التعريف بموضوع الكتاب :
اختار الله تبارك و تعالى محمداً صلى الله عليه وسلم من سائر خلقه ليختم به نبواته , وينهي به رسالاته , وليكون سيد المرسلين وإمامهم , واختار لرسول الله صلى الله عليه وسلم صفوة خلقه وخلص عباده ليكونوا عوناً له على هذه المهمة , فيحملوا أعباء الدعوة ويقوموا بتكاليف الدين ..
وكان من هؤلاء المصطفين من جمع الله له فضيلتين وقرن له بين ميزتين هما الصحبة القرابة و من هؤلاء سبطا رسول الله وريحانتاه , وسيدا شباب أهل الجنة الحسن والحسين ابنا ابنته صلى الله عليه وسلم ورضي الله عنهم أجمعين .
ولما كان الناس من هذين العلمين على طرفي نقيض - طرف استهان بقدرهما وعلو شأنهما , بل وصل به الأمر إلى بغضهما , وطرف غلا فيهما غلواً فاحشاً أوصلهما فيه إلى حد لا ينبغي لهما ولا لغيرهما من الأنبياء والصالحين مما حدا بهؤلاء وهؤلاء على حد سواء إلى نشر كل ما يوافق هواهم فيهما من أحاديث سقيمة وآثار موضوعة تؤيد ما هم عليه من باطل وتقوي ما هم فيه من زيغ .
لما كان الأمر قد وصل إلى هذه الحالة احتاجت المكتبة الإسلامية إلى مثل هذا الكتاب الذي يجلي مثل هذه النصوص ويبين الصحيح من عدمه , وليكون مرجعاً لمن أراد أن يقف من هذين العلمين موقفاً شرعياً لا غلو فيه ولا إفراط , كما لا استهانة فيه ولا تفريط .
عقد المؤلف كتابه في ثلاثة أبواب :
أولها تكلم فيه عن ماهية الصحبة والقرابة وفضل كل منهما , فتكلم في الفصل الأول عن تعريف الصحبة ومكانتها وفضلها , وتحدث فيه عن عدالة صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم وما ينبغي أن يعتقده المرء فيهم .
وتكلم في الفصل الثاني عن تعريف قرابة النبي صلى الله عليه وسلم وبيان فضلهم ومكانتهم , وما يخصهم من أحكام دون غيرهم .
وفي الباب الثاني من الكتاب ترجم المؤلف فيه للسبطين رضي الله عنهما فتحدث في الفصل الأول عن الحسن: اسمه ومولده ومكانته , وعن صفاته الخَلقية والخُلقية , وعرج على مكانته وكرمه وعبادته ليختم الفصل بالحديث عن سبب وفاته , وعن زوجاته وأولاده .
والفصل الثاني ذكر ترجمة الحسين رضي الله عنه فتحدث عن اسمه ومولده ومكانته , وصفاته الخَلقية الخُلقية .
ليتكلم بعد ذلك عن خروجه من مكة لمَّا طلب منه مبايعة يزيد , ثم ما جرى بينه وبين أهل العراق من مراسلات انتهت بخروجه من مكة إلى الكوفة , وما لقيه رضي الله عنه من معارضة الصحابة لخروجه , وما انتهى إليه الأمر من وقوع موقعة الطف في كربلاء التي استشهد رضي الله عنه فيها .
أما في الباب الثالث فقد ساق المؤلف الأحاديث التي وردت في الحسن والحسين رضي الله عنهما , ولم يكتف بجمعها وسردها , بل قام بتخريج كل حديث أورده , ومن ثم دراسة سنده دراسة حديثية مفصلة ليخرج في آخر الأمر بحكم على الحديث وبيان درجته .
واشتمل هذا الباب على أربعة فصول , أورد في أولها الأحاديث التي وردت في شأن الحسن رضي الله عنه.
ثم في الفصل الثاني أورد الأحاديث التي وردت في الحسين رضي الله عنه , وفي الفصل الثالث أورد الأحاديث التي وردت في شأنهما معاً ليختم الباب بفصل ذكر فيه ما ورد في أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم عامة .
بعد هذا العرض المجمل لمحتويات الكتاب يتبين لنا أنه قيم في موضوعه , بل يمكن أن نأخذ منه إشارة إلى حاجتنا لدراسة أعلامنا دراسة علمية متفحصة ومتأنية ننقي فيها تاريخهم من عبث المتقولين , وزيادات الغالين. فجزى الله المؤلف خير الجزاء على هذا الكتاب .