التعريف بموضوع الكتاب :
لقد أكرم الله تعالى عباده بأن جعل لهم صلة وصلٍ به، بل وأي صلة، إنها خمس من الصلوات التي يقف العبد فيها يناجي ربه عز وجل، وليس يشك أحد في أهمية هذه الصلوات وفضلها، وإذ هي بهذه الأهمية وبهذا التكرار الذي لم يكن لركن عملي غيرها، كان الاهتمام بنقل صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم فيها، وقد ورد في موضع واحد منها أكثر من صفة، وحتى يكون حكم مثل هذه التنوعات معروفاً، جاء هذا الكتاب ليوضح مدى هذا التنوع والموقف منه.
وقد قسم المؤلف كتابه إلى بابين.
الأول: (فصول تمهيدية)، تكلم فيها عن معنى التنوع والألفاظ ذات الصلة، وعن التنوع في أحكام الشرع واجتهادات العلماء، وعن بيان العمل بالتنوع المشروع وأن ذلك من اتباع السنة، كما بين ما ينبغي فعله إحياءً للسنن المهجورة، وتكلم في هذا الباب أيضاً عن شروط العمل بالصفات المتنوعة، والطرق التي جاء بها التنوع ومراتب هذا التنوع وأقسام مواطنه، كما ذكر اهتمام العلماء بالتنوع، ثم ختم هذا الباب بالآثار المترتبة على العمل بهذا التنوع والتي كانت عشراً من الآثار كحفظ العلم وحضور القلب وغيرها من الآثار الحميدة.
الباب الثاني: كان في (مواطن التنوع في الصلاة) وهي ثلاثة أقسام
الأول: في المواطن التي لا يشرع فيها جمع الصفات المتنوعة، كألفاظ الأذان والإقامة، وصفة رفع اليدين عند التكبير للصلاة، وأدعية الاستفتاح، ومثل محل القنوت، ومثل هيئة التورك في التشهد، والإشارة في التشهد، ومثل صفة صلاة الخوف، وصلاة الكسوف وصلاة الجنازة، وقد وصلت هذه المواطن إلى إحدى وثلاثين موطناً.
القسم الثاني: في المواطن التي تشرع فيها صفة واحدة تفعل أحياناً، كالقراءة في الركعة الثالثة والرابعة، ومثل الصلاة بالنعال، وقد عد المؤلف هنا خمسة مواطن فقط.
القسم الثالث: في المواطن التي تجمع فيها الصفات المتنوعة، مثل أذكار الأذان وأذكار الركوع والسجود، والدعاء قبل السلام، وقد ذكر المؤلف هنا أحد عشر موطناً من المواطن التي تجمع فها الصفات المتنوعة.
وقد كان منهجه في كل الأقسام السابقة أنه في كل موطن من المواطن التي يأتي بها يذكر الأنواع المشروعة مقرونة بالأحاديث الثابتة الدالة على مشروعيتها، مع بيان صحة الحديث، كما عضد ذلك بذكر نماذج من أقوال العلماء تبين التخيير بين تلك الأنواع ومن قال به، مرتباً تلك المواطن قدر الإمكان بحسب موطنها في الصلاة.
وبهذا ينتهي الكتاب، الذي سعى المؤلف فيه جزاه الله خيرا، أن ينشر هذا العلم حتى لا يصبح مجهولا، فيوصف من يعمل ببعض هذه السنن بالجهل أو الابتداع، مع أن الأمر من اختلاف التنوع المشروع.
سائلين الله تعالى أن يؤلف بين قلوبنا ويوحد صفوفنا، ويجمع شملنا.