التعريف بموضوع الكتاب:
إنَّ كتابَ اللهِ (القرآنَ العظيمَ) هو الحقُّ المبينُ، أنزَله على عَبدِه ورسولِه الأمينِ؛ ليكونَ هدايةً للإنسِ والجنِّ أَجمعينَ، ويُخرِجَهم من ظُلماتِ الباطلِ والشَّكِّ إلى نُورِ الحقِّ واليقينِ؛ فمَن استَمْسَك به فقد اعتَصَم بالحبلِ القَويمِ، وهُدِي إلى الصِّراطِ المُستقيمِ، قال اللهُ عزَّ وجلَّ: {قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ * يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ وَيُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ } [المائدة: 15، 16].
ولما مَنَّ الله تعالى على العاملين في مؤسسة الدرر السنية وشرَّفهم بخدمةِ كتابِه، وإتمامِ تفسيرِ القرآنِ العظيمِ «التفسير المحرَّر» بدَا لهم أنْ يستلوا المقدِّماتِ التي كانوا يقدمون بها بينَ يَدَيْ كلِّ سورةٍ مِن سُوَرِ القرآنِ قبلَ الشُّروعِ في تفسيرِها، وأنْ يفردوها بمؤلَّفٍ لطيفٍ؛ تسهيلًا على مَن يُريدُ الإلمامَ بأهمِّ ما يَنْبَغي معرفتُه عن كلِّ سُورةٍ مِن سُوَرِ القرآنِ الكريمِ، وسموه «سُوَرُ القرآنِ الكريمِ: أسماؤها- فضائلُها وخصائصُها- مَكِّيُّها ومَدنِيُّها- مقاصدُها- موضوعاتُها»، فكان هذا الكتاب.
وقد وجَدوا الفرصةَ سانحةً لتصويبِ ما يلزمُ تصويبُه معَ تنقيحٍ وزياداتٍ متنوعةٍ خاصةً في أسماءِ السُّورِ وفضائلِها وخصائصِها. فجاء هذا السفر منقحًا مزيدًا عما هو موجود في الكتاب الأم.
والكتابُ يمر على سور القرآن كلها سورة سورة، وتحت كل سورة هناك عِدَّة موضوعات -كما يظهرُ مِن عنوانِ الكتاب- حرر فيها الكلام بناء على ضوابط ثابتة، وأورد تحتها خلاصة ما في كتب العلماء المختصين، وهذه الموضوعات كالآتي:
أولًا: أسماءُ السُّورةِ:
ويُذكرُ تحتَ هذا العنوان في المتنِ اسم السورةِ المشهور في المصاحفِ، وما ورَد فيه نصٌّ صحيحٌ مَرفوعًا أو مَوقوفًا، معَ الإشارةِ في الحاشيةِ إلى الأسماءِ الأخرَى التي سُمِّيتْ بها السورةُ معَ ذِكرِ سَبَبِ التَّسميةِ.
ثانيًا: فَضائلُ السُّورةِ وخَصائِصُها:
ويُذكرُ تَحتَه ما ثَبَت للسُّورةِ مِن فَضائِلَ، وما اختصَّت به من خَصائصَ.
ثالثًا: بَيانُ المَكيِّ والمَدَنيِّ:
ولا شكَّ أنَّ معرفةَ المكيِّ والمدنيِّ له أهميةٌ كبيرةٌ في فهمِ القرآنِ ومعرفةِ الناسخِ مِن المنسوخِ، والتعرفِ على سيرةِ الرسولِ صلى الله عليه وسلم ودعوتِه إلى غيرِ ذلك، وهذا العلمُ يبينُ مدَى عنايةِ المسلمينَ بالقرآنِ الكريمِ.
وأعتنى القائمون على الكتاب في هذا البابِ بذِكرِ الإجماعاتِ المنقولةِ على مكيَّةِ السُّورةِ أو مَدَنيَّتِها، وما يَرِدُ على هذه الإجماعات مِن استثناءاتٍ لبعضِ الآياتِ، وما يقَعُ مِن خِلافٍ.
وكان الاعتِمادُ في تحديدِ المكيِّ والمدنيِّ على الضَّابطِ الزَّمانيِّ، وهو أنَّ ما نزَلَ قَبلَ الهجرةِ، فهو مكِّيٌّ، وما نزَل بعدَها فهو مَدَنيٌّ.
رابعًا: مَقاصِدُ السُّورةِ:
ويذكَرُ تحتَه المحور أو المحاوِر التي تدورُ عليها السُّورةُ، وهو مما يعينُ على فهمِ كتابِ الله تعالى.
خامسًا: موضوعاتُ السُّورةِ:
وذكروا تحتَه أهمَّ الموضوعاتِ التي تناولَتْها السُّورةُ.