التعريفُ بموضوعِ الكتابِ:
القرآنُ الكريمُ هو أشرَفُ الكتُبِ السَّماويَّةِ، وإجالةُ الخاطِرِ في حِكَمِه، وتلمُّسُ أسرارِه: بابٌ يُفتَحُ بمعرفةِ تفسيرِه، والتَّمعُّنِ في معانيه. وإنَّ شرَفَ العِلمِ على قدْرِ شرَفِ المعلومِ؛ ولذا فإنَّ أشرَفَ العلومِ هو عِلمُ التفسيرِ؛ فموضوعُه كلامُ اللهِ تعالى؛ ولهذا قامت مُؤَسَّسةُ الدُّرَرِ السَّنيَّةِ بإخراجِ تفسيرٍ مُوَسَّعٍ محرَّرٍ لجميعِ سُوَرِ القرآنِ الكريمِ، صدَر في أربعةٍ وأربعين مجلَّدًا بفَضلِ اللهِ، وقد حوى هذا التفسيرُ جوانبَ متعدِّدةً، كالمعنى الإجماليِّ، وتفسيرِ الآياتِ، وذِكرِ فوائِدِها وبلاغتِها، ومن ذلك أيضًا غريبُ الكَلِماتِ، وقد كان المنهجُ المتَّبعُ فيها: الاقتِصارُ على الكَلِماتِ الغريبةِ التي يُحتاجُ إلى مَعرفةِ معناها، والاعتِناءُ بذِكرِ معنى الكَلِمةِ، وأصلِ اشتِقاقِها، والرَّبطِ بينهما -إنْ أمكَنَ- معتمدينَ في ذلك على أمَّهاتِ كتُبِ هذا الفَنِّ.
ولمَّا كان تحصيلُ معاني مفرداتِ ألفاظِ القرآنِ مُعينًا لمن أراد أن يُدرِكَ معانيَه، ويتدبَّرَ آياتِه، ارتأت مُؤَسَّسةُ الدُّرَرِ السَّنيَّةِ أن تستَلَّ من كتابِها (التفسيرُ المحرَّرُ) غريبَ كَلِماتِ القرآنِ الكريمِ، وإفرادَه بمؤلَّفٍ مُستقِلٍّ شاملٍ، ومختَصَرٍ ومحرَّرٍ، وقد كان عَمَلُهم فيه على النَّحوِ الآتي:
- ترتيبُ الكتابِ على ترتيبِ سُورِ القرآنِ الكريمِ في المصحَفِ.
- تصديرُ الكَلِمةِ المفسَّرةِ برَقمِ الآيةِ، فإن اشتملت الآيةُ على عدَّةِ كَلِماتٍ غريبةٍ اكتُفي بكتابةِ الرَّقمِ في الموضعِ الأوَّلِ.
- الاقتصارُ على معنى الكَلِمةِ الغريبةِ باختصارٍ دونَ التَّوسُّعِ بذكرِ اشتقاقِها واستعمالاتِها وأصلِ مادَّتِها.
- ذِكرُ عدَّةِ أقوالٍ في معنى الكَلِمةِ أحيانًا.
- تركُ العَزوِ على المصادِرِ التي أُخِذ منها المعنى المذكورُ.
- إضافةُ الكثيرِ من الكلِماتِ التي لم تُذكَرْ في الأصلِ، وذُكِرت أثناءَ التَّفسيرِ.
- الحِرصُ على تسهيلِ المعنى وتوضيحِه لعامَّةِ القرَّاءِ.
وقد اشتمَل الكتابُ على ما يقارِبُ 7400 كَلِمةٍ غريبةٍ من كَلِماتِ المصحَفِ الشَّريفِ، عُرِضَت بطريقةٍ واضحةٍ وميسَّرةٍ، وخرج ذلك في مصنَّفٍ صغيرِ الحَجمِ، غزيرِ الفائدةِ.