التعريف بموضوع الكتاب :
الاختصار فن من فنون الكلام اهتم به العرب في كلامهم, وما استخدامهم للضمائر, إلا دليل على رغبتهم في الاختصار, ولذلك افتخر النبي صلى الله عليه وسلم بما حباه الله تعالى من الفضائل ومنها أن الله فضله على غيره بأمور منها: أنه أعطي جوامع الكلم, ولم يعطها أحد قبله, فقال صلى الله عليه وسلم ((بعثت بجوامع الكلم)).
والاختصار في الكلام: أن تدع الفضول وتستوجز الذي يأتي على المعنى.
وقد عرف العلماء المعنى الاصطلاحي للاختصار
فقال ابن فارس: الاختصار أخذ أوساط الكلام وترك شعبه, وقصد معانيه.
وقال ابن قدامة المقدسي: اختصرت هذا الكتاب: يعني قربته, وقللت ألفاظه, وأوجزته.
وكلمة المختصر تعني أن يختصر الكتاب وتستل مادته من كتاب آخر مطول, ولكن لا تعني هذا المعنى دائما فقد يطلق على الكتاب مختصرا وهو ليس بالمعنى السابق.
وقد قام المؤلف بدراسة علمية منهجية حول علم المختصرات, ركز فيها على المختصرات الفقهية, واعتبرها نموذجا للمختصرات, وقد كان الكتاب في صورته الأولى مقسما على دروس بدلا من المباحث,
وجاء الكتاب مقسما على عشرة مباحث: المبحث الأول: تعريف المختصر والمتن, المبحث الثاني: نشأة المختصرات الفقهية, وأنواعها وأغراضها, المبحث الثالث: محاسن المختصرات الفقهية, المبحث الرابع: المآخذ على المختصرات الفقهية, المبحث الخامس: أسباب شرح المختصرات, وأساليب الشرح, وآدابه, ومهمته, المبحث السادس: نماذج لأشهر المختصرات الفقهية في المذاهب الأربعة, المبحث السابع: سعة المادة العلمية في المختصرات الفقهية, المبحث الثامن: حكم الافتاء من المختصرات الفقهية, المبحث التاسع: مقابلة المختصر على الأصل عند التحقيق, المبحث العاشر: المصادر العامة والخاصة لدراسة المتون الفقهية وذكر في آخره ملحق أورد فيه إشكال وجوابه حول الشهاب الرملي, وابنيه الشمس والجمال.