ ذلك بما يتوافقُ مع المعنى المكتوبِ.
واختتَمت بتصحيحِ بعضِ الأخطاءِ الشائعةِ التي يقعُ فيها النَّاسُ في كتاباتِهم أو نُطقِهم، والتي ترجعُ في الأعمِّ الأغلبِ إلى الهمَزاتِ، وضبطِ بنيةِ الكلماتِ، وتذكيرِ المؤنثِ والعكسِ، والخطأِ في تصريفِ الفعلِ الثلاثيِّ المجردِ في الماضي والمضارعِ، إلى غيرِ ذلك.
ثامنًا: الإنشاءُ والتَّعبيرُ والكتابةُ
تشدو الموسوعةُ أن يجدَ السَّاعي إلى بلوغِ درجةِ الكُتَّابِ والأُدباءِ ضالَّته في تلك الصفحاتِ القليلةِ؛ حيث ترمي إلى تكوينِ وتنميةِ المَلَكةِ الأدبيةِ والموهبةِ الإنشائيةِ التي نبتت بذورُها عند البعضِ، وتُشَدِّدُ على اشتراطِ الطَّبعِ القادرِ على التعبيرِ والكتابةِ؛ فإنَّ أحدًا لو توافر له من مُقَوِّماتِ الكاتبِ الأديبِ الشيءُ الكبيرُ، لَما تحرَّك له قلمٌ حتى يكونَ مطبوعًا بفطرتِه على ذلك؛ ولذلك اهتمَّت ببيانِ أدواتِ الكتابةِ التي لا بدَّ للكاتبِ منها، وهي: المعرفةُ باللغةِ العربيةِ، وحفظُ القرآنِ الكريمِ والحديثِ الشريفِ، وأشعارِ العربِ، وأمثالِهم وحِكَمِهم المأثورةِ، ومعرفةُ أيامِ العربِ وتاريخِهم، والاطلاعُ على أعمالِ المتقدِّمين شعرًا ونثرًا؛ حتى تقوى القريحةُ ويتهيَّأَ القلبُ، ثمَّ الإكثارُ من الممارسةِ والتمرينِ حتى يستقيمَ القلمُ وتجري الأكُفُّ من غيرِ تلعثُمٍ واضطرابٍ.
وقد بيَّنت الموسوعةُ أهميَّةَ الأسلوبِ بالنسبةِ للرجُلِ، والحِرصِ على أداءِ المعنى دونَ أن يكونَ الغرَضُ مجرَّدَ تنميقِ الكلامِ وانتقاءِ الألفاظِ، ثمَّ ذكَرت أفضلَ الطُّرقِ لإنشاءِ الكِتابِ بطريقةٍ أدبيةٍ بليغةٍ، تبدأ من حُسنالابتداءِ، ثمَّ التخلُّصِ من المقدِّمةِ إلى الغرضِ، وصولًا إلى الخاتمةِ، كما درست أهمَّ فنونِ الكتابةِ الأدبيةِ من الرسائلِ والخَطابةِ والقِصَصِ والرواياتِ، بذكرِ عناصرِ كلٍّ وشروطِها وما يتعلَّقُ بها.
تاسعًا: المعاجمُ وكتُبُ اللغةِ
تهدُفُ الموسوعةُ من دراسةِ المعاجمِ العربيةِ إلى تسهيلِ طرُقِ البحثِ في المعاجمِ باختلافِ مدارسِها وأنواعِها، وإرشادِ القارئِ إلى مناهجِ كلِّ مؤلِّفٍ في مُعجَمِه؛ ولهذا كان من أبرزِ خصائصِ المنهجِ المتَّبعِ:
1- التعريفُ بأنواعِ المعاجمِ باعتبارِ موادِّها؛ فمعاجمُ الموضوعاتِ تختلفُ عن معاجمِ الألفاظِ، وكلاهما يختلفُ عن المعاجمِ الدَّلاليةِ الخاصةِ، كمعاجمِ ألفاظِ القرآنِ، أو الحديثِ، أو لغةِ الفقهِ.
2- التعريفُ بمدارسِ ترتيبِ المعاجمِ اللفظيةِ؛ ببيانِ رائدِها، وطريقتِها في الترتيبِ، وكيفيةِ الكشفِ في معاجمِها، وبيانِ مميِّزاتِ تلك الطريقةِ وعيوبِها.
3- بيانُ أشهرِ المعاجمِ في كلِّ مدرسةٍ، ودراسةُ تلك المعاجمِ دراسةً ملخَّصةً، تستهدفُ منهجَها في الترتيبِ، والغرضَ من تأليفِها، وذِكرَ مميِّزاتِها وما انفردت به، والمآخِذِ عليها، وأهمِّ مصادرِها، وأبرزِ خصائصِها؛ والتمثيلَ لها بذكرِ قطعةٍ منها.
4- بيانُ الغايةِ من تأليفِ المعاجمِ اليسوعيةِ، وأنَّها لم تكنْ لمحضِ نفعِ العربِ، وإنما لدَسِّ الشُّبُهاتِ في الإسلامِ، وللحطِّ من شأنِ اللغةِ العربيةِ؛ ولهذا حذَّرت الموسوعةُ من تلك المعاجِمِ.
عاشرًا: أشهَرُ المصطَلَحاتِ النَّحويَّةِ واللُّغويَّةِ والصَّرفيَّةِ
لا ريبَ أنَّ وقوفَ القارئِ على المرادِ بمصطَلحاتِ العلومِ وحدودِها من أهمِّ أدواتِ الفهمِ والتحصيلِ السليمِ للعلمِ؛ ولهذا اعتنت الموسوعةُ بحصرِ أهمِّ المصطَلحاتِ المتعلِّقةِ بعلومِ اللغةِ، وبيانِ المرادِ منها في كلِّ علمٍ من تلك العلومِ إن اختلف المرادُ باختلافِ الفنِّ، مثلُ: "الحذفِ، والفصلِ، والوزنِ، والإبدالِ". وقد انتهج هذا العملُ نهجًا معيَّنًا، تتجلَّى أبرزُ ملامحِه في:
1- ترتيبِ المصطَلحاتِ ألفبائيًّا، من غير فصلٍ بين مصطَلحاتِ كلِّ فنٍّ على حدةٍ؛ فترى مصطَلحاتِ النَّحوِ والصَّرفِ والبلاغةِ والأدبِ والعَروضِ وغيرِها متداخِلةً بحسَبِ ترتيبِ أوائلِها.
2- الاقتصارِ على أشهرِ المصطَلحاتِ.
3- بيانِ المرادِ من تلك المصطَلحاتِ بأسلوبٍ شافٍ يُوَضِّحُ الغامضَ ويحُلُّ المُشكِلَ.
4- الإيجازِ في التعريفِ، وعدمِ الاهتمامِ بالشواهدِ إلَّا حينَ الضرورةِ.
5- البعدِ عن اختلافِ العلماءِ في تعريفِ المصطَلحاتِ، والاقتصارِ على المشهورِ منها.
حادِيَ عَشَرَ: التعريبُ
من أبرزِ القضايا الخلافيةِ في مسائلِ أصولِ الفقهِ والتفسيرِ والبلاغةِ وغيرِها: مسألةُ وجودِ ألفاظٍ مُعَرَّبةٍ في القرآنِ؛ فقد اختلف العلماءُ فيها بين الإيجابِ والسَّلبِ؛ ولهذا رمت الموسوعةُ إلى بيانِ ذلك، ومناقشةِ أقوالِ الفريقينِ وأدلَّتِهما التي استندوا إليها، وانتهت إلى ترجيحِ القولِ الثَّالثِ الذي رأى أنَّ في القرآنِ بعضًا من الألفاظِ الأعجميَّةِ، غيرَ أنَّ العربَ استعملوها وعرَّبوها قبل أن تَرِدَ في القرآنِ؛ فهي عربيةٌ باعتبارٍ، مُعَرَّبةٌ بآخَرَ.
وقد حصرت الموسوعةُ الألفاظَ المُعَرَّبةَ أو المختَلَفَ في عربيَّتِها، وبيَّنت حقيقتَها ما بين العربيَّةِ والتعريبِ وَفقَ المنهجِ الآتي:
- ذِكرُ الآيةِ التي وردت فيها تلك اللفظةُ.
- بيانُ معناها المُعَرَّبِ الذي قصَده القرآنُ، وذِكرُ الشواهدِ على ذلك.
- ذِكرُ أصلِها ومعناها في لغتِها التي عُرِّبت منها، واختلافِ العلماءِ في ذلك.
- ترتيبُ تلك الألفاظِ ترتيبًا ألفبائيًّا.
ثاني عشَرَ: تراجِمُ اللُّغَويين
اهتمَّت الموسوعةُ بالترجمةِ لأبرزِ علماءِ اللُّغةِ -الذين اشتغلوا بقضايا النَّحوِ والصَّرفِ والبلاغةِ، وغيرِها من فنونِ اللغةِ العربيةِ وعلومِها- ترجمةً وافيةً، تشملُ:
1- الاسمَ والنَّسَبَ، واللَّقَبَ والكُنيةَ، والموطِنَ.
2- تاريخَ مولدِه إن عُرف ذلك.
3- ذِكرَ أبرزِ مشايخِه وتلاميذِه.
4- بيانَ منزلتِه ومكانتِه، وأقوالِ أهلِ العلمِ عنه، وثنائِهم عليه.
5- بيانَ اعتقادِه من اتِّباعِ السُّنَّةِ أو مخالفتِها إلى مذاهبِ المبتدِعةِ، وذلك بنصِّ العلماءِ والمؤرِّخين، أو بوجودِ شواهدِ ذلك من كتُبِه.
6- ذكرَ تاريخِ وفاتِه.
7- عزْوَ تلك الترجمةِ إلى كتُبِ التراجمِ المختصَّةِ بذلك.
ثالثَ عَشَرَ: الأدبُ العربيُّ
استقصت الموسوعةُ الأدبيةُ دراسةَ أنماطِ الأدبِ العربيِّ قديمًا وحديثًا من شِعرٍ ونثرٍ يتضمَّنُ الخُطَبَ والحِكَمَ والأمثالَ، والرسائلَ والتوقيعاتِ والوصايا، والقصَّةَ والروايةَ، وغيرَها من الفنونِ النثريةِ، مع دراسةِ تلك الفنونِ الشِّعريةِ والنَّثريةِ في عصورِها؛ فجاء ذلك على أبوابِ: (العصرِ الجاهليِّ- عصرِ النبُوَّةِ والخلافةِ الراشدةِ- العصرِ الأمَويِّ- العصرِ العباسيِّ- الأدبِ الأندلُسيِّ- الأدبِ الحديثِ)، مع تقسيمِ أدبِ كلِّ عصرٍ إلى فنونِ الشِّعرِ وفنونِ النَّثرِ.
وقد ارتكز العمَلُ على عدَّةِ ركائزَ:
1- الاهتمامُ بدراسةِ حالِ المجتمعِ والوقائعِ السِّياسيةِ والاجتماعيةِ التي نجم عنها ذلك الإبداعُ الأدبيُّ، وهو ما يُعرفُ بـ"تاريخ الأدب".
2- العنايةُ بالموضوعاتِ الشِّعريةِ والنَّثريةِ من هجاءٍ ومدحٍ، وفخرٍ ورثاءٍ، وغَزَلٍ ووصفٍ، ونحوِها، مع مقارنةِ تلك الموضوعاتِ في العصورِ المختَلِفةِ؛ كالتفرقةِ بين الهجاءِ زمانَ الجاهليةِ والإسلامِ.
3- الإكثارُ من الشواهدِ والأشعارِ في كلِّ غرضٍ من أغراضِ الشِّعرِ في كلِّ عصرٍ من العصورِ، وكذلك الاهتمامُ بذكرِ النصوصِ النثريةِ التي تنتمي للفنونِ النَّثريةِ المختَلِفةِ.
4- التعريفُ بأبرزِ الأعلامِ في كلِّ عصرٍ من العصورِ، والترجمةُ لهم ترجمةً مختصَرةً، مع ذكرِ روائعِ أعمالِهم الشِّعريةِ أو النَّثريةِ.
5- التأريخُ لكلِّ عصرٍ أدبيٍّ بذكرِ بدايتِه ونهايتِه، وَفقَ منهجِ الأدباءِ والمؤرِّخين في تقسيمِ العصورِ التاريخيةِ، مع الجنوحِ إلى دراسةِ أدبِ العصرِ العباسيِّ جملةً دونَ تقسيمِه إلى عصورِه المعروفةِ لدى المؤرِّخين؛ إذ لا تترتَّبُ على تلك القسمةِ فائدةٌ أدبيَّةٌ.
6- العنايةُ بملامحِ التطوُّرِ الشِّعريِّ، وظهورِ الألوانِ المُستحدَثةِ عنه؛ كالموشَّحاتِ، والمُخَمَّساتِ، والشِّعرِ الحُرِّ والمنثورِ، والنَّبَطيِّ.
7- دراسةُ الأشكالِ النَّثريةِ الجديدةِ، مثلُ القِصَصِ والرِّواياتِ، وذِكرُ مراحِلِ ظهورِها حتى وجودِها على تلك الحالةِ التي استقرَّت إليها.