التعريف بموضوع الكتاب : آل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ..تعددت فيهم المشارب وتضاربت فيهم الآراء , وجفاهم من جفاهم وقد جانب في جفائه لهم الصواب, وغلا في تعظيمهم من غلا حتى أوصلهم إلى المنزلة التي لا تنبغي لهم, وتوسط فيهم أهل الحق فأحبوهم بلا غلو وامتثلوا فيهم وصية الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم .
و(دراسات في أهل البيت النبوي ) كتاب جاء ليلقي الضوء أكثر على هذه القضية والتي - كما يقول مؤلفه - تحاشى عن الكلام فيها بعض أهل الحق بدعوى أن ذلك ذريعة للغلو فيهم وتعظيمهم إلى درجة الشطط , وبعضهم أنكر ما ثبت لهم من فضائل جملة وتفصيلا فأدى بهم الحال إلى جفوتهم والصدود عنهم.
والكتاب عبارة عن دراسة قام بها المؤلف عند تحقيقه لكتاب الحافظ السخاوي (استجلاب ارتقاء الغرف بحب أقرباء الرسول وذوي الشرف) ثم ارتأى أن يفردها ويجعلها مؤلفا مستقلا مع شيء من الزيادات والترتيب والتنسيق.
جاء الكتاب في ثمانية فصول ابتدأها المؤلف بالتعريف بأهل البيت والمراد بهم وبين مشارب الناس وأقوالهم في ذلك .
ثم ثنى المؤلف في الفصل الثاني بذكر مذاهب الناس في أهل البيت في ثلاثة مباحث و ذكر أنهم طرفان ووسط , , فذكر مذهب الجفاة في آل البيت وهم النواصب ثم ذكر مذهب الغلاة فيهم وهم الروافض ومن وافقهم من الصوفية ثم بين مذهب أهل الحق وهم أهل السنة والجماعة في آل البيت حاشدا أقوال أئمة السلف وأهل العلم والإيمان من بعدهم في آل البيت .
وفي الفصل الثالث من الكتاب ذكر المؤلف شرطين ولاية أهل السنة لآل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم, وأنه لا يوالى منهم إلا من كان مؤمنا مستقيما على الملة ومن كان متبعا للسنة النبوية الصحيحة .
أما الفصل الرابع فابتدأه المؤلف بسؤال وهو: هل القول بتفضيل بني هاشم يعد تفضيلا مطلقا على جميع الأشخاص وفي كل الأحوال؟ ثم أجاب على السؤال بالنفي مبينا أن هذا القول ليس على إطلاقه بل يوجد في آحاد الناس من هو أفضل من آحاد بني هاشم لزيادة التقوى والإيمان والعمل الصالح.
أما الفصل الخامس فذكر فيه المؤلف جزئيتين الأولى وضح فيها تاريخ الشرافة ومتى ظهر مصطلح الشريف وعلى من يطلق .
أما الجزئية الثانية فبين فيها ما يتعلق بنقابة الأشراف ومن هو النقيب وما هي أعماله .
وأما الفصل السادس فعقده المؤلف لمسألة فقهية وهي حكم أخذ أهل البيت من الزكاة بين فيها أقوال أهل العلم في المسألة , خاتما الفصل بمسألة ما إذا منع أهل البيت من سهم ذوي القربى مع احتياجهم , فإنه يجوز إعطاؤهم من الزكاة الواجبة والمستحبة على حد سواء.
وفي الفصل السابع سرد المؤلف مجموعة من الكتب المصنفة في فضائل آل البيت, ليختم كتابه بفصل أخير سماه (قراءة نقدية في أشهر الكتب المؤلفة في فضائل آل البيت) استعرض فيه خمسة مصنفات في الموضوع يمثل أصحابها شتى الطوائف والفرق من أهل السنة والجماعة والشيعة والصوفية وأطال النفس في مناقشة تلك الكتب مبينا مآخذه وملاحظاته عليها.
شكر الله للمؤلف هذا الجهد ونفعه الله به في الدارين.