التعريف بموضوع الكتاب :
معلوم أن شد الرحال إلى غير المساجد الثلاثة بقصد التعبد والتقرب إلى الله محرم وممنوع كما دلت على ذك أحاديث السنة النبوية , وكما جاء عن صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم, ولا يعلم أن في الصحابة من خالف في هذه المسألة.
إلا أن هناك من خالف وأجاز شد الرحال إلى قبر رسول الله صلى الله عليه وسلم بقصد القربة والتعبد واستدل على جواز قوله بمجموعة من الأحاديث إما ضعيفة لا تثبت, أو صحيحة ولكنها لا تدل على ذلك
ومن أقوى الأحاديث التي استدل بها القائلون بمشروعية شد الرحال لزيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم حديث ابن عمر: ((من زار قبري وجبت له شفاعتي )), وكتاب هذا الأسبوع دراسة حديثية مفصلة لهذا الحديث.
قبل أن يتكلم المؤلف عن علل الحديث ذكر أنه من خلال بحثه لم يجد من أهل الحديث المتقدمين من قوى هذا الحديث, وأما المتأخرون فمنهم من قواه ومنهم من ضعفه وكان ممن قواه تقي الدين السبكي في كتابه ((شفاء السقام)) وساق المؤلف كلام السبكي في ذلك ثم جاء بعده بكلام ابن عبد الهادي في كتابه ((الصارم المنكي)) والذي رد فيه على السبكي وضعف فيه حديث الزيارة.
ثم بدأ المؤلف بعد ذلك – بعد أن رجح كلام ابن عبد الهادي بأن هذا الحديث منكر ولا يصح بحال – بدأ يشرح علل الحديث وذكر أنه معلول بأربع علل وهي :
1. ضعف موسى بن هلال
2. ضعف عبدالله بن عمر العمري
3. تفردهما برواية الحديث
4. أن أصله لعله حديث ابن عمر رضي الله عنه في فضل المدينة.
وقد تكلم المؤلف عن كل علة من هذه العلل بالتفصيل وبينها بيانا كافيا, وتوسع في ذلك ونقل كلام الحفاظ في الحكم عليه, فكان الكتاب دراسة حديثية تفصيلية لهذا الحديث , فجزى الله المؤلف خير الجزاء وبارك في جهوده ونفع به الإسلام والمسلمين.